يقول محللون إن زيارة الرئيس المصري إلى السعودية كوجهة أولى إثر انتخابه تؤكد حتمية العلاقة بين قطبي العالم العربي وحاجتهما المتبادلة للتعاون رغم الحساسيات التي برزت بعد إسقاط الرئيس السابق حسني مبارك.


الرياض: يقول المحلل جمال خاشقجي إن زيارة الرئيس المصري محمد مرسي إلى السعودية تأتي quot;بعد تحول كبير في مصر لتأكيد أن العلاقة بين البلدين مستمرة بغض النظر عمن يحكم في القاهرة (...) المملكة ليست لديها تحفظات حيال حكم الاخوان المسلمينquot;.

ويصل مرسي الى السعودية اليوم الاربعاء بدعوة من الملك عبد الله بن عبد العزيز في اول زيارة يقوم بها الى الخارج منذ انتخابه رئيسًا الشهر الماضي. وبينما كانت العلاقات بين السعودية ومصر وثيقة جدًا ابان عهد مبارك الذي اطاحت به ثورة شعبية في شباط/فبراير 2011، كان الاخوان المسلمون يتقربون من ايران.

ويسود التوتر وعدم الثقة بين التيارات السلفية في الخليج والاخوان المسلمين في العالم العربي بسبب التناقضات في امور فقهية ذات مضامين سياسية في غالب الاحيان. ويتابع خاشقجي: quot;هناك اشارات عديدة من المصريين أنهم يقدمون علاقاتهم مع دول الخليج خصوصًا السعودية على العلاقات مع ايرانquot;.

ونفى مرسي فور اعلان فوزه أن يكون ادلى بتصريحات حول التقرب من ايران واعلن لصحيفة quot;عكاظquot; السعودية الثلاثاء أن quot;أمن الخليج خط احمرquot;.

ويضيف المحلل: quot;لا اعتقد أن مصر مهتمة بعلاقات خاصة مع ايران انما تتجه الى علاقات محورية مع تركيا والسعودية فايران بلد غارق بحاجة الى من يساعده ولا يستطيع أن يقدم شيئًا (...) بالنسبة لمصر، ليست هناك أي فوائد في العلاقة مع طهرانquot;.

من جهته، يوضح انور عشقي، رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية، ومقره جدة، أن quot;علاقة الاخوان المسلمين في مصر بايران أمر يخصهم وحدهم (...) لا اعتراض على ذلك لكن عليهم أن لا يقبلوا بدور أو تدخل ايراني في مصر أو غيرها من الدولquot;.

ويؤكد ردًا على سؤال quot;عدم وجود جفاء بين الاخوان المسلمين والسعودية باستثناء بعض مواقفهم التي اتخذوها ابان تحرير الكويت واختلفنا فيها معهم (...) لكنهم يعترفون بأن المملكة احتضنتهم عندما كان عبد الناصر على علاقة سيئة معهمquot;.

واندلعت ازمة دبلوماسية بين البلدين عندما اغلقت السعودية في 28 نيسان/ابريل سفارتها في القاهرة وقنصليتيها في الاسكندرية والسويس بعد تظاهرات طالبت بالافراج عن محامٍ وناشط مصري اعتقل في السعودية بتهمة تهريب حبوب مخدرة وادوية يحظر تناولها دون وصفة طبية.

ويتابع عشقي: quot;يجب التذكير بأن الزيارة الاولى لمحمد نجيب اول رئيس لمصر بعد ثورة العام 1952 كانت الى السعودية ايضًا (...) اصبح الامر اشبه بتقليدquot;. بدوره، يقول عبد العزيز بن صقر رئيس مركز الخليج للابحاث إن quot;الاستقرار السياسي في مصر امر مهم بالنسبة للمملكة لأن تداعياته تنعكس عليها سلبًا ام ايجابًاquot;.

ويضيف أن quot;موقف مصر من القضية الفلسطينية مهم واساسي لكن هل سيتخذ مرسي موقفًا مختلفًا ومتطورًا ازاء حماس أم انه سيكتفي في الابقاء على المواقف السابقةquot;؟ في اشارة الى مخاوف من تغيير محتمل وما قد يجره ذلك من مشاكل.

ويتابع أن quot;ايران تريد تخويف الدول الاخرى وايهامها بأن التغيير في مصر يأتي نجاحًا لثورتها والاسلام السياسي. لا يوجد ارتباط قوي بين الاخوان في القاهرة وطهران انما علاقات ومعرفة بأن هناك نقاط عدم التقاء كثيرة بين الطرفينquot;. ويرى بن صقر أن المملكة هي quot;البلد الوحيد الذي يقدم مساعدات الى مصرquot;.

وفي هذا السياق، كان سفير المملكة لدى مصر احمد قطان توقع أن quot;تشهد المرحلة المقبلة زيادة في حجم الاستثمارات السعودية في مصرquot; لافتًا الانتباه الى انه quot;لا يمكن حصر العلاقات في موضوع التعاون الاقتصادي فقطquot;.

واعتبر قطان أن quot;العلاقات بين البلدين أكبر من هذا بكثيرquot;، مشيرًا الى ارتفاع عدد العاملين المصريين في المملكة من مليون ونصف المليون قبل الثورة الى مليون و650 الفًاquot;.

كما يقول عشقي إن quot;السعودية تقدم مساعدات آخرها مليار دولار كقرض ضمانة في المصرف المركزيquot; مدته ثماني سنوات لكي quot;تتمكن الحكومة من الاستدانة بفائدة متدنية، كما أن البنك الاسلامي والسعوديةهو المساهم الاكبر فيه، قدم قبل ايام مليار دولار لشراء المواد الغذائية والمشتقات النفطيةquot;.

على صعيد آخر، دخلت المحكمة الدستورية العليا في مصر والمجلس العسكري في مواجهة مفتوحة مع مرسي بسبب قراره اعادة الصلاحيات لمجلس الشعب، فقد اكدت المحكمة أن قرارها ببطلان الانتخابات التشريعية quot;ملزم لجميع سلطات الدولةquot;، في حين شدد المجلس العسكري بلهجة حازمة على quot;اهمية سيادة القانون والدستورquot;.