وصف معارضون في الخارج أوضاع اللاجئين السوريين في تركيا والأردن والعراق بأنها مأسويّة، لكنهم حملوا نظام بشار الأسد المسؤولية عما يتعرضون له من قلاقل، متهمين إياه بالوقوف وراء ما وصفوه بـquot;الفتنquot; في مخيمات اللاجئين في تركيا.


القاهرة: دعا معارضون سوريون في الخارج الأمم المتحدة إلى القيام بدورها في مجال رعاية اللاجئين السوريين، لاسيما أنها لم تقم بدورها في حمايتهم وذويهم من القتل والإبادة على يد نظام بشار الأسد.

وقال المعارضون الذين زار بعضهم مخيمات اللاجئين في تركيا والأردن أن الطائفية والمخبرين والفتن انتقلت مع السوريين إلى الملاجىء في الدول المجاورة، وأشاروا إلى أن ما يمكن وصفه بـquot;فيروس الطائفية والبوليسيةquot;، يتسبب فيما يحدث من مشاجرات ومظاهرات في المخيمات.

120 ألف لاجىء

وفقاً لتقديرات المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فإن أعداد اللاجئين السوريين في الدول المجاورة لسورية وهي الأردن ولبنان وتركيا والعراق وصلت الى أكثر من 120 ألف شخص.

وقالت المفوضية إن حكومات هذه الدول تقول إن الأعداد الحقيقية للاجئين السوريين أكبر بكثير من العدد المذكور، مشيرة إلى أن 75% من اللاجئين هم من الأطفال والنساء.

وتوقعت المفوضية ارتفاع العدد إلى 185 ألف شخص في نهاية العام الجاري.

معارضون سوريون: مندسون موالون للأسد يسمّمون أوضاع اللاجئين في دول الجوار

وأفاد ادريان ادواردس، السكرتير الصحافي للمفوضية بأن quot;عدد اللاجئين السوريين المسجلين في الأردن من قبل دائرة مفوض الامم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين بلغ 33 ألف شخص، منهم 79% سجلوا في الأشهر الأربعةالأخيرةquot;.

وأضاف أن الدائرة ومنظمات شريكة بدأت بالترتيبات لمخيم جديد للاجئين في مقاطعة المفرق في شمال المملكة، ويتسع لاكثر من مئة ألف شخص. وأشار إلى أن عدد اللاجئين المسجلين في تركيا بلغ 40 ألف شخص، وفي لبنان ndash; 30.1 ألف شخص، والعراق 7.9آلاف شخص. بينما بلغ عدد المسجلين في 1230 لاجئًا حتى شهر يوليو الجاري.

وأشار ادواردس إلى أن العدد الحقيقي للأشخاص الذين غادروا الأراضي السورية منذ اندلاع الأزمة quot;أكبر بكثيرquot;، إذ أن الحديث هنا يدور فقط عن اللاجئين المسجلين في قوائم رسمية، والذين قدمت لهم المساعدة.

أوضاع مأسويّة

يعاني اللاجئون الذين يعيشون في مخيمات في تركيا من أوضاع مأسوية، بسبب نقص المواد الغذائية والأدوية، وعدم توافر الحياة الكريمة، فضلاً عن اندلاع أعمال عنف في تلك المخيمات من حين الى آخر، وتتحدث تقارير إعلامية عن نقص في وجبات الإفطار والسحور في رمضان، إضافة إلى اندلاع المشاجرات من حين الى آخر بين اللاجئين بعضهم البعض أو بينهم وبين القوات التركية التي ردت بإطلاق القنابل المسيلة للدموع لتفريق المحتجين على نقص المواد الغذائية، بينما تقف المعارضة السورية في الخارج عاجزة عن تقديم يد العون لهؤلاء الذين فروا هرباً من جحيم المعارك بين نظام يأبى الإصلاح، وثورة جامحة تندفع بقوة نحو التغيير.

ليست حسنة

المعارض السوري في القاهرة ثائر الناشف زار مخيمات اللاجئين في تركيا والأردن مؤخراً، وقال لـquot;إيلافquot; إنّ عدد اللاجئين في الدولتين يقدر بنحو 150 ألف لاجىء، مشيراً إلى أن أوضاعهم ليست حسنة، وأوضح أن اللاجئين يعانون من نقص المواد الغذائية، والأدوية، ولا يلقون معاملة كريمة في المخيمات التي يعيشون فيها.

وأضاف أن الأمم المتحدة لا تقدم لهم الدعم الكافي، كما أن حكومات تركيا والأردن تقدم لهم دعماً حسب المتاح، وأضاف الناشف أن اللاجئين يزدادون عدداً يومياً، هرباً من القتل وتدمير منازلهم من قبل قوات بشار الأسد، ولفت إلى أنه ومجموعة أخرى من المعارضين تحدثوا مع حكومتي تركيا والأردن من أجل تحسين أوضاع اللاجئين، حتى تنتصر الثورة ويعودوا إلى ديارهم مرة أخرى.

وحول ما يتواتر بوسائل الإعلام عن تعرض اللاجئين لمعاملة قاسية من قبل السلطات في تركيا، قال الناشف إن المعارضين تحدثوا مع الحكومة التركية، لافتاً إلى أنها وعدت بتقديم أفضل معاملة لهم.

الطائفية

وعلى النقيض من حديث الناشف، يرى المعارض السوري في القاهرة، رياض غنام أن الطعام والدواء متوفران في مخيمات اللاجئين في تركيا، نافياً وجود إضطرابات بسبب المعاملة السيئة للاجئين في تركيا، غير أنه قال إن المواطن السوري يعاني من سوء المعاملة في تركيا وغالبية الدول العربية، ويرجع غنام الإشتباكات أو المظاهرات التي تقع في مخيمات اللاجئين في تركيا إلى وجود من وصفهم بالمندسين بينهم، وأوضح أن اللاجئين يوجد بينهم أبناء الطائفة العلوية، ومرشدون تابعون للأجهزة الأمنية لنظام بشار الأسد، متهماً هؤلاء بإثارة القلاقل في مخيمات اللاجئين، وزرع الفتن بينهم بهدف إثارة القلاقل لتركيا، وحملهم على إتخاذ قرارات ضد مصلحة اللاجئين إما بطردهم أو غلق الحدود، إما تدفق المزيد منهم.

وإتهم غنام الطائفة العلوية في تركيا بمعاداة اللاجئين السنة في تركيا، مشيراً إلى أن تركيا تضم نحو 20 مليون علوي، وهؤلاء على تواصل مع الطائفة العلوية في سوريا،ويدعمون نظام بشار الأسد في حربه ضد الثورة، ومن مصلحتهم إثارة القلاقل في مخيمات اللاجئين السوريين الذين تندرج غالبيتهم ضمن الطائفة السنية.

عقدة الفتن

يتفق المعارض السوري أسامة الكردي مع غنام فيما ذهب إليه، وقال لـquot;إيلافquot;: المجتمع السوري بتركيبته المعقدة طائفياً وعقدته البوليسية انتقل إلى مخيمات اللاجئين في تركيا والأردن والعراقquot;.

وأضاف أن المجتمع السوري كان قائماً على quot;المخبر أو المرشد والفتنquot;، وأوضح أن نظام عائلة الأسد كان يعتمد في الحكم على الأمن، الذي كان يعتمد بدوره في إدارة شؤون البلاد على زرع المرشدين التابعين له في كل مكان وكل مؤسسة، حتى في المدارس بين التلاميذ وإثارة الفتن بين الجميع، وكان نتيجة لذلك زرع الشك بين أبناء الوطن الواحد، بل إن الرجل يشك في أخيه ويشك في والده وزوجته في أن تكون تابعة للأمن وتتجسس عليه.

وأضاف أن النظام السوري زرع مرشدين له في المخيمات في تركيا، لأنها كانت أول الدول التي استقبلت اللاجئين، ولفت إلى أن النظام يدفع رواتب شهرية لهؤلاء المرشدين من أجل إثارة الفتن بين سكان المخيمات، عملاً بخطة quot;المرشد والفتنquot;، وذلك من أجل إثارة العنف بين اللاجئين بعضهم البعض وبين الحكومة التركية من جانب آخر.

وحمل الكردي هؤلاء quot;المندسينquot; كما وصفهم المسؤولية عن إثارة العنف والتحريض على المظاهرات بين اللاجئين السوريين في تركيا، وتابع قائلاً: إذا كان هذا النظام البوليسي استطاع زرع جواسيس وعملاء له بين المعارضة في الداخل والخارج، رغم أنها من المفترض أن أعضاءها يتمتعون بالثقافة ويمارسون العمل السياسي والنضالي منذ سنوات، فما بالنا باللاجئين البسطاء الذين لم تحصل غالبيتهم على أي قسط من التعليمquot;.

ولفت إلى أن المجلس الوطني السوري المعارض على إتصال دائم بالحكومة التركية من أجل تحسين ظروف المعيشة للاجئين في كل الأحوال.