بوتين (يمين) وأنان خلال اللقاء في موسكو

قدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء في موسكو الدعم لمبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان الذي اعتبر من جانبه أن الوضع quot;غير مقبولquot; في هذا البلد حيث وصلت الأزمة إلى quot;مرحلة حرجةquot;.


موسكو: قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي أنان عند بدء اجتماعهما في الكرملين quot;منذ البداية، ومنذ الخطوات الأولى ونحن ندعم ونواصل دعم جهودكم الرامية الى إعادة السلم الأهليquot; على الأراضي السورية، في الوقت الذي يؤكد فيه المتمردون أن quot;معركة تحرير دمشقquot; قد بدأت.

من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف انه quot;لا سببquot; يحول دون التوصل الى توافق حول مشروع قرار بخصوص سوريا في مجلس الأمن الدولي. وقال لافروف للصحافيين quot;لا ارى أسبابا تمنعنا من الاتفاق في مجلس الامن. ونحن على استعداد لذلكquot;.

من جهته اعتبر مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية ان الوضع في سوريا quot;غير مقبولquot;. وقال أنان quot;انتظر ان يبعث المجلس رسالة توضح ان جرائم القتل يجب ان تتوقف وان الوضع على الارض غير مقبولquot;.

واضاف ان quot;الازمة السورية بلغت مرحلة حرجة، وانا سعيد بأن الفرصة اتيحت لنا للتحدث في هذا الشأنquot;. ويأتي اول اجتماع بين أنان وبوتين منذ عودته الى الكرملين في ايار (مايو) عشية طرح مشروع قرار من القوى الغربية بفرض عقوبات على النظام السوري، على التصويت في مجلس الامن الاربعاء.

من جانبه دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون موسكو الى زيادة الضغط على سوريا وذلك في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الروسي. وقال المتحدث باسم الامم المتحدة مارتن نسيركي ان quot;(بان) دعا روسيا الى استخدام نفوذها للتحقق من تطبيق تام وفوريquot; لخطة كوفي أنان.

وكان بان تحادث هاتفيا الاثنين مع لافروف بعد ان تحادث الاحد مع وزير الخارجية الصيني يانغ جياشي. وقال المتحدث ان بان كي مون يولي اهمية كبيرة للمحادثات التي يجريها أنان في موسكو quot;نظرا الى تصاعد (العنف) والوضع المقلق في سورياquot;.

وكانت روسيا، التي سبق ان جمدت مشروعي قرار في مجلس الامن منذ بداية النزاع في اذار/مارس الماضي، قد رفضت من جديد مع الصين الاثنين في مجلس الامن توجيه أي ادانة للسلطات السورية وخصوصا بشأن مذبحة التريمسة.

وأجرى أنان الاثنين مباحثات مع لافروف سعى خلالها الجانب الروسي الى quot;حثه (أنان) على العمل بنشاط مع المعارضة والأطراف الخارجيةquot; اي القوى الغربية والاقليمية التي تتهمها موسكو بنسف اي امكانية quot;للحوارquot; مع الحكومة السورية.

وفي اليوم نفسه، اوضح لافروف بعبارات حادة الموقف الروسي متهما الغربيين بممارسة quot;ابتزازquot; في الامم المتحدة لارغام روسيا على القبول بقرار ينص على فرض عقوبات بل واللجوء الى القوة ضد حكومة بشار الاسد.

وكتبت صحيفة كومرسانت الواسعة الانتشار ان quot;روسيا والغرب على عتبة مواجهة حادة بشان سورياquot; مضيفة quot;ان معلوماتنا تشير الى ان الكرملين هو اساسا الذي يصر على اتباع خط متشدد بشان سورياquot;.
واكدت كومرسانت ان بوتين امر الدبلوماسيين خلال اجتماع عقد الاسبوع الماضي quot;بالدفاع عن القانون الدولي ايا كان الثمنquot;.

وكتبت صحيفة quot;روسيسكا غازيتاquot; الروسية الرسمية ان موسكو ما زالت تصر على ان ينص اي قرار في مجلس الامن الدولي حول النزاع quot;على تحميل نظام دمشق ومعارضيه بشكل متساو مسؤولية اراقة الدماءquot;.

واضافت ان quot;روسيا والصين هما بالنهاية اكبر حلفاء موفد الامم المتحدة في جهودهquot;. وتابعت الصحيفة نفسها انه في المقابل quot;يقول قسم كبير من المجتمع الدولي انه يدعم خطة أنان للسلام لكن في الكواليس يبذل كل ما في وسعه لتبقى حبرا على ورقquot;.

من جانبها، شددت صحيفة فيدوموستي على ان موقف روسيا تغير كثيرا منذ الازمة الليبية. وقالت quot;قبل سنة تحديدا عندما كانت الحرب الاهلية مستعرة في ليبيا وليس في سوريا، قال لافروف نفسه بشان الزعيم الليبي +يجب ان يرحل القذافي، لا مكان له في ليبيا الجديدة+quot;.

واضافت فيدوموستي ان quot;القانون الدولي لم يتغير منذ ذلك الحين (...) بل التغيير حصل في روسياquot; مشيرة الى ان quot;فلاديمير بوتين هو الان الذي يتولى القيادةquot;. واوضحت الصحيفة التي تنتقد الكرملين ان الرئيس الروسي يرى انه quot;من حق القادة الاحتفاظ بالحكم بكل الوسائل الممكنة ايا كان موقف المجتمع الدوليquot;.