تخلّص اليمن رسمياً من الرجل الثاني في تنظيم القاعدة بجزيرة العرب السعودي سعيد الشهري، السجين السابق في غوانتنامو، والذي خضع للمناصحة في بلاده إلا أنه سرعان ما عاد من جديد لتنظيم القاعدة، مواصلاً قيادة العمليات الإرهابية، وفقاً للسلطات اليمنية.
صنعاء: أعلن موقع وزارة الدفاع اليمنية الاثنين أن السعودي سعيد الشهري الذي يعد الرجل الثاني في quot;تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العربquot; قتل في quot;عملية نوعيةquot; للجيش اليمني في منطقة حضرموت بشرق البلاد.
وذكر الموقع أن quot;الإرهابي السعودي سعيد علي الشهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة لقي مصرعه في عملية نوعية للقوات المسلحة في وادي حضرموتquot;.
وأضاف الموقع الذي نقل الخبر عن quot;مصدر رفيعquot;، أن الشهري قتل مع quot;ستة عناصر إرهابية كانوا برفقتهquot;.
ونقل موقع وزارة الدفاع quot;26 سبتمبر نتquot; عن المصدر الرفيع قوله إن quot;مقتل الشهري يمثل ضربة موجعة لما تبقى من فلول العناصر الإرهابيةquot;، ولم يدل الموقع بمزيد من التفاصيل، كما لم يؤكد تنظيم القاعدة حتى الآن مقتل الشهري الذي يلقب بابي سفيان الازدي.
والشهري هو نائب زعيم التنظيم ناصر الوحيشي على رأس quot;تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العربquot; الذي نتج عن دمج الفرعين اليمني والسعودي للقاعدة مطلع 2009، والمتحصن في اليمن.
وكان الشهري اعتقل في معسكر غوانتانامو وأعيد إلى السعودية في 2007 حيث تابع برنامج المناصحة الخاص بالمتطرفين، إلا انه عاد والتحق بالقاعدة في اليمن.
ومقتل الشهري يشكل ضربة موجعة جديدة لتنظيم القاعدة بعد نجاح الجيش اليمني في طرده من محافظة أبين الجنوبية التي وقعت تحت سيطرة المتطرفين في 2011.
كما تأتي هذه الضربة بعد سلسلة الغارات التي نفذتها طائرات من دون طيار هي أميركية على الأرجح على التنظيم ما أسفر عن مقتل عدد من قيادييه، وآخرهم كان خالد باتيس الذي يعد العقل المدبر للهجوم على ناقلة النفط الفرنسية ليمبورغ في 2001.
وتركزت هذه الغارات في الفترة الأخيرة على محافظة حضرموت التي هي الموطن الأصلي لعائلة مؤسس شبكة القاعدة العالمية أسامة بن لادن الذي قتل في عملية أميركية في باكستان في أيار/مايو 2011.
واستفادت القاعدة من ضعف سيطرة الدولة اليمنية وبعد ذلك من الاحتجاجات ضد نظام الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح لفرض سيطرتها على مناطق واسعة من جنوب وشرق اليمن.
إلا أن الجيش شن حملة واسعة النطاق في أيار/مايو وتمكن من طرد التنظيم من معظم المدن التي سيطر عليها خصوصا في أبين.
ويحاول التنظيم إعادة تشكيل صفوفه في المحافظات الجنوبية والشرقية، إلا أن الغارات له بالمرصاد.
ويعتقد أن عددا من السعوديين ينشطون في صفوف القاعدة في اليمن، وذلك بعد أن نجحت السلطات السعودية التي تشن منذ 2003 حملة شرسة ضد القاعدة، في تقويض حضور التنظيم لدرجة كبيرة على أراضيها.
سعيد الشهري |
وحاول تنظيم القاعدة في جزيرة بعد توحده في اليمن عام 2009، تنفيذ هجمات جريئة في الولايات المتحدة، خصوصا محاولة تفجير طائرة مدنية فوق مدينة ديترويت الأميركية في 25 كانون الأول/ديسمبر 2009، ومحاولة إرسال طرود مفخخة إلى الولايات المتحدة في تشرين الأول/أكتوبر 2010، إلا أن عين التنظيم ظلت قبل كل شيء على السعودية.
وفي أب/أغسطس 2009 حاول عناصر تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب اغتيال مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف بهجوم انتحاري.
في يونيو/ حزيران 2010 كشف سعيد الشهري عن خططه في استغلال النساء وتجنيدهن كأدوات لصالح تنظيم القاعدة الذي يتخذ من الأراضي اليمنية منطلقا لعملياته ضد المملكة، كما فعل مع الموقوفة هيلة القصير (47 عاما) التي اعتقلتها قوى الأمن في مدينة بريدة ـــ منطقة القصيم، خلال شهر مارس الماضي بينما كانت تتواجد في سكن أحد المطلوبين أمنيا في حي الخبيتية، وتم توقيفهما ضمن حملة أمنية أسفرت عن القبض على ما مجموعه 113 في ست مناطق في المملكة.
وقالت وسائل الإعلام السعودية أن الشهري كان يخطط للزواج من هيلة القصير عقب تسللها للأراضي اليمنية، وهو من كلف يوسف الشهري (شقيق زوجته أم هاجر الأزدي)، ورائد الحربي ـــ وكلاهما مدرج في لائحة المطلوبين الـ85، وقتلا في مواجهة أمنية في نقطة تفتيش حمراء الدرب في منطقة جازان في 13 من أكتوبر الماضي ـــ لتنفيذ عملية إرهابية نوعية تستهدف شخصيات مهمة، كما خطط للمساعدة في وصول الآنفة الذكر إلى اليمن وإتمام الزواج، وانخراطها ميدانيا في التنظيم، لتصبح هيلة الزوجة الثانية للرجل الثاني في التنظيم، بعد زوجته الأولى وفاء الشهري.
التعليقات