رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان

تاريخ النشر: الخميس 6 سبتمبر الساعة 14:30 ت. غ

ترد الخارجية السورية بحزم واضح على منتقديها رغم أن القوات النظامية تقتل يوميًا العشرات من المدنيين باستمرار قصفها العنيف لمختلف المدن والأحياء السورية.


دمشق: ردت وزارة الخارجية السورية، على تصريحات رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان التي أدلى بها الاربعاء، ووصفتها بأنها quot;عدائية ووقحةquot;. وقالت الخارجية في بيان لها، إن تصريحات إردوغان quot;متكررة ووقحة تناولت ما يدين بحد ذاته السياسة العدائية للحكومة التركية تجاه سورية وشعبهاquot;.

وأضافت أن quot;إردوغان يتهم سوريا بالإرهاب فيما يمارس هو وحكومته هذا الإرهاب علانية بحق الشعب السوري عبر إيواء وتدريب ودعم المجموعات الإرهابية المسلّحةquot;. وتابعت أن quot;إردوغان يسهّل تسلّل الإرهابيين والجهاديين الى سوريا بشمل بات مكشوفاً عبر شهادات الإعلاميين الذين زاروا سوريا، واعترافات الإرهابيين في الإعلام السوريquot;.

ورأت الخارجية السورية أن quot;دلالات السلوك العدواني لإردوغان واضحة، فهي تعبّر عن إحباطه الواضح من فشل المخطط باستهداف سوريا وشعبهاquot;.

وكان رئيس الوزراء التركي رجب وصف نظام بشار الأسد بانه اصبح quot;دولة ارهابيةquot; بسبب المجازر التي يرتكبها بحق شعبه. وقال اردوغان في اجتماع عام لحزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه ان quot;النظام السوري اصبح دولة ارهابيةquot;، مؤكدا ان تركيا لا يمكنها ان تسمح لنفسها quot;بعدم الاكتراثquot; بالنزاع الذي يمزق جارتها.

وندد رئيس الوزراء التركي، الذي غالبا ما يهاجم بعنف الرئيس السوري، بـquot;المجازر الجماعيةquot; التي يرتكبها نظام بشار الاسد بحق شعبه. وتستضيف تركيا في تسعة مخيمات اكثر من 80 الف لاجئ سوري فروا من النزاع الدموي الدائر في بلدهم.

ولمواجهة دفق اللاجئين الذي بات على مشارف الوصول الى الحد الاقصى لقدرتها الاستيعابية وهو 100 الف لاجئ، طالبت انقرة مجلس الامن الدولي باقامة مناطق عازلة داخل الحدود السورية لايواء اللاجئين.
الا ان هذا الطلب لاقى رفضا من الدول العظمى لان اقامة مثل هكذا مناطق تتطلب تأمين حماية عسكرية لها.

الرئيس المصري محمد مرسي

واعتبرت وزارة الخارجية السورية الخميس ان خطاب الرئيس المصري محمد مرسي خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي اعتبر فيه ان النظام السوري quot;لن يدوم طويلاquot; يمثل quot;تدخلا سافراquot; في الشأن السوري.

وادانت الوزارة في بيان نشرته وكالة الانباء الرسمية quot;ما ادلى به الرئيس المصري محمد مرسي خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة باعتباره تدخلا سافرا بالشأن السوريquot;.

واضافت ان خطاب مرسي يمثل quot;اعتداء صريحا على حق الشعب السوري في اختيار مستقبله بنفسه دون اي تدخل خارجيquot;، مشيرة الى ان الخطاب quot;اوضح بما لا يدع مجالا للشك انه يعكس آراء جماعة لا تمت بصلة الى حقائق التاريخ المشترك للشعبين السوري والمصريquot;.

ورأت أن كلمة الرئيس المصري quot;جزء من التحريض الإعلامي الذي يهدف الى تأجيج العنف الدائر في سوريا وبهذا لا يختلف عن غيره من الحكومات التي تدعم المجموعات الارهابية المسلحة بالمال والسلاح والتدريب والمأوى ما يجعلهم شركاء في سفك الدم السوريquot;.

وتابعت ان quot;التاريخ لن يغفر لهؤلاء ما فعلوه بالشعب السوري مؤكدة ثقتها بقدرة الشعب المصري الشقيق على استرداد دور مصر على الساحة العربية بصورة تعيد التوازن المفقود حاليا في العمل العربي المشتركquot;.

وكان الرئيس المصري قال الاربعاء ان نظام الرئيس السوري بشار الاسد quot;لن يدوم طويلاquot;، داعيا الدول العربية الى التحرك لايجاد حل سريع للنزاع الدموي الدائر في سوريا. ودعا مرسي في مستهل اجتماع لوزراء الخارجية العرب في القاهرة الى quot;تكثيف العمل لوضع حد للمأساة في سوريا في إطار عربي مشترك وبدعم دولي يحافظ على التراب السوريquot;.

وقبل ذلك ندد مرسي امام قمة دول عدم الانحياز في طهران بquot;النظام الظالم الذي فقد شرعيتهquot; في سوريا، مؤكدا ان مصر quot;على اتم الاستعداد للتعاون مع كل الأطراف لحقن الدماء في سورية وتدعو الأطراف الفاعلة الى اتخاذ مبادرتها من اجل وقف نزيف الدم وايجاد حل للازمة في سورياquot;. وردت وزارة الخارجية السورية على هذه التصريحات مؤكدة انها تفتقر الى quot;الواقعيةquot; وبانها تحرض على سفك مزيد من الدماء في سوريا.

واعتبرت دمشق الخميس ان تصريحات مرسي الاخيرة حول الازمة السورية quot;قضتquot; على اقتراحه تشكيل مجموعة اتصال اقليمية تهدف لايجاد حل للنزاع الدائر في سوريا، محملة اياه مسؤولية quot;سفك الدم السوريquot;.

وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في حوار مع التلفزيون السوري مساء الخميس ان quot;سوريا تنظر إيجابيا الى اي مبادرة ترغب بتقديم أي مساعدة على احتواء الازمة واعادة الحياة الطبيعية إلى شوارع ومدن سورياquot;.

وأكد المقداد أن الخطابين اللذين ألقاهما الرئيس المصري أمام قمة عدم الانحياز في طهران وأمام اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة كانا بعيدين عن الواقع وشكلا تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية لسورية وهدفا إلى تأجيج العنف فيها بما يحمل مرسي مسؤولية عن سفك الدماء التي تجريquot;.

واعتبر المقداد ان مرسي quot;يناقض التاريخ ولا يفهمه ويريد إقامة علاقات مع الدول العربية من خلال إنشاء تحالفات تمثل السياسات الأميركية والاسرائيلية في المنطقةquot;.

وأشار المقداد إلى أن قبول مرسي quot;لهبات خارجية على حساب كرامة مصر وشعبهاquot;، يعني أن تصبح مصر quot;أصغر من أي دولة في المنطقة وأن يضمحل دورها ويستفحل دور هؤلاء ضد مصر وضد تطلعات الشعب المصريquot;.

واكد المقداد على أن طريق الخروج من الأزمة الحالية يكمن في جلوس السوريين quot;بمختلف أطيافهم إلى طاولة الحوار كي يقرروا بأنفسهم ما يريدون دون أي تدخل خارجي وعرض ما توصلوا إليه في استفتاء على كل أبناء الشعب حتى يحدد في النهاية مستقبل وغد سورياquot;.

من جهتها ذهبت صحيفة تشرين الصادرة الجمعة في افتتاحيتها الى ابعد من ذلك، مؤكدة ان انحياز مرسي quot;للارهاب والقتل والتخريب في سورياquot; قضى على أي جهود أو مبادرات quot;يمكن أن تكون مصر طرفا فيهاquot;. واعتبرت الصحيفة الحكومية ان quot;أي مبادرة تطرح أو جهد يبذل لا يمكنه النجاح ما لم ينطلق من رؤية موضوعية ومنطقية لحقيقة ما تشهده سورياquot;.

واوضحت تشرين ان quot;موقف مرسي ليس مرتبطا فقط بالضغوط الخارجية التي مورست على حكومتهquot; بل نابع ايضا quot;من تعاطفه مع إحدى التنظيمات التي تمارس القتل والتخريب في سوريا، وتحمل اسم الجماعة التي ينتمي إليهاquot;، في اشارة الى جماعة الاخوان المسلمين المحظورة في سوريا.

وتنسب السلطات السورية الاضطرابات التي تشهدها سوريا منذ منتصف آذار (مارس) 2011 والتي اسفرت عن مقتل اكثر من 26 الف شخص بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، الى quot;مجموعات ارهابية مسلحةquot; تتهمها بالسعي لزرع الفوضى في البلاد في اطار quot;مؤامرةquot; يدعمها الخارج.