قصي السهيل

اتهمت السلطات العراقية تنظيم القاعدة بتنفيذ تفجيرات شهدتها 6 مدن اليوم وأوقعت حوالى 40 قتيلاً و110 مصابين وقالت إنها تأتي إثباتا للوجود وتواصلا مع داعميها الإقليميين للحصول على إمدادات مالية بعد أن جفّت منابع تمويلها الى أقصى حد... فيما كشف مصدر سياسي عن وجود اتفاق سري بين التحالف الكردستاني والقائمة العراقية وكتلة الأحرار الصدرية لترشيح النائب الأول لرئيس مجلس النواب القيادي الصدري قصي السهيل رئيسا للوزراء بديلا من نوري المالكي.


قالت وزارة الداخلية العراقية إن quot;العصابات الإرهابية أقدمت اليوم الخميس على تفجير عدد من السيارات المفخخة والعبوات الناسفة مستهدفة كعادتها المواطنين المدنيين في العاصمة بغداد وضواحيها وعددا من المحافظات حيث جاءت هذه الاعتداءات الإرهابية بعد استقرار أمني ملحوظ وسيطرة كبيرة للقوات الأمنية نتيجة ضربات عنيفة أطاحت برؤوس كبيرة وخلايا لتنظيم القاعدة الإرهابي في الموصل وديالى وتكريت وأطراف بغدادquot;.

وأضافت في بيان صحافي تسلمته quot;إيلافquot; أن هدف هذه التفجيرات المنسقة هي رسالة توجهها العصابات الإرهابية بأنها ما زالت على قيد الحياة، وأنها لم تخسر المعركة بالكامل مع القوات الأمنية العراقية وهي تريد بذلك quot;التواصل مع داعميها الإقليميين بالحصول على إمدادات مالية بعد أن جفت منابع التمويل الى أقصى حد، لقد كان الإرهاب ولا يزال يسعى الى الحضور الإعلامي عبر تكثيف الاعتداءات فعن طريق الإعلام يستطيع الحصول على الدعم المالي والبشري وعن طريق الاعتداءات يحيي آمال أساطين وجمهور التكفير والقتل والطائفية البغيضة بيد أن العراق العصي على خطط وإرهاب الظلاميين لن تفتت في عضد مواطنيه أهداف مشروع التكفير والتطيف السياسي، وهو ماض ٍ بإذن الله تعالى في مسيرة البناء والعمل من أجل مستقبل مشرق وهو مدرك بأن الحرب ضد الإرهاب والتكفير والطائفية طويلة وشاقة وأن دماء شهدائه ستكون حافزاً للقوى الأمنية لبذل المستحيل من أجل بلوغ الهدف الكبير في رؤية العراق آمناً ومحصناً ضد الإرهابquot;.

لكن الوزارة لم توضح من هم الداعمون الاقليميون للقاعدة وكيفية تمويلهم المادي لتنظيم القاعدة. وأشارت إلى أنّ القيادات الأمنية قد بدأت في quot;تلافي بعض الثغرات التي رافقت تطبيق الخطة الأمنية الجديدة والتي لمس المواطن آثارها الإيجابية مع التحسن الملحوظ للملف الأمني، كما ستتم محاسبة المقصرين وبشدة إن ثبت تقصيرهمquot;.

وقد قتل 35 شخصا على الاقل بينهم عناصر في الشرطة والجيش واصيب نحو 150 بجروح في هجمات متفرقة اليوم استهدفت بغداد وخمس محافظات اخرى، وتعتبر اخطر اعمال عنف يشهدها العراق منذ شهر.

واوضحت مصادر امنية ان التفجيرات وهي الاعنف في العراق منذ مقتل 50 شخصا في 20 اذار (مارس) الماضي بسلسلة هجمات مشابهة، شملت أكثر من 15 موقعا في ست محافظات، ونحو 30 هجوما بينها 14 سيارة مفخخة و12 عبوة ناسفة وثلاث هجمات انتحارية.

وقتل 22 مدنيا وثمانية عناصر في الشرطة واثنان من الجيش وثلاثة من عناصر الصحوة في هذه الهجمات التي لم تتبناها اي جهة، علما ان تنظيم القاعدة في العراق سبق وان تبنى هجمات مماثلة في الماضي. واوضح مصدر في وزارة الداخلية ان quot;17 شخصا قتلوا في بغداد ومحيطها واصيب 97 بجروح في سلسلة انفجارات وقعت صباح اليومquot;. واضاف ان quot;11 شخصا قتلوا واصيب 62 آخرون في انفجار عدة سيارات مفخخة في بغداد استهدفت إحداها موكب وزير الصحة، بينما قتل ستة اشخاص وأصيب 29 بجروح في هجومين بينها تفجير انتحاري في التاجي (25 كلم شمال بغداد)quot;.

واكد مصدر في وزارة الصحة ان quot;الوزير مجيد حمد امين بصحة جيدةquot;، موضحا ان quot;الهجوم ادى الى اصابة خمسة اشخاص بجروحquot;، فيما ذكر المصدر في وزارة الداخلية ان مدنيين قتلا فيه. وذكر المصدر في وزارة الداخلية ايضا ان quot;جنديا قتل واصيب ستة بجروح في هجوم انتحاري ضد مقر للجيش في الطارمية (45 كلم شمال بغداد)quot;.

وفي سامراء (110 كلم شمال بغداد) quot;قتل ثلاثة من عناصر الصحوة واصيب ستة بجروح في هجومين بسيارتين مفخختين استهدفا نقطتين للتفتيش يقيمها عناصر من الصحوة وسط المدينةquot;، وفقا لمقدم في شرطة سامراء وقائد صحوة المدينة مجيد عبد الله. وقال العميد سرحد قادر مدير شركة الاقضية والنواحي في كركوك ان quot;مسلحين استهدفوا قرية الملحة (40 كلم شمال غرب كركوك) بست عبوات ناسفة ما ادى الى مقتل خمسة اشخاص بينهم ضابط برتبة رائد في الجيش واصابة ستة بجروجquot;.

وفي وقت لاحق، استهدفت سيارة مفخخة موكب العميد في الشرطة طه صلاح الدين في جنوب كركوك (240 كلم شمال بغداد) ما ادى الى مقتل شرطيين واصابة 15 شرطيا ومدنيا بجروح، وفقا لمصدر أمني رفيع المستوى. كما استهدفت سيارة مفخخة اخرى في حي الضباط وسط كركوك، منزل مدير عام هيئة الاستثمار صلاح عبد الرحيم البزاز، ما ادى الى مقتل شرطيين واصابة ثلاثة اخرين بجروح، بحسب المصدر الامني ذاته. واكد مدير صحة كركوك الطبيب صديق عمر رسول ان quot;حصيلة التفجيرات في كركوك هي اربعة شهداء و19 جريحا حالة البعض منهم حرجة، فيما حصيلة تفجيرات قرية الملحة هي خمسة شهداء وستة مصابين ومفقودان اثنانquot;.

وفي بعقوبة (60 كلم شمال بغداد)، قتل ضابط في الشرطة برتبة ملازم اول واصيب اربعة من افراد عائلته جرّاء هجوم انتحاري بحزام ناسف استهدف الضابط داخل منزله، وفقا لمصدر في الجيش العراقي ومصدر طبي في مستشفى بعقوبة. وانفجرت سيارة مففخة في وسط بعقوبة ما ادى الى مقتل عنصرين في الشرطة واصابة شرطيين آخرين بجروح. كما قتل شرطي بنيران مسلحين مجهولين في المنصورية شمال بعقوبة، فيما اصيب ستة اشخاص بجروح بانفجار عبوتين ناسفتين في شمال وغرب بعقوبة، وفقا لمقدم في الجيش العراقي والطبيب احمد ابراهيم في مستشفى بعقوبة.

وقتل شخص واصيب تسعة بجروح بينهم اربعة من عناصر الشرطة في انفجار سيارتين مفخختين استهدفتا دورية للشرطة وسط الرمادي (100 كلم غرب بغداد)، وفقا لمصادر في الشرطة. وفي الموصل (350 كلم شمال بغداد)، اصيب ثلاثة اشخاص بجروح في انفجار عبوة ناسفة داخل مطعم وسط المدينة، وفقا لمصدر في الشرطة.

انتقادات لأداء الأجهزة الامنية

وجاءت انفجارات اليوم في وقت يشهد العراق ازمة سياسية مستمرة منذ انسحاب القوات الاميركية نهاية العام الماضي، على خلفية اتهامات لرئيس الوزراء نوري المالكي بتهميش خصومه السياسيين.
وطالب رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي قادة الاجهزة الامنية في بغداد والمحافظات بتحمل مسؤولياتهم إزاء التفجيرات المتكررة التي تستهدف المواطنين الابرياء في عموم العراق معربا عن قلقه من تكرار هذه الحوادث الاجرامية دون معالجات حقيقية.

وأدان النجيفي بشدة quot;كل هذه الاعمال الاجرامية وخصوصا عملية استهداف وزير الصحة في بغداد والتي تأتي تزامنا مع سعي جهات معينة في استغلال الازمات الداخلية من اجل استهداف اللحمة الوطنية ومحاولة بث الفتنة الطائفية والعنصرية بين مكونات الشعبquot; كما قال في تصريح تسلمته quot;إيلافquot;.

ودعا النجيفي العراقيين كافة للتهدئة وتوحيد الصفوف والتصدي لأعداء الوطن وتفويت الفرص عليهم وإحباط محاولاتهم في شق الصف الوطني والإخلال بالنسيج الاجتماعي للبلد. من جهته، دعا النائب الثاني لرئيس مجلس النواب الكردي عارف طيفور الى اتخاذ اجراءات رادعة من قبل القوات العراقية لوقف هذه التفجيرات.

وأكد ضرورة توحيد الخطاب الوطني من قبل الساسة والابتعاد عن التصريحات المتشنجة التي تؤدي إلى توتر الأوضاع داعياً الجميع إلى quot;تكثيف الجهود من أجل محاربة الإرهاب وملاحقة بقايا ازلام النظام البائدquot;.

كما أدانت الكتلة العراقية بشدة quot;سلسلة التفجيرات الإجرامية التي نفذت اليوم في مناطق متفرقة من بغداد ومحافظات عراقية أخرى منها كركوك والأنبار وديالى، أدت الى جرح واستشهاد المئات من المواطنين الأبرياءquot;.

وقالت الناطق باسم العراقية النائبة ميسون الدملوجي في بيان صحافي أرسلت نسخة منه الى quot;إيلافquot; إن استمرار تنفيذ التفجيرات الدامية على الرغم من الادعاء باتخاذ إجراءات أمنية مشددة انما يعكس ضعف الخطط الأمنية والحاجة الملحة إلى إعادة النظر فيها ووضع الاستراتيجيات اللازمة لحفظ الأرواح وحقن الدماء.

وأضافت أن الانهيارات الأمنية المتواصلة هي نتيجة حتمية لإخفاق المسؤولين في الإشراف على الملف الأمني وحملت القائد العام للقوات المسلحة المسؤولية عن تحقيق الأمن والسلامة للمواطنين بشكل كامل ومباشر. ودعت كتلة العراقية إلى وحدة الصف وتحقيق المصالحة الوطنية الناجزة والالتزام بالشراكة في الملفات والمسؤوليات الأمنية التي نص عليها اتفاق أربيل وتم بموجبها تشكيل حكومة الشراكة الوطنية.

معلومات عن طرح القيادي الصدري السهيل بديلاً من المالكي

هذا وكشف مصدر سياسي عراقي اليوم عن وجود اتفاق سري بين التحالف الكردستاني والقائمة العراقية وكتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري لترشيح النائب الأول لرئيس مجلس النواب قصي السهيل رئيسا للوزراء بديلا من نوري المالكي.

وأكّد المصدر أن وفدًا من العراقية وكتلة الأحرار سيتوجه إلى إقليم كردستان خلال الأيام القليلة المقبلة لإنهاء هذا الموضوع، كما نقلت عنه وكالة quot;أكانيوزquot; الكردية. وهذه الخطوة تحتاج في البداية إلى سحب الثقة من رئيس الوزراء نوري المالكي من خلال التصويت داخل مجلس النواب ويحتاج إلى 50+1 من عدد الأعضاء المصوتين. وتزايدت مؤخرا انتقادات الكتل السياسية ولاسيما العراقية والتيار الصدري والكتلة الكردية لرئيس الوزراء نوري المالكي، وقالت إن الأخير يسعى إلى السيطرة على مفاصل الدولة.

وقال المصدر إن quot;هناك اتفاقا خلف الكواليس يجري بين القائمة العراقية وكتلة الأحرار النيابية والتحالف الكردستاني لترشيح قصي السهيل النائب الأول لرئيس مجلس النواب رئيسا للوزراء بدلا من رئيس الوزراء الحالي نوري المالكيquot; مشيرا إلى ان quot;الموضوع يتم تداوله بسرية تامةquot;. واوضح ان quot;وفدا من القائمة العراقية وقيادات الهيئة السياسية للتيار الصدري سيتوجه إلى إقليم كردستان خلال الأيام القليلة المقبلة لإنهاء الاتفاق على الموضوعquot;.

وقال زعيم القائمة العراقية اياد علاوي في تصريحات وزعها مكتبه وتسلمت quot;إيلافquot; نسخة منها اليوم عن وجود تحالفات قديمة وجديدة مع الكرد والتيار الصدري وبعض الاطراف الاسلامية لمواجهة quot;تفرد المالكي بالسلطةquot;.واضاف أن quot;هناك حالة تشخيص واحدة الآن لدى الجميع وهي التفرد في الحكم الذي سيفضي إلى دكتاتورية، وكذلك الخروق الدستورية لحقوق الإنسان من قبل النظام والتدهور المريع في العملية السياسيةquot;.

وأضاف علاوي أن quot;المالكي أمامه ثلاثة خيارات وهي تحقيق الشراكة أو إجراء الانتخابات المبكرة آو أن يستبدل رئيس مجلس الوزراء الحالي بآخر من قبل التحالف الوطنيquot;.. وقال إن quot;المالكي غير جاد بعقد المؤتمر الوطني وتخلف عن تنفيذ اتفاقية أربيل التي وقع عليها معي ومع مسعود بارزاني بحضور السفير ألاميركيquot;.

وأكد علاوي ان quot;القائمة العراقية غير مستعدة للتحول إلى المعارضة بسبب عدم وجود ديمقراطية حقيقية في البلادquot;، معتبرا أن مقاطعة وزراء العراقية لاجتماعات مجلسي الوزراء والنواب quot;حققت أهدافها ونتيجة لذلك دعا رئيس الجمهورية لعقد مؤتمر وطني ونتيجة هذه الدعوة عاد وزراء العراقية لاجتماعات مجلس الوزراءquot;.

ومن جهته، دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر هذا الأسبوع أنصاره إلى توحيد صفوفهم وكلمتهم في حال رغبوا في تشكيل حكومة برئاسة التيار. كما اتهم الصدر المالكي السبت بالوقوف وراء اعتقال رئيس مفوضية الانتخابات فرج الحيدري، وذلك بهدف quot;تأجيل أو إلغاء الانتخاباتquot; المحلية التي ستجري في أوائل العام المقبل.

وجاءت مواقف الصدر منسجمة مع الانتقادات الحادة التي وجهها رئيس الإقليم مسعود بارزاني خلال الأسابيع الأخيرة للمالكي، حيث حذر من أن البلد يتجه إلى عودة الدكتاتورية. وشدد بارزاني على أنه quot;مهما كان الثمن لا يمكن أن نقبل بعودة الدكتاتورية إلى العراق، وإذا فشلنا في وقف الدكتاتورية فلن نكون مع عراق يحكمه دكتاتورquot;.

كما تتهم القائمة العراقية برئاسة إياد علاوي منذ أكثر من سنة ائتلاف المالكي بالتنصل عن تنفيذ بنود اتفاق أربيل الذي مهد لتشكيل الحكومة الحالية. ولوحت العراقية أكثر من مرة باللجوء إلى انتخابات مبكرة لإنهاء الأزمة السياسية في البلاد.