نيويورك: اعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الخميس في الامم المتحدة ان quot;صعوبات كبيرةquot; تعترض الاقتراح الهادف الى اقامة مناطق عازلة في سوريا لحماية اللاجئين. وتحدث هيغ ونظيره الفرنسي لوران فابيوس عن صعوبة توحيد موقف اعضاء مجلس الامن حيال هذا الاقتراح. وقال هيغ للصحافيين قبل اجتماع المجلس quot;لا نستبعد اي خيار مستقبلاquot;، لكنه تدارك ان quot;هذه الفكرة تصطدم بصعوبات كبيرةquot;.

وأعلن هيغ وفابيوس مساعدة انسانية اضافية بملايين اليورو للمدنيين السوريين. وفي مؤتمر صحافي مشترك، اوضح هيغ ان ثلاثة ملايين جنيه استرليني (4,75 ملايين يورو) ستضاف الى 27,5 مليونا سبق ان رصدتها لندن. بدوره، اعلن فابيوس ان quot;خمسة ملايين يوروquot; (6,2 ملايين دولار) ستضاف الى عشرين مليون يورو كانت لحظتها فرنسا.

واوضح فابيوس ان هذه المساهمة الفرنسية الجديدة ستقدم quot;الى المناطق المحررة (في سوريا) كاولويةquot;، اي المناطق التي باتت تسيطر عليها المعارضة المسلحة. وفي ما يتعلق بالمساعدة البريطانية فسيتم استخدام مليوني جنيه داخل سوريا فيما يخصص الباقي للاجئين في الدول المجاورة وخصوصا الاردن.

وامل الوزيران بان يعقد اجتماع سريعا للنظر في تمويل وكالات الامم المتحدة الناشطة في سوريا والتي تتلقى فقط تمويلا يغطي نصف حاجاتها، داعيين الى مساهمات اضافية في هذا السياق. وقال هيغ ان فرنسا وبريطانيا quot;تدعوان الى مساهمة ملحة وسخية في الجهد الانساني للامم المتحدةquot;.

الأمم المتحدة تحتاج الى مزيد من الاموال لعملياتها الانسانية في سوريا

من جانبها، أعلنت متحدثة باسم الامم المتحدة الخميس ان المنظمة الدولية لم تتلق حتى الان سوى نصف الاموال التي تحتاج اليها لمواصلة عملياتها الانسانية الرئيسية داخل سوريا داعية الى تقديم مساهمات اضافية. وتقدر الامم المتحدة عدد النازحين في سوريا حاليا ب1,2 مليون شخص يقيمون في مبان عامة مثل المدارس، فيما يعاني 2,5 مليون شخص بشكل اجمالي من تبعات النزاع.

غير ان كلير دويل المتحدثة باسم مكتب تنسيق العمليات الانسانية في الامم المتحدة افادت ان الامم المتحدة لم تجمع بعد دعوتها لتقديم الاموال من اجل العمليات الانسانية في سوريا سوى 92,4 مليون دولار من اصل 180 مليونا طلبتها اساسا.

وادلت المتحدثة بهذه التصريحات امام اجتماع وزاري لمجلس الامن الدولي مخصص لبحث الوضع الانساني في سوريا. كما طلبت الامم المتحدة 193 مليون دولار اضافية لمساعدة اللاجئين السوريين في الدول المجاورة غير انها لم تجمع منها حتى الان سوى 103,8 ملايين، بحسب المتحدثة. وتم احصاء 221 الف لاجىء بتاريخ الثلاثاء خارج سوريا لكن حركة الفرار من البلاد ازدادت بشكل كبير منذ بضعة اسابيع.

وتشكو المنظمات الانسانية ايضا من عدم تمكنها من الوصول الى المدن السورية وقالت منظمات انسانية عدة في رسالة وجهتها اخيرا الى مجلس الامن والجامعة العربية ان quot;عدد النازحين داخل سوريا يفوق بعشر مرات عدد اللاجئين في الدول المجاورة، وهم رغم ذلك لا يتلقون المساعدة ولا العناية التي يستحقون بسبب عدم التمكن من الوصولquot; الى المدن السورية.