تشكيك غربي بقدرة إيران على لعب دور في حل الأزمة السورية

تدور تساؤلات في فلك السياسة الدولية حول الدور الذي يمكن أن تلعبه إيران في حل الأزمة السورية، المستمرة في البلاد منذ أشهر والتي سقطجراءها عدد كبير من القتلى،وسط تشكيك غربي بمدى قدرة إيران على القيام بهذه المهمة.


القاهرة: مع تصاعد الأزمة في سوريا، بدأ يتزايد الحديث بخصوص الدور الذي يمكن أن تلعبه إيران لحل تلك الوضعية الصعبة التي تعيشها البلاد منذ أكثر من ستة عشر شهراً.

ولفتت في هذا الصدد مجلة فورين بوليسي الأميركية إلى ذلك التصريح الذي قال فيه المبعوث الأممي، كوفي أنان، خلال زيارة كان يقوم بها إلى طهران الأسبوع الماضي :quot; بمقدور إيران أن تلعب دوراً ايجابياً في سورياquot;. وقبلها بأسبوعين، قام وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بممارسة ضغوط من أجل توجيه الدعوة لإيران، لحضور اجتماع أنان الخاص بـ quot;مجموعة العملquot; بشأن سوريا في جنيف، متحدثاً عن الحاجة لدعوة كل من يحظى بنفوذ وتأثير على جميع الأطراف السورية.

وقد ضغط الإيرانيون أنفسهم لإدراج سوريا على جدول الأعمال الخاص بمحادثات 5 + 1 الأخيرة، وعرضوا أول أمس استضافة محادثات بين النظام السوري والمعارضة.

ومع هذا، أشارت المجلة إلى حالة الشك التي تنتاب الغرب إزاء تلك الفرضية التي تتحدث عن إمكانية الاستعانة بإيران في تقديم مرحلة انتقالية سياسية في سوريا، وأعقبت بقولها إنه ولكي يتمكن الساسة الغربيون من فهم وجهة النظر الصحيحة (بخصوص الدور الذي يمكن أن تلعبه إيران في سوريا ) فإنه يتعين عليهم أن يعرفوا حقيقة المصالح الإيرانية في سوريا، وكذلك الطريقة التي سيؤثر من خلالها إدراج إيران على ديناميات الدبلوماسية الدولية، وهو ما يبين ضرورة استبعاد إيران.

وأعقبت المجلة بقولها إن أول تساؤل لابد أن يوجه بخصوص المصالح الإيرانية في سوريا هو : ما الذي ترغب طهران أن تحققه في سوريا ؟ - وانتقلت بعدها لتقول إنه ووفقاً لتقرير صادر حديثاً عن وزارة الدفاع الأميركية، فإن إيران تسعى من الناحية الإستراتيجية لتعزيز وضعيتها من خلال مواجهة النفوذ الأميركي ومد العلاقات مع الأطراف الإقليمية. وأنها تستعين في سبيل ذلك بأدوات من بينها رعاية الإرهابيين والجماعات المسلحة على نحو نشط لزيادة نفوذها ودورها في المنطقة.

وأوضح مؤيدو إشراك إيران في الجهود الدبلوماسية المبذولة بشأن سوريا أن طهران لعبت دوراً مؤثراً في أفغانستان عقب أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر، وأن الولايات المتحدة تواصلت دبلوماسياً مع إيران بخصوص العراق خلال العقد الماضي.

وكما تفعل مع سوريا اليوم، أكدت المجلة أن إيران أبدت رغبتها في تحقيق السلام والاستقرار في العراق وأفغانستان، ولم تغفل المجلة الإشارة إلى أن إيران لا تواجه تضارباً في المصالح في سوريا، مثلما كان الوضع معها في العراق، حتى بعد انسحاب أميركا.

ولحماية مصالحها الواضحة، أشارت فورين بوليسي إلى أنه يتعين على إيران أن تبقي على الرئيس بشار الأسد أو أي عميل متعاون مثله، أو يتعين عليها إشعال مضي سوريا صوب موجة الاضطرابات والفوضى التي ينشط فيها العملاء الإيرانيون.

كما لفتت المجلة إلى أن إشراك إيران في جهود تسوية الأزمة السورية في ذلك التوقيت تحديداً سوف يدعم نفوذها الإقليمي ويبعث برسالة، ترد على تأكيدات أميركا ودول أخرى، بأنها غير منعزلة دولياً، وأنها تعتبر لاعباً أساسياً في واقع الأمر في تشكيل وصياغة المشهد الأمني والسياسي الناشئ في منطقة الشرق الأوسط.

أما السؤال الثاني الذي رأت المجلة أنه من الواجب أن يتم طرحه في تلك الأثناء أيضاً فهو : كيف سيؤثر إدراج إيران على ديناميات الدبلوماسية بخصوص سوريا؟ وهنا تابعت المجلة بقولها إن مشاركة إيران ستخفف على الأرجح من عزلة روسيا في المنتديات متعددة الأطراف التي تنظم بشأن سوريا، وبالتالي ستخفف من الضغوط الملقاة على كاهل موسكو من أجل إعادة النظر في الدعم الذي تقدمه للأسد.