كان المسلمون والبوذيون يعيشون منذ سنوات جنبا الى جنب في ولاية راخين غرب بورما ويتعاملون بحذر مع حالة من العداء الكامن، لكن الجميع باتوا يواجهون صعوبة في إحياء هذا التعايش بعد أعمال العنف الدامية الاخيرة.


تصاعدت حرب الإبادة ضد المسلمين في بورما والتي تشنها جماعة الماغ البوذية المتطرفة ما أدى إلى هروب أكثر من 20 ألف مسلم الى بنغلاديش المجاورة والتي ضيقت بشكل كبير على الروهنجيين المسلمين، والشهر الماضي

قامت بإعادة 39 قارباً، بحسب منظمات الاغاثة العاجزة عن توفير الغذاء والدواء والمأوى للاجئين المسلمين.

وأعلنت حالة الطوارئ في 10 حزيران/يونيو في ولاية راخين (اراكان سابقا) ولكن ذلك لم يكن كافيا على ما يبدو لاستتباب الامن، الأمر الذي يثير قلق المجتمع الدولي في بلد يعاني أصلا توترات اتنية أخرى.

وتهز ولاية راخين في الآونة الاخيرة سلسلة من أعمال العنف الشديدة بين عناصر من اتنية البوذيين الراخين والمسلمين الذين يطلق عليهم quot;البنغاليينquot; بقصد التحقير، لكنّ قسما منهم في الحقيقة من الروهينجيا وهي أقلية من دون وطن محرومة من كل الحقوق.

وبورما تلك الدولة التي تقع في جنوب شرق آسيا، والتي يتعرض المسلمون فيها لأبشع أنواع التعذيب والقتل، تتعرض إلى انتقادات عربية ودولية بسبب عدم قيامها بردع الجرائم ضد الاقلية المسلمة، حيث أثارت حرب الإبادة التي يتعرض لها المسلمون في هذا البلد ردود فعل غاضبة بين مواقع التواصل الاجتماعي والإعلامين العربي والغربي.

واستنكرت الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان الثلاثاء الموافق 3/7/2012 laquo;حملات الإبادة الطائفية التي يتعرض لها المسلمون في بورماraquo;، وطالبت laquo;الضمير العالمي ومجلس الأمن ومنظمات حقوق الإنسان في العالم أجمع بالوقوف بشدة ضد ما يحدث في بورما من خرق للمواثيق الدولية لحقوق الإنسانraquo;.

وقالت الجمعية في بيان صادر عنها وتلقت quot;إيلافquot; نسخة منه: laquo;تتابع الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان بقلق شديد حملات الإبادة الطائفية التي يتعرض لها المسلمون في بورما والتي تشنها مجموعة laquo;ماغraquo; البوذية المتطرفة عليهم، حيث تم قتل أكثر من 250 واصابة 500 وخطف 300 كلهم من المسلمين، كما دمرت مليشيات الماغ البوذية المتطرفة أكثر من 20 قرية و1600 منزل ما أدى إلى هجرة آلاف الأشخاص الذين فروا من القرى التي أحرقت على مرأى من قوى الأمن العاجزة عن حمايتهمraquo;، مبينة انه laquo;نتيجة هذه المجازر شرع المسلمون في إقليم أراكان ذي الغالبية المسلمة إلى تنفيذ أكبر عملية فرار جماعي إلى دولة بنغلاديش المجاورة عبر السفن، إلا أن السلطات البنغالية ردت بعضهم الى بورما بعد أن وصل عدد اللاجئين فيها الى نحو 300 ألف ينتمون الى قومية الروهينجيا المسلمةraquo;.

كما أصدرت رابطة علماء المسلمين في وقت سابقبياناً ناشدت فيه quot;قادة وعلماء المسلمين وجمعياتهم ومنظماتهم أن يبادروا لكف العدوان الواقع على المسلمين في إقليم أراكان في دولة بورما وما يتعرضون له من مذابح بشعة وجرائم وحشية ترتكبها العصابات البوذية المتطرفة.وأن يقوموا بواجبهم لتقديم المساعدة والعون لهمquot;.

وكشفت آخر المعلومات عن تجاوز أعداد القتلى 400 قتيل، وارتفاع حصيلة الجرحى إلى درجة يصعب معها إحصاؤهم بسبب حالة الخوف والذعر التي تجتاح المسلمين في بورما.

ويقول ممثلون عن الروهينجيا منذ بداية اعمال العنف ان الحصيلة اكبر بكثير من تلك التي اعلنتها السلطات.

ولا يعتبر الروهينجيا وعددهم 800 الف، المحتجزون في شمال الولاية، جزءا من الاقليات الاتنية المعترف بها في نظام نايبيداو ولا من العديد من البورميين الذين لا يخفون عداءهم تجاههم، وتعتبرهم الامم المتحدة من الاقليات التي تعاني اكبر اضطهاد في العالم.

وقد حاول مئة منهم الفرار على متن زوارق الى بنغلادش لكن خفر السواحل البنغاليين صدّوهم.

وبغض النظر عن وضعهم المعقد جدا، تشير اعمال العنف هذه الى التوترات الدينية المبطنة في بلد يقول الخبراء ان البورمي يعتبر فيه بوذيا ليس الا.

وتفيد الارقام الرسمية ان المسلمين يشكلون 4% من السكان والبوذيين 89%، لكن النسبة اكثر توازنا على الارجح في تلك المنطقة من البلاد.