تونس: تعقد حركة النهضة الإسلامية التي تقود الائتلاف الثلاثي الحاكم في تونس من 12 إلى 15 تموز/يوليو أول مؤتمر عام وعلني لها في البلاد منذ تأسيسها العام 1981، بحسب ما أعلن الاثنين رياض الشعيبي عضو المكتب التنفيذي للنهضة ورئيس لجنة تنظيم المؤتمر.

وسيتم خلال المؤتمر الذي يعقد تحت شعار quot;مستقبلنا بأيديناquot; انتخاب قيادات جديدة للحركة (رئيس وأمين عام وأعضاء المكتب التنفيذي) وتحديد الاستراتيجيات السياسية والاجتماعية التي ستنتهجها في الفترة المقبلة بحسب السعيدي.

وهذا المؤتمر هو التاسع في تاريخ النهضة التي كانت محظورة في عهد الرئيسين السابقين الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي.

وتأسست الحركة العام 1972 تحت اسم quot;حركة الاتجاه الاسلاميquot; ثم غيرت اسمها العام 1981 إلى quot;حركة النهضةquot;.

ونظمت الحركة خمسة مؤتمرات سرية داخل تونس في الاعوام 1979 و1981 و1984 و1986 و1989، وثلاثة مؤتمرات في المهجر في الاعوام 1995 و2001 و2007.

وفي أول آذار/مارس 2011 حصلت النهضة على ترخيص للعمل القانوني بعد أقل من شهرين على الإطاحة بنظام بن علي الذي هرب إلى السعودية في 14 كانون الثاني/يناير 2011.

وقالت النهضة في بيان وزعته على الصحافيين إن 1103 منتسبين سينتخبون خلال المؤتمر العام التاسع رئيسا وأمينا عاما ومكتبا تنفيذيا جديدا.

وذكرت بأنها عقدت بين 20 نيسان/أبريل و20 أيار/مايو الماضيين 261 مؤتمرا quot;محلياquot; شارك فيها 60 ألف منخرط quot;تمهيداquot; لمؤتمرات quot;جهويةquot; عقدت في حزيران/يونيو الماضي وتم في نهايتها quot;انتخاب 1103quot; منتسبين سيشاركون في المؤتمر التاسع.

وقال الشعيبي ان المؤتمر التاسع سيبحث مستقبل التحالفات السياسية للحركة خلال المرحلة المقبلة.

وشكلت النهضة، وهي الحزب الأكثر تمثيلية في المجلس الوطني التأسيسي (89 من 217 مقعدا)، تحالفا حاكما مع حزبين يساريين هما quot;المؤتمرquot; (29 مقعدا) وquot;التكتلquot; (20 مقعدا).

وبموجب هذا التحالف، تولى حمادي الجبالي أمين عام حركة النهضة، رئاسة الحكومة ومنصف المرزوقي مؤسس حزب quot;المؤتمرquot; رئاسة الجمهورية، ومصطفى بن جعفر مؤسس حزب quot;التكتلquot; رئاسة المجلس التأسيسي المكلف اعداد دستور جديد لتونس.

وقال الشعيبي quot;نريد أن نثبت أن فلسفة التحالف (يمكن أن) نصل بها الى الالتقاء الاستراتيجيquot;.

ومن المرجح أن يعاد انتخاب راشد الغنوشي (70 عاما) رئيسا لحركة النهضة.

ويعتبر مراقبون الغنوشي الأقدر على ضمان الوفاق والوحدة بين الجناحين quot;المتشددquot; وquot;المعتدلquot; داخل الحركة.

وفي هذا السياق قال الأستاذ الجامعي الفرنسي جيل كيبل المتخصص في الجماعات الاسلامية المعاصرة لوسائل إعلام تونسية quot;مادام الغنوشي موجودا فإنه قادر على المحافظة على الوفاق داخل حركة النهضة، فموقعه أبوي ولا أحد يحتج على سلطته، لكن هناك مجموعات تتنافس من أجل السيطرة على الحزبquot;.

وعاد الغنوشي إلى تونس إثر الاطاحة بنظام بن علي بعد 20 عاما قضاها في منفاه ببريطانيا.

وأعلن في أكثر من مناسبة أنه لن يترشح لرئاسة النهضة مجددا.

وقالت الحركة ان 200 quot;ضيفquot; سيحضرون مؤتمرها التاسع بينهم خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ومصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي الليبي.