زيباري وهيغ

توافق العراق وبريطانيا على ضرورة تنفيذ عاجل لانتقال سلمي وديمقراطي للسلطة في سوريا منعًا لحصول حرب أهلية، مع استبعاد لندن قيام الغرب بأي عمل عسكري لوقف النزف السوري.


لندن: خلال مؤتمر صحافي مشترك في بغداد اليوم مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري اكد وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ، ان بلاده لاتؤيد تدخلا عسكريا في سوريا في الوقت الراهن، لكنها لاتستبعد هذا الخيار. واوضح أنه بحث مع زيباري الدور الذي يمكن أن يلعبه العراق في تحقيق الامن والاستقرار في المنطقة، وشدد بالقول quot;لا بد من العمل على انتقال سلمي للسلطة في سوريا خاصة مع الجرائم التي يرتكبها النظام، وتصاعد الأزمة المريعة هناك لأن هذا هو السبيل الوحيد لمنع حدوث حرب أهلية مدمرة، حيث لا يمكن استمرار نظام الأسد في السلطة مع هذه الجرائم التي يرتكبها، ولذلك نتطلع نحو حكومة ديمقراطية في سوريا ونريد من العراق دعم تحقيق هذا الهدفquot;. وأشار إلى ضرورة معالجة تدفق اللاجئين السوريين إلى العراق وبقية الدول المجاورة وتداعيات الأزمة السورية على المنطقة.

وحول العلاقات العراقية البريطانية، قال هيغ إنه اتفق مع زيباري على إجراءات لتعزيز التعاون السياسي والأمني والاقتصادي والتعليمي والطاقوي بين البلدين. وأشار إلى ان بلاده ستفتتح في بغداد في نهاية الشهر المقبل مكتبا لمنح تأشيرات الدخول للعراقيين الراغبين في زيارة بريطانيا . وأكد دعم بلاده للحكومة والشعب في العراق، وللعملية السياسية الجارية فيه مشيرا إلى دعم القوى السياسية العراقية في مساعيها لحل الخلافات العالقة. وفي ما يخص التسليح البريطاني للعراق قال هيغ إن بلاده تأتي بعد الولايات المتحدة كأكبر داعمين للأمن في العراق، مؤكدا رغبة بلاده في تسليح القوات العراقية وتجهيزها بالمعدات العسكرية.

وحول خروج العراق من عقوبات الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة، قال هيغ إن بلاده تدعم مساعي الكويت والعراق لتحقيق هذا الهدف من خلال علاقاتهما الثنائية وانجاز متطلبات هذا الخروج. وعن إمكانية استثناء العراق من العقوبات الدولية على إيران وسوريا، أوضح الوزير البريطاني أن هناك عقوبات دولية وأخرى اوروبية ملزمة على إيران من أجل منع تسلحها النووي وقال إن المجتمع الدولي سيستمر في التعامل مع هذا الملف من خلال مسارين: المباحثات والعقوبات داعيا طهران لأن تثبت للعالم بأن برنامجها النووي سلمي مشددا على رفض وجود اي تهديد ايراني نووي في المنطقة.

وعن قضية الحكم بالإعدام على نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي بتهم إرهاب ورفض تركيا تسليمه إلى العراق، أشار هيغ إلى انه لم يبحث هذا الأمر مع زيباري موضحا أن امام الهاشمي حق تمييز الحكم مشيرا إلى ان موضوع تسليمه امر يخص العراق وتركيا.

ومن جهته قال زيباري إنه بحث مع نظيره البريطاني الأزمة السورية وابعادها الداخلية وكذلك الاقليمية والدولية quot;وكان هناك اتفاق على دعم مهمة المبعوث العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الابراهيمي وضرورة تحقيق انتقال سلمي وديمقراطي للسلطة هناك وانبثاق نظام تعددي يمثل كل مكونات الشعب السوريquot;. وأوضح ان لدى العراق مخاوف من انتقال اثار الأزمة السورية إلى اوضاعه الداخلية ولذلك فهو يدعم الشعب السوري في تحقيق الاصلاح والديمقراطية وتقرير مصيره بنفسه.

وعن خروج العراق من الفصل السابع قال زيباري إنه طلب من بريطانيا مساعدة بلاده على إنجاز هذا الهدف باعتبارها بلدا صديقا للعراق والكويت موضحا انه ستتم متابعة هذا الامر خلال اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك اواخر الشهر الحالي. واوضح انه لم يناقش مع هيغ قضية الهاشمي لانها داخلية وموضوع عراقي بحت.

وأضاف انه ناقش مع هيغ علاقات بلديهما حيث لاحظا أن هذه العلاقات في مجالها الاقتصادي والتجاري لم تبلغ المستوى المتقدم الذي وصلته العلاقات السياسية . واوضح انهما اتفقا على تشكيل لجنة وزارية مشتركة لتطوير التعاون الاقتصادي والتجاري والتنسيق بين مؤسسات البلدين لتفعيل هذه العلاقات. وأضاف انه بحث مع هيغ ايضا الاتفاق على البدء بتنفيذ وتطبيق اتفاقية لتبادل الاسرى والمعتقلين بين البلدين.

وسيبحث هيغ في وقت لاحق مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ورئيس مجلس النواب أسامة النجيفي تطورات الأزمة السورية ومخاطرها على دول المنطقة وتطوير العلاقات البريطانية العراقية.

وقبيل اجتماعه مع المسؤولين العراقيين قال هيغ الذي وصل إلى بغداد الليلة الماضية في اول زيارة لها انه سيناقش معهم سبل التعاون لوضع حد quot;لسفك الدماءquot; في سوريا. وأضاف انه يتطلع إلى هذه اللقاءات التي سنتناول دعم المملكة المتحدة للعملية السياسية في العراق ومناقشة سبل تعاون المجتمع الدولي لوضع نهاية لسفك الدماء في سورياquot;. وأدان هيغ الذي سيعقد مؤتمرا صحافيا مع نظيره العراقي زيباري يتحدثان فيه عن علاقات البلدين واوضاع المنطقة تصاعد التفجيرات التي يشهدها العراق منذ ايام حيث قتل 100 شخص واصيب 400 اخرون مساء السبت والاحد في سلسلة هجمات بينها انفجار سيارة مفخخة قرب القنصلية الفرنسية في الناصرية جنوب غرب البلاد.

وأكد هيغ أنه لا بد من وضع حد للعنف في سوريا مشيرا إلى رغبة بلاده في تمتين علاقاتها مع العراق ودعم العملية السياسية الجارية فيه وتحقيق الامن والاستقرار مع هذا البلد. وتشهد سوريا منذ منتصف اذار (مارس) 2011 نزاعا داميا بين القوات النظامية وقوى مسلحة مناهضة للنظام قتل فيه اكثر من 26 الف شخص، بحسب ارقام المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا.

وكان آخر الجنود البريطانيين قد غادروا العراق في أيار(مايو) 2011عام بعد انتهاء مهمة تدريب بحرية اخيرة بعد ثمانية اعوام من وجودهم العسكري ومشاركتهم مع قوات دولية في اسقاط النظام العراقي السابق عام 2003.