الغزيون ومتاعب متواصلة على كافة الأصعدة |
الحصار يرهق القطاع، لكن حكومة حماس تحاول ببعض التعديلات الحكومية أن تدفع بالأمور الحياتية إلى الأمام. فهل تجدي تعديلاتها نفعًا؟
أجرت حركة المقاومة الإسلامية حماس أخيرًا تعديلاً على حكومتها، في محاولة واضحة للتكيّف مع التغيرات الشاملة التي هبّت على العالم العربي، ولتعزز دعمها بين سكان قطاع غزة الذين يتوقون لحياة أفضل بعد ستة أعوام من وصول حماس للسلطة.
فقد استبدلت الحركة يوم الأحد الماضي سبعةً من وزراء الحكومة البالغ عددهم 14 وزيراً، بمن فيهم وزراء الإسكان والعدل والمالية، وهي الخطوة التي رأى مسؤولون ومحللون أنها ترمي إلى الاستعانة بخبرات مسؤولين أكثر كفاءة وشعبية.
وقال ناجي شراب، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، في تصريحات لصحيفة quot;كريستيان ساينس مونيتورquot; الأميركية: quot;هذه الخطوة مرتبطة تماماً بالنتائج الأخيرة لمكتب حماس السياسي، التي جاءت بوجوه جديدة إلى قيادة الحركة الإسلامية، تتبادل الأدوار الآن مع من قضوا سنوات طويلة في قيادة الحركة والحكومةquot;.
الفقر لا يزهر
وحذر تقرير للأمم المتحدة صدر الأسبوع الماضي من أن المشكلات العديدة التي يواجهها قطاع غزة قد تصل لمرحلة متأزّمة في أقل من عقد من الزمن، مع نضوج الأجيال الشابة المتعبة. ولفتت الصحيفة في هذا السياق إلى أن 90 بالمئة على الأقل من إمدادات المياه بقطاع غزة لا تعتبر آمنة للشرب، بحسب مبادئ منظمة الصحة العالمية، كما أن 85 بالمئة من المدارس في القطاع تعمل بنظام الفترتين، وتقترب البطالة هناك من 30 بالمئة، ويتوقع أن يزيد عدد السكان من 1.6 مليون نسمة حالياً إلى 2.1 مليون نسمة بحلول العام 2020.
وأوردت الصحيفة عن سائق تاكسي يدعى محمد الغرابلي من غزة قوله: quot;لا يتلق أبنائي السبعة خدمات ملائمة على صعيد الصحة والتعليم. والكهرباء دائماً مقطوعة، وبالكاد يمكننا توفير مياه نظيفة في المنزل.
وأنفق 50 شيكل (نحو 12 دولارًا) شهرياً على شراء مياه للشرب. وأنا قلق للغاية على مستقبل أولادي الذين يعيشون في ظروف غاية في السوء، علماً بأن دخلي اليومي يتراوح بين 30 و40 شيكلquot;. وتابع الغرابلي قائلًا: quot;يجب أن تهتم الحكومة بهؤلاء الأطفال. ويجب أن يحصلوا على كهرباء ومياه نظيفة وأنظمة جيدة للتعليم والعناية بالصحة. ولا يمكن للفقر أن يقدم مستقبلاً مزدهراً للأجيال الجديدةquot;.
لا نجاح مع الحصار
أوضحت الصحيفة أن القيود المشددة التي تفرضها إسرائيل على الواردات إلى القطاع والصادرات منه تزيد الوضع تعقيداً، فاقطاع محاصر إذ تنشط فيه جماعات جهادية تشكل تهديدًا لأمن إسرائيل.
من جانبه، قال رئيس حكومة حماس، إسماعيل هنية، إن الهدف من وراء تعديل الأحد الماضي الوزاري هو إنهاء الحصار الإسرائيلي وتخفيف حدة المتاعب التي يواجهها المواطنون، خصوصًا في ما يتعلق بالمشكلات التي ترهقهم على صعيد الماء والكهرباء.
يعلّق شراب قائلًا: quot;ادعاء الحكومة ان هذا التعديل الوزاري يهدف إلى إنهاء الحصار وإعادة بناء غزة قد يكون صحيحاً، لأن الحكومة لن تتمكن من السير بنجاح إلا إذا تم إنهاء الحصارquot;.
ثمن الانقسام
ورأت الصحيفة أنه طالما استمرت القيود الإسرائيلية على القطاع الساحلي، فستظل قيادة حماس مكبلة الأيدي في ما يمكنها أن تقدمه لمواطنيها من خدمات. وقال نمير أبو شعبان، الذي ما زال يبحث عن وظيفة بعد تخرجه من جامعة الأزهر في غزة بشهادة في المحاسبة قبل ثلاثة أعوام: quot;لن يتغير شيئ في أحوال الفلسطينيين طالما هناك حكومتان وقيادة منقسمة. أشعر أن حياتي بلا معنى، فأنا غير قادرة على الزواج ولا الحصول على منزل وتكوين أسرة... باختصار، غزة مكان غير صالح للعيشquot;.
وختمت الصحيفة بنقلها عن شاؤول ميشال، المؤلف المشارك في إعداد كتاب quot;حماس الفلسطينيةquot; وأستاذ الشؤون الحكومية في جامعة تل أبيب، قوله :quot;أعتقد أن ما يتوقعه مسؤولو حماس هو عودة أوباما إلى البيت الأبيض، ودفعه المال للفلسطينيين، خصوصًا مع التطورات الهامة في كافة أنحاء العالم تقريباًquot;.
التعليقات