فيما لم يكن متوقعًا، كانت مدينة مكة أرض اللقاء الأول بين الرئيسين المصري والإيراني، خاصة وأن الأخير يترقب زيارة رسمية واحدة تعقب الزيارات الشعبية الثلاث التي قامت بها وفود غالبيتهم من الإخوان المسلمين.


الرياض:شهدت القمة الإسلامية الاستثنائية التي تختتم أعمالها الليلة في مدينة مكة، اللقاء الأول بين الرئيس المصري محمد مرسي، والرئيس الإيراني محمود نجاد، وأتى هذا اللقاء على أرض محايدة، تبتعد عن أي تساؤلات كانت ستثيرها أي زيارة مصرية إلى طهران.

ولم يكن اللقاء مجدولاً أو تحت غطاء الزيارات الجانبية المعتادة بين الرؤساء في هكذا مؤتمرات، بل كان أثناء حفل استقبال العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز لرؤساء وقادة وممثلي الدول الإسلامية.

العلاقات المصرية - الإيرانية مرشحة بقوة للعودة

ولم يحمل خبر المصافحة الأولى الكثير من الصدى، فالإيرانيون وفق ما تتناوله وسائل إعلامهم مؤمنون باللقاء مع الرئيس المصري الجديد المتمرد على عباءة النظام المصري السابق، الذي شهدت معه العلاقات المصرية / الإيرانية الكثير من الجمود، بينما مد الإخوان المسلمين جسور التواصل مع النظام الإسلامي الإيراني.

ومن المحتمل أن يزور الرئيس المصري طهران، لرئاسة وفد بلاده في قمة دول عدم الانحياز التي ستعقد في أواخر الشهر الحالي، بعد سنوات القطيعة التي عادت دورتها في مراسيل الإخوان المصريين قبل أن يحكموا السيطرة على السلطة عبر ممثلهم محمد مرسي.

الظروف في البلدين اليوم تتشابه، فكلاهما سلطتان جاءتا عبر باب الثورة، وتسلم النظام الإسلامي سدة الحكم، بعد عبور العلاقات في نفق مظلم منذ سقوط الشاه الذي تلقفته مصر وأكمل حياته فيها حتى مات، ثم وقوف مصر مع العراق في الحرب العراقية/ الإيرانية.

أما اليوم، فالعلاقات المصرية/ الإيرانية مرشحة بقوة للعودة، خاصة وأن بعض دول الخليج التي تعد الحليف الموازي لها؛ تتخوف من السلطة الجديدة في مصر، مما حدا بالعديد من المصريين بالترحيب وفتح الأحضان للنظام الإيراني، الذي كان أكثر فرحًا لسقوط نظام الرئيس حسني مبارك.

وقال الرئيس الإيراني خلال شهر حزيران/ يونيو الماضي أثناء زيارة وفد مصري لطهران، أن على الشعبين أن يضطلعا بدور ريادي أمام شعوب العالم، والاتحاد من أجل تحقيق ما أسماه العدالة وإرساء القيم الدينية في العالم، وشهدت الأشهر الماضية زيارات متكررة ومتبادلة لعدد من الشخصيات الايرانية للقاهرة وثلاث زيارات quot;شعبيةquot; مصرية. مع توقع المحللين أن عودة العلاقات المصرية الايرانية ستكون نقطة تحول في مسار السياسة الدولية وفي موازين القوة في الشرق الأوسط.

وكان الرئيس المصري محمد مرسي غادر صباح اليوم السعودية بعد مشاركة quot;رمزيةquot;، قبل أن تنهي قمة التضامن الإسلامية أعمالها الليلة.