شن السود والنساء في الولايات المتحدة هجوماً على الرئيس باراك اوباما، معلنين امتعاضهم من اعتماد الرئيس ذو البشرة السوداء على الرجال دون النساء والبيض دون السود، كما جاءت تلك الانتقادات في وقت برر مقربون من الرئيس الاميركي اسباب تعيينه لثلاثة رجال بوزارات الخارجية والدفاع ووكالة الـ CIA.

واجه الرئيس الاميركي باراك اوباما حملة انتقادات واسعة من الاميركيين السود والنساء، على خلفية استبعاده الاستعانة بشخصيات سوداء او نسائية في ادارته باستثناء حالات ضعيفة، وقالت تقارير نشرتها صحيفة يديعوت احرونوت الإسرائيلية ان اول الرؤساء السود في الولايات المتحدة يواجه انتقادات من قرنائه في لون البشرة ومن النساء، نظراً لانه وبعد نجاحه باصواتهم في دخول البيت الابيض، غض الطرف عن اشراكهم في الحياة السياسية على المستوى الرسمي.
الانتقادات التي يواجهها اوباما في الوقت الراهن، انطلقت من داخل معسكر الحزب الديمقراطي، إذ اعرب اعضاؤه السود والنساء عن استيائهم من تجاهل اوباما لهم، خاصة في اعقاب التعيينات الوزارية الاخيرة، التي اعتمد فيها وزراء بيض، فوزير الدفاع الجديد quot;تشاك هيغالquot; وزير ابيض، كما ان رئيس جهاز الاستخبارات المركزية الجديد quot;جون برنانquot; ينتمي هو الاخر لمعسكر البيض.
خيبة امل
ولم تقتصر انتقادات اوباما على السود من الرجال، وانما شملت النساء السوداوات ايضاً، وعبر الفريق الثاني عن خيبة امله من الرئيس الاسود، الذي تنصل بحسبهن من وعوده السابقة، التي تعهد فيها باتاحة فرصة اوسع للسود من اجل الوصول الى مناصب قيادية في الحقل السياسي الاميركي.
واضافت احدى هؤلاء النساء، التي شاركت في تظاهرة مناوئة لاوباماعلى خلفية تلك الاشكالية: quot;عين اوباما سوزان رايس المقربة منه في منصب سفيرة لواشنطن لدى الامم المتحدة، كما كان يعتزم تعيينها بعد ذلك في منصب وزيرة الخارجية، في اعقاب اعتزال هيلاري كلينتون، الا ان مجلس الشيوخ الاميركي لم يمرر قراره، فاضطر لتعيين جون كيري في المنصب، غير انه كانت هناك العديد من الحقائب، التي كان من الممكن تعيين وزيراً اسوداً فيها، مثل وزارة الدفاع، ورئاسة وكالة الاستخبارات المركزية، فضلاً عن حقائب اخرى مثل المالية وغيرها، كما ان اوباما عين quot;توم دنيلونquot; صاحب البشرة البيضاء، مستشاراً للامن القوميquot;.
ويزعم المقربون من اوباما انه واجه اعتراضات على تعيين وزير الدفاع الجديد quot;تشاك هيغالquot;، كما كانت امام الرئيس الاميركي فرصة لتعيين quot;ميشال فلورنويquot; في الوزارة ذاتها، لتكون اول امرأة في الولايات المتحدة تتولى تلك الحقيبة، الا انه اصر على تعيين هيغال، حتى يتمكن الاخير من مواجهة التقليصات غير المسبوقة على ميزانية وزارة الدفاع (البنتاغون).
ويعد جون كيري اول وزير خارجية ابيض يتولى تلك الحقيبة منذ تعيين quot;وارين كريستوفرquot; وزيراً للخارجية في حكومة بيل كلينتون عام 1993، وفي اعقاب كريستوفر شغل الوزارة عينها ثلاثة نساء هن: quot;مادلين اولبرايتquot;، quot;كوندوليزاه رايسquot;، وهيلاري كلينتون، كما ان الوزير quot;كولين باولquot; الاسود حصل على الوزارة عينها.
وزيرة بيضاء
ولم يفقد اوباما في مجلسه الوزاري هيلاري كلينتون فقط، وانما فقد اول وزيرة بيضاء في حكومته، وزيرة العمل التي اعتزلت الحياة السياسية quot;هيلدا سوليسquot;، كما استقالت الاسبوع الماضي رئيسة وكالة الدفاع عن البيئة quot;ليسا جاكسونquot; السوداء.
تشارلس رينغل النائب الديمقراطي الاسود في الكونغرس الاميركي عن ولاية نيويورك، وصف الوضع الذي بات فيه اوباما مربكاً، بينما قالت السيناتور الديمقراطية quot;تشون شاهينquot;، ان تصرفات اوباما مخيبة للأمل، رغم ان جميع نواب ولاية همفشير التي تمثلها شاهين في الكونغرس سيدات، كما تشغل احدى النساء في همفيشر عينها عمدة الضاحية الشمالية في الولاية، وقالت شاهين في تصريحات لصحيفة يديعوت العبرية: quot;يجب ان تعكس ادارة اوباما التركيبة الشعبية للولايات المتحدة، حتى نستطيع التغلب على القلق الذي يثاورنا الفينة تلو الاخرى من استحواذ اصحاب البشرة البيضاء على المناصبة الوزاريةquot;.
وخلال الانتخابات الاخيرة، كانت الانتقادات التي يوجهها الديمقراطيون للجمهوريين في الولايات المتحدة، تدور حول هيمنة كبار السن من البيض على الحزب، وامام ذلك حاز اوباما على تأييد جارف من قبل النساء الاميركيات، وهى النسبة التي لم تقل عن نسبة تأييده من قبل السود والبيض.
quot;ماييك هاكبيquot;، الذي حاول خوض المنافسة في انتخابات الرئاسة عن الحزب الجمهوري عام 2008، ادعى من جانبه: quot;ان اوباما اعلن الحرب بتصرفاته الاخيرة على النساء الاميركياتquot;، وهو الموقف عينه الذي اتخذه ميت رومني ضد اوباما في انتخابات الرئاسة الاميركية السابقةquot;، وفي سياق برنامج اذاعي قال هاكبي: quot;لا اجد سبباً لخلو مجلس وزراء اوباما تقريباً من النساء والسودquot;.