فيما أكد المالكي أنه لا حل للمشكلة السياسية الحالية في العراق من دون الدعوة الىالحوار بين الفرقاء السياسيين، رآها خصمه علاوي متأخرة وتمثل قفزة في الفراغ وتأتي في اطار التهديد بتصفية الفرقاء السياسيين والهروب من متغيّرات داخلية واقليمية خلقت لديه شعورًا بالعزلة... بينما بدأت السلطات استعدادات أمنية ضخمة في محافظة كربلاء لتأمين زيارة اكثر من مليوني عراقي اليها لمناسبة النصف من شعبان الحالي ذكرى ولادة المهدي المنتظر الامام الثاني عشر لدى الشيعة.
ردًا على دعوة رئيس الوزراء الى القوى السياسية للدخول في حوار لحل الأزمة السياسية الحالية، قالت حركة الوفاق الوطني العراقي بزعامة رئيس الوزراء الاسبق أياد علاوي إنه بعد ست سنوات من ترؤس المالكي للحكومة فإنه لم يتوقف عن صناعة الازمات بغية إشغال الآخرين عن خروقاته وتجاوزاته الدستورية الفاضحة والتستر على الفساد المريب ورموزه.
وقال الناطق الرسمي بإسم الحركة هادي والي الظالمي في تصريح صحافي مكتوب تلقته quot;إيلافquot; إنه لا بد اليوم من عدم الخلط بين الاستجواب المرتبط بسياسات المالكي في ادارة السلطة وتطوير العملية السياسية والديمقراطية للسنوات الماضية من جهة، والإصلاح الذي يرسم خارطة طريق برؤية جماعية تفاعلية لمستقبل بناء الدولة الناجزة وادامتها بارادة وطنية وضمان مسيرتها بثبات نحو الدولة المدنية الديمقراطية الكاملة من جهة ثانية.
وأضاف أنه لذلك، فإن دعوة المالكي المتأخرة للحوار تمثل قفزة في الفراغ للإفلات من استحقاقات متراكمة، وهي تندرج في إطار خلط اوراق الحوار والتهديد بتصفية الفرقاء السياسيين وحكومة الشراكة والاغلبية، وحل البرلمان، وتجميد الدستور، هروبًا من متغيّرات داخلية واقليمية خلقت لديه شعورًا بالعزلة لاسيما بعد ولادة استقطاب وطني عابر للطائفية والعرقية والفئوية لمواجهة نزعاته التفردية والاستبدادية.
ومن جهتها، أكدت النائبة عن التحالف الكردستاني جولة حاجي أن المالكي فقد أعصابه ولا يتحمل ما تقوم به الكتل السياسية من اجل الاصلاح في العملية السياسية. وقالت إن المالكي تأخر واستهزأ بمواقف الكتل السياسية متصورًا أن الكتل سوف لن تمضي بعملية سحب الثقة عنه.
وأضافت أن رئيس الوزراء قام بإستخدام كافة اوراقه إلا أنه لم يبقَ له غير فقدان الاعصاب وأوضحت أنه فقد اعصابه وتشنج جدًا نتيجة التخوف من اصرار الكتل الاخرى على المضي في عملية سحب الثقة منه، وقالت إن المالكي متأكد بأنه قام بمجموعة من الخروقات بشكل لا يمكن معه أن تسكت عنها الكتل السياسية الاخرى.
وكان المالكي جدد امس مطالبته القوى السياسية بحل الأزمات عبر الحوار والعمل بشكل مشترك لبناء البلاد، وقال في كلمة لمناسبة يوم السجين السياسي في بغداد: quot;إننا الآن في بلد يريد بناء مؤسساته والعمل على خدمة مواطنيه ولا نريد الانتقام من أي شخصquot;.
وخاطب المالكي جميع الشركاء السياسيين بالقول إن quot;هذا بلدكم جميعًا وكل شيء يمشي ضمن الدستور الذي اقسمنا بالقرآن على الالتزام به واعلموا أن لا أمل ولا حل ولا انفراج ولا تقدم ولا تحقيق مكتسبات ولا خدمات إلا حينما نؤمن بالدستور ونطبق ما يقبل به ونرفض ما يرفضهquot;. وأعرب عن أسفه من أن quot;بعض العراقيين يتواطأون مع الخصوم والأعداء من اجل أن لا يكون العراق قويًا عزيزًا منيعًا موجودًا في محيطهquot;.
وكانت الكتل السياسية المعارضة لرئيس الحكومة التي اجتمعت في أربيل عاصمة اقليم كردستان في العاشر من الشهر الماضي قد اتفقت على مواصلة تعبئة القوى النيابية لمواجهة quot;ظاهرة التحكم والانفرادquot; بإدارة الحكومة ووجهت رسالة توضيحية إلى الرئيس جلال طالباني تم التأكيد فيها على صحة تواقيع النواب وكفاية العدد المطلوب منها دستورياً لسحب الثقة بعد أن قال إنها لم تصل الى هذا العدد والبالغ 164 نائبًا من مجموع عدد اعضاء البرلمان البالغ 325 نائبًا.
يذكر أن العراق يشهد أزمة سياسية في ظل حدة الخلافات بين الكتل السياسية بعد أن تحولت من خلاف بين القائمة العراقية ودولة القانون إلى اختلاف الأخير مع التحالف الكردستاني والتيار الصدري وغيرها من التيارات والأحزاب.
38 ألف عسكري مدعومين بالطائرات لحماية زيارة النصف من شعبان
إلى ذلك، باشرت السلطات العراقية استعدادات أمنية ضخمة في محافظة كربلاء تشارك فيها قوات قادمة من العاصمة ومحافظات مجاورة لتأمين زيارة اكثر من مليوني عراقي لمناسبة النصف من شعبان الحالي ذكرى ولادة المهدي المنتظر الامام الثاني عشر لدى الشيعة.
وأعلن قائد عمليات الفرات الاوسط الفريق الركن عثمان الغانمي خلال مؤتمر صحافي في مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) الليلة الماضية بدء الخطة الأمنية الخاصة بالزيارة بمشاركة 38 ألف عنصر من وزارتي الدفاع والداخلية والاجهزة الساندة مدعومين بالطيران والجهد الاستخباري.
وقال الغانمي إن هذه الخطة الأمنية لا تشمل محافظة كربلاء وحدها وانما جميع محافظات الفرات الاوسط ايضًا، وأوضح أن وزارة الداخلية تشارك بخمسة افواج طوارىء في هذه الخطة والدفاع بأربعة افواج طوارىء إضافة الى القوات في محافظة كربلاء ليصل عديد القوات الى 38 ألف عنصر أمني. وأشار إلى أنّ الخطة الأمنية تشمل ايضًا مشاركة 26 مروحية لتزويد قيادة العمليات بالاستطلاع الجوي التصويري إضافة الى تعزيز الخطة بأجهزة خاصة لكشف المتفجرات وعناصر من الاستخبارات باللباس المدني.
وحول ما اذا كان سيتم فرض حظر للتجوال في محافظة كربلاء، قال الغانمي إن احتمال فرض حظر التجوال يعتمد على الوضع الأمني ومتغيّراته... في وقت أعلنت قيادة شرطة المحافظة امس عن تقليص عدد دخول المركبات الى وسط مدينة كربلاء مركز المحافظة.
ووفقًا للخطة الأمنية تمت احاطة كربلاء بأربعة أطواق أمنية وتقسيمها الى خمسة محاور إضافة الى نشر قوة تضم مئات الأشخاص المدربين على جمع وتتبع المعلومات الاستخبارية ستشارك في خطة شعبان الأمنية.
وتصادف زيارة النصف من شعبان السبت المقبل التي يتوقع وصول عدد المشاركين فيها الى اكثر من مليوني نسمة قادمين سيرًا على الاقدام الى كربلاء من مختلف محافظات البلاد لاحياء مناسبة مولد الإمام المهدي إلامام الثاني عشر والأخير لدى الشيعة الذي سيظهر بحسب معتقداتهم في نهاية الزمان ليملأ الدنيا عدلاً بعد أنمُلئت ظلمًا وجورًا.
التعليقات