ليبيا اعتقلت مسلحين بعد الاعتداءات في طرابلس

تواجه السلطات في ليبيا حيث يشهد العنف تزايدًا، من نزاعات قبلية الى تهديدات من أنصار النظام السابق الى ميليشيات مسلحة غير منضبطة، وصعود الحركة السلفية.


طرابلس: كشف تدمير أضرحة أولياء في غرب ليبيا من قبل جماعات إسلامية متطرفة، قوة هذا التيار الذي لم يكن واضحًا من قبل لكن من المعروف أن شرق البلاد معقل له.

وواجهت أجهزة الأمن التي اتهمت بالتساهل وحتى بالتورط في اعمال العنف هذه، انتقادات حادة منذ اعتداءي الثامن عشر من آب (اغسطس) اللذين اسفرا عن سقوط قتيلين في طرابلس ونسبا الى مؤيدين لنظام الزعيم الراحل معمر القذافي.

وبعد عشرة اشهر على مقتل القذافي واعلان quot;تحريرquot; البلاد، لا تملك السلطات حتى الآن جيشًا أو قوات امن منظمة وعليها الاعتماد على متمردين سابقين قاتلوا النظام السابق، لمحاولة المحافظة على النظام في البلاد.

واوضح وزير الداخلية فوزي عبد العالي أنه لا يريد الدخول في quot;معركة خاسرةquot; مع الجماعات المتطرفة العديدة التي تمثل quot;قوة كبيرة في العدد والعتادquot; ويفضل الحوار معها. وقال إن quot;هؤلاء الناس قوة كبيرة من حيث العدد والعتاد موجودة في ليبيا. انا لا ادخل في معركة خاسرة واقتل الناس من اجل قبرquot;.

وتابع: quot;اذا تعاملنا معهم بحل أمني سنتوجه الى السلاح مع هذه التشكيلات، وهؤلاء الناس يمتلكون الاسلحة وهم مجموعات كبيرة لا يجب أن نغمض اعيننا عن هذاquot;. من جهته، قال استاذ العلوم السياسية والقانون الدولي في جامعة بنغازي (شرق) صالح السنوسي quot;إنهم أقوياء لأن الدولة ضعيفةquot;.

واضاف أنه لاحتواء المتطرفين، على السلطات افهامهم أنه من الممكن للدولة أن تواجههم وأنهم ليسوا الوحيدين الذين يستطيعون استخدام القوة. وتابع quot;عندما يرون أنهم لا يتحكمون بميزان القوى (...) سيجبرون على الحوارquot;.

ودمر اصوليون السبت ضريح الشعاب الدهماني في طرابلس وانتهكوا حرمة القبر. كما قام متشددون بتفجير ضريح آخر للعالم الصوفي الشيخ عبد السلام الاسمر الذي عاش في القرن التاسع عشر، في زليتن على بعد 160 كلم شرق العاصمة.

كما نهبوا مكتبة ودمروا ضريحًا في زليتن، وآخر في مصراتة غرب البلاد، ما ادى الى استياء المجتمع المدني وعدد كبير من السياسيين الليبيين ومنظمات دولية. ويرفض الاصوليون وجود اضرحة الاولياء هذهلأن الناس يسعون الى بركتهم ما يخالف برأيهم وحدانية الله.

وتوعد المؤتمر الوطني العام، أعلى سلطة سياسية في البلاد، منذ انتخابات السابع من تموز (يوليو)، هذه المجموعات، بالحزم وانتقد الحكومة لعدم تحركها. وقال هادي تريكي رئيس المنظمة الليبية لحقوق الانسان quot;على الارض لم نرَ أي تحرك عمليquot;.

واضاف أن quot;هؤلاء الوهابيين اخترقوا اجهزة الامن وارتكبوا جرائم ضد الليبيين. يجب معاقبتهم بقسوةquot;. وكانت المديرة العامة لمنظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم ايرينا بوكوفا وجهت الثلاثاء نداء quot;للوقف الفوري لاعمال تدمير المواقع الصوفيةquot; في ليبيا.

وقالت: quot;لا يمكن القبول بتدمير مواقع ذات اهمية دينية وثقافيةquot;، داعية السلطات الليبية والمجتمع المدني الى quot;تحمل مسؤولياتهما لحماية التراث الثقافي والمواقع ذات الاهمية الدينية من اجل الاجيال المقبلةquot;. كما دانت منظمة هيومن رايتس ووتش غير الحكومية تدمير اضرحة معتبرة أنه quot;غير مقبولquot;.

واكدت في بيان أن quot;الحكومة يجب أن تتخذ على الفور اجراءات وتنشر عناصر من الشرطة حول الاضرحة الصوفية واماكن العبادة الأخرى المهددة في ليبياquot;. ولتبرير الصعوبة التي تواجهها لوقف العنف، تؤكد الحكومة باستمرار أنها تسلمت بلدًا دمره النظام السابق ولم تكن فيه مؤسسات.

واخيرًا، اوضح وزير الدفاع اسامة جويلي امام المؤتمر الوطني العام أن quot;الجيش مؤسسة كبيرة لا تبنى في يوم أو شهر بل خلال سنواتquot;، موضحًا أن الميليشيات المسلحة ترفض الالتحاق بالقوات النظامية حتى الآن.