يبدو أن الحديث عن زواج السوريات ممن نزحن مع أسرهن إلى الأردن كسر باباً من الشائعات لن يغلق حتى ثبوت دليل واضح ينهي حال التوجس والشك الذي سكن قلوب أبناء الثورة السورية في الداخل أو الخارج من سوء معاملة المستضيف الأردن للنازحين الهاربين من قتل محرم، حتى أن بعضهم وصف الإقامة بالأردن كالمستجير من الرمضاء بالنار.


عمان: في الآونة الأخيرة، تناقلت بعض وسائل الإعلام العربية أنباء تفيد بانتشار ظاهرة زواج لاجئات سوريات بمن فيهن القاصرات في بلدان نزحن إليها نتيجة للأوضاع التي تشهدها سوريا اليوم، تحت شماعة quot;السترةquot; وانتشالهن مع أسرهن من حالة البؤس والخوف والضياع إلى حياة أكثر أمناً سواء كانت في الأردن أو في إحدى دول الخليج العربي.

ورغم توارد الأخبار من مخيمات اللاجئين في الأردن تفيد بانتشار ظاهرة الزواج من السوريات القاصرات، إلا أن أحداً لم يؤكد لــquot;إيلافquot; بالأرقام عدد تلك الزيجات أو الطرق التي تمت فيها، حتى أن البعض ذهب بالقول إن quot;وسطاءquot; يتدخلون لإيصال الراغب من الخليجيين بالزواج من السوريات واختيار المناسبة له.

وكان تقرير نشرته إحدى الصحف الأردني، تفيد به زيادة عدد الطلبات التي تقدم بها سعوديون لسفارتهم في الأردن بهدف الموافقة على طلبات زواج سعوديين من سوريات مقيمات في الأردن.

قرار رسمي

هناك حيث القنصلية السعودية في عمان، وتحديداً المكتب المختص بشؤون السوريين، دخلت quot;إيلافquot; لتكتشف نحو 6 موظفين يتشاركون مكتباً واحداً غير قادر على استقبال معاملات السفر العادية، فكيف بمعاملات زواج للاجئات غالبيتهن دون إثباتات رسمية.

يأتي ذلك في الوقت الذي كانت فيه الحكومة الأردنية، قد أصدرت قراراً يقضي بمنع الزواج من السوريات على أراضيها إلا للأقرباء بشرط أن يكونوا من العائلة ذاتها، وعليه أوعزت وزارة الداخلية لجميع محاكم الأردن وكذلك جميع الأذنة الشرعيين بأن quot;أي عقد زواج خارج المحاكم الشرعية سيعتبر غير نافذ قانونياً ويتحمل الزوج مساءلة قانونية في ذلكquot;.

شبيحة النظام وراء الشائعة

لاجئتان سوريتان في أحد المخيمات

ويرى الكثير ممن تحدثوا لــquot;إيلافquot; أن سبب انتشار شائعة الزواج من اللاجئات السوريات سببها قيام بعض كتاب الصحف بإثارة الرأي العام دون تقديم أو امتلاك دلائل واضحة لديهم، حيث وصفهم البعض بــquot;قادة الشائعاتquot;.

ويشير الكثير ممن تحدثت معهم quot;إيلافquot; وفق روايات لم يتسن التأكد منها، إلى أن ظروف الحياة الصعبة، والخوف من الاغتصاب دفع الكثير من السوريين لتزويج بناتهم في سن مبكرة دون اللجوء إلى المحاكم والسلطات.

ولأنَّ أهل مكة أدرى بشعابها، سألت quot;إيلافquot; خلال جولتها التي قامت بها في مخيم الزعتري في الأردن والذي يجمع ما يقارب 27 ألف لاجئ سوري، عددا ممن التقهم من السوريين حول مدى صحة الكلام عن طلبات وعروض للزواج يقدمها مواطنو الأردن والخليج إضافة إلى بعض الجنسيات العربية الأخرى للزواج من بناتهم.

وينفي quot;أبو ماهرquot; لاجئ سوري، ووالد لأربع نساء في سن الزواج لــquot;إيلافquot; صحة الرواية: quot;لم اسمع حتى بمثل ذلك، قليل من يستطيعون الدخول للمخيم، كما أننا لن نقبل هكذا كلام، أنا لا أبيع دمي ولحميquot;.

وقال quot;من ينشر مثل هكذا شائعات إنما يهيننا، تركنا بلادنا من أجل الكرامة فهل نفرط فيها بثمن بخس كما يروج البعض؟quot;.

quot;لاجئات لا سباياquot; الكترونياً فقط

ولعل ما زاد من جدل دار حول موضوع تزويج اللاجئات السوريات هو قيام مجموعة من الناشطين السوريين على مواقع التواصل الإجتماعي بإطلاق حملة بعنوان (لاجئات..لا سبايا).

هؤلاء، يعرفون أنفسهم على أنهم شباب مستقل من سوريا ومن الجنسين، مؤكدين أنهم لا ينتمون إلى أي جهة أو تيار سياسي ومن مختلف مكونات المجتمع السوري وأطيافه، وأن غيرتهم على نساء وطنهم دفعهم إلى تقدير تضحياتهن داخل الوطن وخارجه في مخيمات اللجوء على حد قولهم.

ويتهم البعض مؤيدي النظام، بالترويج للقضية، بهدف إثارة الفتن والتأثير في نفسيات المعارضين في سوريا، وكذلك خلق فجوة بينهم وبين الشعوب الداعمة لثورتهم وحقهم بالحرية، حيث بدا ذلك واضحاً، خصوصاً في تغير نبرة خطاب صفحات عدة لمعارضين سوريين على صفحات التواصل الاجتماعي تجاه الشعوب الداعمة لثورتهم بخاصة quot;الأردن ودول الخليج العربيquot;، إلى درجةٍ وجد فيها البعض الآخر مكسباً للنظام السوري الذي لطالما هاجم كل من ساند وتعاطف مع معارضيه والثائرين على طغيانه.