عمليات الكر والفر متواصلة في كافة أنحاء سوريا

بدأت المجموعة الرئيسية التي تمثل الجيش السوري الحر في واشنطن تطالب كلاً من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بفرض منطقة حظر طيران جزئي بشكل قسري في سوريا، وذلك للمرة الأولى منذ بدء الانتفاضة الشعبية هناك قبل ثمانية عشر شهراً.


القاهرة: في تصريحات أدلى بها لمجلة quot;فورين بوليسيquot; الأميركية، قال لؤي السقا، وهو أحد مؤسسي جماعة الدعم السورية، إن تزايد ارتكاز النظام السوري على القوة الجوية في مهاجمة المدن السورية، إلى جانب زيادة فرض الثوار سيطرتهم على الأرض، يجعل من ضرورة فرض منطقة حظر طيران داخل البلاد فكرة قابلة للتطبيق.

وجماعة الدعم السورية هي حلقة الوصل الرئيسية بين الحكومة الأميركية والجيش السوري الحر، وبدأت تظهر خلال الأشهر الأخيرة باعتبارها المنظمة الأبرز في واشنطن التي تتعامل بشكل مباشر مع القيادة السياسية والعسكرية داخل سوريا.

وأعقبت المجلة بنقلها عن السقا قوله: quot;هذا هو الوقت المناسب لفرض منطقة حظر طيران. ونحن بحاجة لوقف طائرات الهليكوبتر ذات الأجنحة الثابتة عن شن هجمات. فلن يتمكن النظام من تحقيق مكاسب على الأرض من دون استخدام القوة الجوية أو المدفعية الثقيلة. وقد تغيّرت الأمور في كثير من النواحي. وليس بمقدور الطائرات المقاتلة أن تهاجم الجيش السوري فحسب، فهي تهاجم بعشوائية وهو ما يعني وقوع عدد كبير من الخسائر في صفوف الأطفال والنساء والشيوخ، وهم هؤلاء الأشخاص الذين ليست لهم أي علاقة بالقتال، ويموتون نتيجة لذلك بأعداد كبيرةquot;.

وأشارت المجلة من جهتها إلى أن طلب جماعة الدعم السورية لفرض منطقة حظر طيران جاء في الوقت الذي بدأت تتحدث فيه تقارير عن أن الجيش السوري قام بإغلاق ضاحية داريا في دمشق الأسبوع الماضي وبدأ في شن هجوم وحشي أسفر عن مقتل المئات من المدنيين. وقد فر ما يقرب من 30 ألف سوري إلى دول الجوار الأسبوع الماضي فقط، ما أدى الى زيادة إجمالي عدد اللاجئين عن حاجز الـ 200 ألف.

لكن أحد مسؤولي الإدارة الأميركية قال في تصريحات للمجلة، بعد رفضه الكشف عن هويته، إن البيت الأبيض مازال يعارض أي تحرك يعنى بإشراك أميركا عسكرياً في سوريا، كفرض منطقة حظر طيران، في حين بدأ يتقهقر رافضو فكرة التدخل.

وتابع هذا المسؤول بقوله: quot;هذه دعوة ذات صلة بدونيلون في نهاية المطافquot;، في إشارة من جانبه إلى مستشار الأمن القومي توم دونيلون الذي يقود عملية معقدة بين الوكالات بشأن الأزمة السورية. وأكمل: quot; لا توجد هناك حماسة، بل هناك اختلافات في الرأي بشأن فرض منطقة حظر طيران. وليس هناك اندفاع لفعل ذلكquot;.

وتابع المسؤول حديثه في السياق نفسهبالقول: quot;هناك تساؤل حول ما إن كانت حكومتنا مستعدة لرفض الطلب أم لا. أم أنها قد تفكر فيه لمدة طويلة. وهناك إدراك لضرورة اتخاذ قرار ما. ونحن نصل سريعاً لنقطة تحول بسبب التصعيد الحاصل في الأحداثquot;.

ثم مضت المجلة تنوه إلى الانتصارات التي نجح الثوار في تحقيقها بالفعل على حساب قوات النظام في حلب وإدلب، ودفعهم النظام للارتكاز بشكل أكبر على تفوقها الجوي والقصف المدفعي واسع النطاق. وأشارت فورين بوليسي كذلك إلى أن الحكومة الفرنسية تدفع إدارة الرئيس أوباما لاتخاذ قرار كذلك الذي سبق أن تم اتخاذه في ليبيا. وعاود السقا ليقول إنه ومن خلال الاتصالات التي يجريها مع مسؤولي إدارة أوباما، فإنه يعتقد أن مشاركة الولايات المتحدة في فرض منطقة حظر طيران تُدرَس الآن بجدية.

واعترف السقا أن خطوة فرض منطقة حظر طيران سوف تنطوي على استخدام الأسلحة العسكرية الأجنبية لمهاجمة القواعد الجوية السورية وربما الاشتباك كذلك مع الطائرات السورية مباشرةً. وهناك استعداد من جانب تركيا ودول أخرى للمضي صوب ذلك، في حال موافقة الولايات المتحدة على الفكرة، وقد يتم تطوير المناطق الآمنة التي تم إنشاؤها بالفعل في تركيا بحيث تشمل منطقة عازلة مساحتها 10 كلم بطول الحدود داخل سوريا، وذلك طبقاً لما أوضحه السقا ضمن حديثه عن تلك الاحتمالية.

هذا وتعمل جماعة الدعم السورية عن قرب مع وزارة الخارجية الأميركية، خاصة مكتب السفير روبرت فورد، لزيادة درجة فهم الولايات المتحدة للمعارضة السورية في الداخل. وختمت المجلة بنقلها عن السناتور جو ليبرمان، وهو واحد من أبرز الساسة المؤيدين للتدخل في سوريا، قوله:quot;تشجعت للغاية بفضل المناقشات التي أجريتها مؤخراً مع المسؤولين الفرنسيين بشأن سوريا. ومع تصعيد الأسد بصورة حادة من استخدامه المروحيات والطائرات المقاتلة ضد الشعب السوري خلال الأسابيع الأخيرة، بات هناك مبرر واضح على نحو متزايد لفرض منطقة حظر طيرانquot;.