بيروت: يعيش نحو ما يقرب من 12000 لاجئ سوري في مخيمات في محافظة هاتاي، مع بضعة آلاف آخرين خارج المخيمات. وتقدم إحدى المدارس في المخيم الخدمات التعليمية لما يقرب من 250 عائلة سورية تعيش هناك. كما يستفيد السوريون من خدمات أخرى، بما فيها الرعاية الصحية، وإنشاء المزيد من المدارس والعيادات الخاصة.
لكن كل هذا يطرح أسئلة لدى دولة تركيا المضيفة، التي تحاول معرفة كم من الوقت سيبقى فيه الضيوف على أراضيها. يقول مصطفى شاكر هو مدير المدرسة وإمام من مدينة اللاذقية السورية انه ساهم في تأسيس المدرسة في المخيم، التي بدأها قبل أربعة أشهر مع 15 طالباً في شقته في أنطاكيا.
quot;عندما بدأنا التفكير في إنشاء المدرسة، شعرنا أن أطفالنا لا ينبغي أن يكونوا في الشوارع أو يشاهدون نشرات الأخبارquot;، يقول شاكر مضيفاً: quot;نحن نشعر ان هذا جزء من الثورة، واجبنا الآن أن نؤمّن المدارس ونعلّم الأطفالquot;. ويشير شاكر إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد يحاول كسر شعب بلاده، معتبراً أن تثقيف الأطفال سيجعل الثورة أقوى.
وائل كردي، طبيب سوري (24 عاماً) وصل الى تركيا العام الماضي، مع مجموعة صغيرة من الأطباء الشباب وطلاب الطب، بهدف مساعدة السوريين الجرحى. خلال النهار، يزور المرضى في المستشفيات السورية التركية، ويمضي ليله في مقهى عبر الشارع من مستشفى المدينة العام.
وفي إحدى الليالي، كان الطبيب يقلّب كومة من الإيصالات وسجلات المرضى. ويقول أن عدداً قليلاً من السوريين يحصلون على الرعاية الطبية المناسبة. quot;قررنا أن ننشئ عيادة عامة للاجئين خارج المخيمات، وهذا جاء من واقع تجربتنا هناquot;، يقول كردي، الذين فرّ من سوريا في يوليو/ تموز الماضي بعد القبض عليه بتهمة الاحتجاج على نظام الأسد. quot;كانت والدتي مريضة وأنا لا أعرف الى أين آخذهاquot;.
ويستقبل المستوصف الصغير المرضى في شقة في الطابق السفلي في حي سكني حيث تتجول القطط والدجاج في الشوارع الترابية. ويشير أبو بهاء، أحد الأطباء في المستوصف إلى أن هناك عدد كبير من المرضى السوريين في المستشفيات، لكن العيادة لا تتسع سوى لستة أسرّة. واضاف quot;اننا نعتزم استئجار مبنى أكبرquot;.
نمو الإحباط التركي
وبدأ بعض الأتراك في محافظة هاتاي يفقدون صبرهم مع اللاجئين. وفي حين يقول كثيرون انهم لا يمانعون وجود السوريين أو حتى يشعرون بهم، نقلت صحيفة تركية في الآونة عن أصحاب الأعمال قولهم انهم فقدوا صبرهم ولا يحتملون وجود السوريين.
وأشارت الصحيفة المحلية إلى أن رجال الأعمال يخسرون المال بسبب الاضطرابات على الحدود، والتي قللت من الإقبال على السياحة في المحافظة. ويعتبر بعض السكان المحليين أن اللاجئين السوريين يستغلونهم. ويقول يسار ألوتاني الذي يملك محل بقالة صغير على مسافة قليلة من العيادة: quot;لقد فعلت كل ما في وسعي لمساعدتهم بأي وسيلة ممكنة، لكن الأمر وكأنهم يتوقعون منا مساعدتهمquot;.
يقول انه والسكان المحليين الآخرين، أمنوا منزل وهواتف وخدمات الانترنت للاجئين، كما قدموا لهم المواد الغذائية. وأضاف quot;اباستطاعتهم أن يأخذوا منزلاً ويحولوه إلى حظيرة في شهر واحدquot;. أتمنى أن تعود الأمور إلى سياقها الطبيعي في سوريا حتى يعودوا إلى بلادهم. هذا سيكون افضل بالنسبة لتركيا واقتصادناquot;.
لكن لا يبدو أن هذا سيحدث في وقت قريب. إذ يبدو الأطفال السوريون في المدرسة المؤقتة سعداء للغاية لأنهم يعيشون طفولتهم باللعب والجري في الملعب. ويأمل المعلمون أن تسمح الحكومة التركية لهم بالاستمرار في المدرسة طالما تقتضي الحاجة.
التعليقات