بغداد: اعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في بغداد الخميس ان نظام الرئيس السوري بشار الاسد quot;زائل لا محالة ومن المستحيل ان يبقىquot;، مستنكرا ما راى انها quot;مساعدة نشطةquot; تقدمها طهران الى دمشق وتشمل ارسال اسلحة.

وقال هيغ في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي هوشيار زيباري quot;نحن متأكدون من ان نظام الاسد زائل لا محالة وانه من المستحيل ان يبقى (..) بعد ان ارتكبت العديد من الجرائمquot;.

واضاف انه ناقش مع زيباري quot;الحاجة للانتقال الى سوريا اكثر ديموقراطية واستقرارا، وهذا الطريق الوحيد لتجنب حرب اهلية طويلة او انهيار الدولة السورية او وقوع عدد اكبر من القتلى وزيادة اعداد اللاجئينquot;.

وتابع هيغ الذي وصل الى بغداد مساء الاربعاء وغادرها ظهر الخميس quot;نؤيد تشكيل حكومة انتقالية تعيد السلام والاستقرار الى سورياquot;.

وتشهد سوريا التي تتشارك مع العراق بحدود بطول 600 كلم، حملة قمع عنيفة ضد احتجاجات غير مسبوقة تطالب باسقاط النظام منذ نحو 18 شهرا اسفرت عن اكثر من 26 الف قتيل، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

ويدعو العراق الى حل سلمي للنزاع في سوريا، ويرفض تسليح قوى المعارضة السورية وفكرة التدخل الاجنبي العسكري في هذا البلد المجاور الذي يعيش على وقع اعمال عنف يومية بين القوات النظامية ومجموعات من المقاتلين المناهضين للنظام.

وغالبا ما يحذر المسؤولون العراقيون من تداعيات النزاع الدامي في سوريا على الوضع الامني الهش في بلادهم.

وفي مؤتمر صحافي ثان في البرلمان العراقي، قال هيغ ردا على سؤال حول تقارير تفيد بان ايران ترسل اسلحة الى نظام الاسد عبر العراق quot;نحن نعارض تماما اي شحنات اسلحة ترسل من ايران الى سورياquot;.

واستنكر الوزير البريطاني quot;المساعدة النشطة التي تقدمها ايران لنظام الاسد حتى يقمع شعب سورياquot;.

وكان ثلاثة من اعضاء مجلس الشيوخ الاميركي حذروا الاسبوع الماضي رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خلال زيارة لبغداد من استغلال ايران للاجواء العراقية لنقل اسلحة ومعدات لدعم النظام السوري.

الا ان رئيس الوزراء العراقي اكد خلال لقائه هيغ الخميس ان quot;العراق باشر منذ بداية الازمة بتطبيق اجراءات مشددة تمنع تسرب السلاح والمسلحين عبر الاراضي او الاجواء العراقيةquot;.

واعاد المالكي بحسب ما جاء في بيان صادر عن مكتبه الدعوة الى quot;حل سلمي يضمن تحقيق اهداف الشعب السوري عبر حكومة انتقالية تدعو الى انتخابات حرة ونزيهةquot;، محذرا من quot;انتشار السلاح والعنفquot;.

ونقل البيان عن هيغ قوله خلال اللقاء quot;اننا نشارك العراق رؤيته بضرورة ايجاد حل سلميquot;، مشيرا الى quot;ضرورة تشكيل حكومة انتقالية تضم اطرافا من المعارضة والحكومة الحالية للوصول الى الاهداف المطلوبةquot;.

في موازاة ذلك، دعا رئيس مجلس النواب العراقي اسامة النجيفي خلال استقباله هيغ الامم المتحدة الى quot;بذل المزيد من الجهود للاسراع في انهاء محنة الشعب السوري وحقن دمائهم لان استمرارها سينقل المعركة الى المنطقة وخاصة العراقquot;.

ونقل بيان مكتب النجيفي عن هيغ تاكيده على quot;ان هناك مخاطر للتدخل العسكري ولكننا نفضل الطرق السلمية ولا نستبعد الخيارات الاخرىquot;.

من جهته، قال زيباري في المؤتمر الصحافي مع هيغ quot;اتفقنا على عملية انتقال سياسي ديموقراطي وتحقيق نظام ديموقراطي تعددي ممثل لكافة فئات الشعب السوري (...) وان يقرر الشعب السوري مصيره بنفسه من دون تدخل اجنبيquot;.

وشدد على ان العراق وبريطانيا يدعمان مهمة المبعوث العربي الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي.

وكان العراق اقترح خلال قمة عدم الانحياز في طهران قبل نحو اسبوعين quot;مبادرة لحل الازمة السوريةquot; تتضمن تشكيل حكومة انتقالية تضم جميع مكونات الشعب السوري، على ان تتفق الاطراف كافة على شخصية تترأسها.

وتدعو المبادرة كذلك الى تبني ميثاق اقليمي ودولي يتعهد بعدم السماح بالتطرف الديني او القومي او الطائفي، واعتماد المواطنة اساسا لتشكيل الحكومة الانتقالية في سوريا.