بغداد: أكد ابراهيم بحر العلوم، الأمين العام لتجمع عراق المستقبل، ووزير النفط الاسبق، أن سبب الأزمات في العراق هو التحالفات السياسية التي تقوم على أسس من القومية والطائفية، موضحًا أن هذه الأزمات لا يمكن أن تنتهي إن لم تتغيّر خارطة التحالفات وتكون على أسس وطنية. وقال إن استمرار المشاكل التي تسيطر على الواقع السياسي العراقي سببه عدم وجود رؤية وطنية لحل هذه المشاكل.

ورأى السياسي العراقي أن وراء المطالبات الحالية بسحب الثقة من رئيس الوزراء أيادي إقليمية خاصة وأن العراق اليوم منطقة صراع تركي إيراني مما يلقي بظلاله على الأزمات التي تتوالد في البلاد. وفي ما يلي نص المقابلة التي أجرتها quot;إيلافquot; مع ابراهيم بحر العلوم.

* هل تعتقد أن الحديث عن إصلاحات سياسية بدلاً من سحب الثقة عن رئيس الوزراء حقيقة أم مجرد مناورات سياسية لإضاعة الوقت؟

- من خلال معرفتي بالسيد ابراهيم الجعفري، رئيس التحالف الوطني، أجد أنه جاد في هذه الإصلاحات، ولكن الذي يمكن أن نطرحه كتساؤل هو: ما هي النسبة التي يمكن تحقيقها من هذه الإصلاحات؟، انا اعتقد أن تحقيق الإصلاحات يرتبط بالظروف السياسية للبلد، مثلما يرتبط بقدرة السياسيين الآخرين على استيعاب الموقف، لكن بتصوري أن المهمة صعبة، وانا ارى أن هذه الإصلاحات خطوة ضرورية، وكان من المفترض أن يقوم بها التحالف الوطني مبكرًا وليس في هذا الوقت المتأخر ربما.

* يعتقد البعض أن ما يحدث هو مجرد أزمة جديدة؟

- حسب قناعتي فإن الأزمة بدأت منذ عام 2010 واستمرت طوال هذا الوقت وستستمر حتى الانتخابات المقبلة عام 2014، أي بعد سنتين تقريبًا، العراق حتى ذلك الحين سيكون في دوامة أزمات مستمرة.

* ألا ترى بأن اجراء الإصلاحات قد يسهم في انفراج الأزمة؟

- الإصلاحات يجب أن تكون جذرية وليست شكلية، مشكلتنا الاساسية هو في تحالفاتنا السياسية، وهذه التحالفات تقوم على أسس قومية، طائفية، وليست وطنية، لذلك لا يمكن أن نجد حلولاً جذرية.

* هل انت متفائل بالتغيير من خلال إلانتخابات العامة عام 2014؟

- اذا حدث تغيير في خارطة التحالفات نعم، وان لم تتغيّر التحالفات وتبقى على ما هي عليه فسوف تبقى الأزمات مستمرة، ولا اعتقد أنها ستنتهي في امد قصير لأن التقاطعات ستبقى، وكذلك الاشكالات.

* الجميع يريد تحديد ولاية رئيس الوزراء بولايتين اثنتين فقط، فيما هناك من يطالب بثلاث، كيف ترى هذا؟

- انا مع خيار الكتلة الكبرى، ولكنني اتصور أن هناك حراكًا اليوم في الساحة السياسية وبين السياسيين وكذلك مبادرة الرئيس طالباني، البند الثامن منها، أن يكون هناك تحديد لولاية الرئاسات الثلاث، واتصور حينئذ أن هناك ستكون خيارات أخرى سيتم طرحها والاتفاق عليها، وبالتأكيد يبقى الخيار للكتلة الكبرى كما اتصور.

* ايّهما يخدم العراق في ظرفه الحالي الولايتان أم الثلاث؟

- انا افضل أن يجرب آخرون نصيبهم في هذه القضية.

* هل تعتقد أن اثارة مسألة سحب الثقة وراءها ايادٍ خارجية كما يزعم البعض؟

- لا شك أن العراق اليوم منطقة صراع تركي - إيراني، فبالتالي لا شك أنها تلقي بظلالها على الأزمات، ولايمكن أن نجرد الأزمة السياسية الراهنة من الدور الخارجي، فهناك نفوذ خارجي بشكل واضح، ولكن هناك مشكلة عراقية، وهذه الأزمة العراقية ناتجة منذ الانتخابات التشريعية وقد تأخر تشكيل الحكومة بسببها.

* لماذا هذه الحالة المكتظة بالأزمات؟

- بسبب أنه ليست هناك رؤية وطنية لحل المشاكل العراقية.

* هل لأميركا يد في ما جرى خاصة بعد انسحاب قواتها من العراق؟

- لا ادري بقدر ما هو دور اقليمي ضاغط، ولا ادري ما هو الدور الاميركي بالضبط، لكنني اؤكد أن الدور الاميركي بعد الانسحاب ضعف بشكل كبير، لذلك فإن هذا الدور ليس ضاغطًا في الواقع الحالي،على عكس ما كان قبل سنوات إن تحدثنا عنه فلأميركا دور في كل ما يحدث، ولكن السؤال المطروح حاليًا: هل اميركا قادرة على تغيير رغباتها؟ انا اتوقع ذلك.