واشنطن: أعلن وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا ان العمليات المشتركة للحلف الاطلسي والجيش الافغاني استؤنفت quot;في شكل طبيعيquot; بعدما تم تقليصها بسبب تصاعد الهجمات التي يشنها اشخاص يرتدون زي قوات الامن الافغانية.

وكانت قوة الحلف الاطلسي في افغانستان (ايساف) اعلنت في 18 ايلول/سبتمبر تقليص عملياتها المشتركة مع القوات الافغانية بعد تزايد كبير للهجمات quot;من الداخلquot; حيث يقوم جنود افغان باطلاق النار على حلفائهم الغربيين.

وقال بانيتا في مؤتمر صحافي quot;يمكنني ان ابلغكم ان غالبية وحدات ايساف استأنفت مهماتها المشتركة على كل الصعد في شكل طبيعيquot;. ولم يحدد بانيتا الذي كان يتحدث في حضور رئيس اركان الجيوش الاميركية الجنرال مارتن دمبسي نسبة العمليات المشتركة التي تم استئنافها.

ورغم ان مسؤولي الدفاع اصرا على ان الشراكة عادت الى طبيعتها، اكد ضباط عسكريون على استمرار العمل باجراءات الموافقة الجديدة التي فرضت الحصول على تصريح من جنرال بنجمتين لاي عملية مشتركة تحت مستوى الكتبية.

وفي مواجهة تزايد خطر حصول quot;هجمات من الداخلquot; اعلنت ايساف في 18 ايلول (سبتمبر) ان الدوريات المشتركة وسواها من العمليات مع القوات الافغانية، ستنفذ فقط على مستوى الكتيبة وفوق، فيما يتعين حصول نشاطات الوحدات الاصغر على موافقة قادة اقليميين بنجمتين.

وقال المتحدث باسم دمبسي الكولونيل ديف لابان انه لم يتم الغاء الاوامر وان quot;توجيهاتquot; القيادة المشتركة لايساف quot;لا تزال سارية المفعولquot; مضيفا quot;عمليات التقييم تستمرquot;. وقال دمبسي، انه تشاور مع ضباط التحالف هذا الاسبوع خلال زيارة غير معلنة لافغانستان وان العمليات المشتركة استؤنفت في غالبها.

واوضح quot;لدى مغادرتي افغانستان، كان القادة الذين تحدثت اليهم استأنفوا العمليات التي كانوا قاموا بتنظيمها سابقاquot;. وتعهد بانتيا عدم السماح quot;للهجمات من الداخلquot; باخراج خطط نقل المسؤولية الامنية الى قوات الامن الافغانية بنهاية 2014 عن مسارها، تمهيدا لانسحاب القوات القتالية للاطلسي.

وقال quot;علينا ان نتخذ وسنتخذ كل التدابير الضرورية لضمان حماية قواتنا. لكنني اريد التشديد ايضا على اننا ملتزمون تماما استراتيجيتنا نقل المسؤولية الامنية للافغانquot;. ويقول البنتاغون ان 51 من جنود ايساف قتلوا في 35 هجمات quot;من الداخلquot; هذا العام وهم يشكلون عشرين في المئة من مجموع قتلى ايساف في افغانستان.

ورغم تزايد هذا النوع من الهجمات قال بانيتا ان الحرب ضد طالبان تحرز تقدما وارجع ذلك لزيادة عديد القوات الاميركية. وكان الرئيس باراك اوبما امر في كانون الاول (ديسمبر) 2009 بتعزيزات قوامها 33 الف جندي، وانسحبت اخر تلك التعزيزات من افغانستان الاسبوع الماضي ليبقى 68 الف جندي على الارض ضمن قوة قوامها 112 الف جندي بقيادة الاطلسي.

وكان بانيتا دافع عن خطة ارسال التعزيزات قائلا quot;هناك خطر حقيقي في ان المهمة في افغانستان قد تفشلquot; وان تعيد طالبان امساكها بالسلطة. غير انه قال ان التمرد تم اضعافه والقوات الحكومية الافغانية اصبحت اقوى.

وقال ان quot;مكاسب طالبان في ساحة المعركة تم وقفها. لم يتمكنوا من استعادة اي من المناطق التي خسروهاquot;. ولا تزال مسألة ارسال التعزيزات تثير جدلا اذ يقول مسؤولون اميركيون ان طالبان تم دحرها في معقلها الروحي في الجنوب.

ويشير البنتاغون الى ارقام تظهر ان هجمات التمرد على قوات ايساف هذا العام تراجعت بنحو 5 بالمئة مقارنة بالعام الماضي. غير ان مستوى العنف لا يزال اعلى مما كان عليه في صيف 2009، قبل ان يأمر اوبما بنشر قوات اضافية، بحسب موقع ايساف على الانترنت.

ومع تراجع عدد الهجمات المسجلة على قوات ايساف عن ارقام 2011، يبدو ان الاحصائيات لا تاخذ بعين الاعتبار الدور القتالي الموسع للقوات الحكومية الافغانية والذين يبلغ عدد الوفيات بينهم اكثر بخمس مرات من وفيات قوات الاطلسي.

ويتهم المنتقدون الاطلسي والولايات المتحدة برسم صورة مبالغة في التفاؤل عن النزاع ويحذرون من ان قوات الامن الافغانية يمكن ان تتفكك وان تعود الدولة الى حرب اهلية عند مغادرة القوات القتالية بحلول 2015. وفي مستهل ارسال التعزيزات، قال ضباط كبار ان زيادة القوات الاميركية ستدفع بطالبان نحو محادثات سلام، لكن لغاية الان لم تفض اي مقترحات لتشجيع المحادثات عن اي تقدم يذكر.