.

الرياض: يواصل وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف زيارته الرسمية للمملكة المتحدة بصحبة عدد من كبار مسؤوليه الأمنيين.

وتكتسب الزيارة أهميتها من محاور عديدة، بالنظر إلى أن وزير الداخلية السعودي الراحل الأمير نايف بن عبدالعزيز أمضى سنوات طويلة لم يقم خلالها بزيارة رسمية لبريطانيا رغم عمق العلاقات بين المملكتين المؤثرتين في محيطهما والعالم.

الأمير محمد بدأ جدول زيارته بلقاء رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في مكتبه، واجتمع بعد ذلك مع نظيره في الداخلية البريطانية تيريزا ماي، وكذلك وزير الدفاع فيليب هاموند، ووزير الخارجية وليام هيغ كل على حدة. بعد ذلك، عقد اجتماعا موسعاً مع كبار المسؤولين الأمنيين البريطانيين.

ويحظى الأمير محمد بصيت على المستوى في دوائر الأمن في العالم وخصوصا الغربي، إذ يحتكم وزير الداخلية السعودي إلى إرث عملي وخبراتي واسع في مجال الإرهاب وشؤونه وشجونه، ما عرّضه لأربع محاولات اغتيال كان أصعبها صيف 2009 حينما همّ أحد عناصر القاعدة ويدعى محمد طالع عسيري بقتل الأمير بواسطة عبوة مفخخة زرعها في أحشائه وجاء مدعياً تسليم نفسه.

الأمير محمد الذي حظي بثقة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسماه وزيرا للداخلية خلفا لعمّه الأمير أحمد، يعرف عنه تعاونه مع مراكز صناعة الأمن في غير مكان شرقاً وغرباً، وساعدت السعودية كثيراً في إحباط عمليات إرهابية وملاحقة مطلوبين حول العالم، ولعل من أشهرها المعلومات التي وفرتها السعودية قبل نحو ثلاث سنوات في عشية عيد الميلاد حينما أراد انتحاري نيجيري اسمه عمر الفاروق تفجيرها في ديترويت الأميركية.

وآخرها ضبط خلية تعد لسلسلة تفجيرات وعمليات إرهابية في الخاصرة السعودية حيث دولة الإمارات، إذ كشفت أبوظبي حينها أن تعاوناً ثنائيا بينها وبين الرياض حلحل خيوط الخلية وفكك ارتباطها قبل القبض على عناصرها.

ويؤمن الأمير محمد بنجاعة الحل الفكري، إذ يوليه عناية خاصة، حيث شارك في تأسيس ودعم أول مركز من نوعه على مستوى العالم لمناصحة ومتابعة المتطرفين والعائدين من مناطق الصراع، وقد استنسخت التجربة السعودية في أكثر من ٢٠ دولة حول العالم تعاني إرهاصات التطرف الديني