واشنطن: اقر الرئيس الاميركي باراك اوباما، الذي انتخب عام 2008 على خلفية وعود بـquot;التغييرquot; وquot;الاملquot;، الاحد، بفشله في تغيير طريقة صنع السياسة في واشنطن حيث تسود الانقسامات الحزبية.

وقال الرئيس الاميركي في مقابلة مع قناة سي بي سي quot;يبدو أن واشنطن تسير بشكل يناهز من حيث السوء ما كان عليه الوضع قبل اربع سنواتquot;، في وقت يسود فيه انقسام كبير بين الديموقراطيين والجمهوريين.

ويتناول السجال الاخير حتى اليوم مسألة تمديد التخفيضات الضريبية التي تم اقرارها خلال عهد جورج بوش والمصادقة عليها مجددًا خلال عهد اوباما الذي اضطر حينها للرضوخ الى خصومه الجمهوريين.

وتنتهي هذه التدابير في كانون الاول/ديسمبر 2012، الا أن الجمهوريين لا يريدون أي حديث عن الغاء للتخفيضات الضريبية التي يستفيد منها الاميركيون الاكثر ثراء، طبقًا لرغبة الديموقراطيين.

وصرح اوباما quot;اعتقد أنني قللت من تقديري لدرجة الاسبقية التي تحظى بها السياسة على حل المشاكل في هذه المدينةquot;، مضيفًا quot;من بين الامور التي نتعلمها في هذا المنصب هي أن كل شيء يأخذ وقتًا اكثر مما نريدquot;.

واوباما الذي يتعين عليه مواجهة معدل نسبة بطالة لا تتراجع عن 8,2 في المئة، اعتبر أن الناخبين الاميركيين سيقررون في تشرين الثاني/نوفمبر ايًا من المرشحين الرئاسيين، هو أو منافسه الجمهوري ميت رومني، يقدم افضل الحلول للمشاكل الاميركية.

هذا فيما وصف مستشار في فريق حملة المرشح الجمهوري للرئاسة الاميركية ميت رومني الاحد هذا الاخير بأنه رجل quot;وطنيquot; وليس quot;مجرمًاquot;، كما سعى مؤخرًا فريق حملة الرئيس باراك اوباما الى تصويره على حد قوله.

ومنذ الخميس تشهد حملة الانتخابات الرئاسية المقررة في 6 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل حالة حراك بعد التحقيق الذي نشرته صحيفة بوسطن غلوب ويؤكد أن رومني كذب بشأن موعد تركه شركة باين كابيتال الاستثمارية.

ويؤكد رومني أنه ترك شركته عام 1999 الا أن مستندات رسمية نشرتها الصحيفة تؤكد أنه بقي ثلاث سنوات اضافية في هذه الشركة التي كان لا يزال يملكها بنسبة 100% حتى عام 2002. وخلال السنوات الثلاث هذه جرت عمليات الغاء وظائف مكثفة بسبب شراء باين كابيتال لعدة شركات مفلسة.

واكد اد جيليسبي مستشار رومني الاحد لشبكة سي.ان.ان أن المرشح الجمهوري quot;ليس مجرمًاquot;، كما يريد فريق اوباما تصويره، على حد قوله، وأن الاتهامات الموجهة اليه quot;ليس لها أي اساسquot; من الصحة.

واكد جيليسبي من جديد أن ميت رومني ترك باين كابيتال عام 1999. وقال: quot;لقد اخذ اجازة وفي الواقع لم يعد بعدهاquot; الى باين كابيتال.

واضاف: quot;لقد ترك حياة كان يحبها من اجل الذهاب الى سولت ليك سيتي لانقاذ دورة الالعاب الاولمبيةquot;، مشددًا على أنه، وخلافًا لما يؤكده فريق اوباما، quot;رجل وطنيquot;.

وقال مستشار رومني quot;السبب الذي يسعى اليه فريق اوباما من تلك (الاتهامات) هو أنهم يريدون التحدث في كل شيء عدا الحصيلة الاقتصادية المؤسفة للرئيس اوباما، وهم ينجحون في ذلكquot;.

من جانبه شدد ديفيد اكسلرود، احد كبار مستشاري باراك اوباما، على رفض ميت رومني كشف سجلاته الضريبية واتهم المرشح الجمهوري بالاستفادة من quot;كل الاوكار الضريبية الممكنةquot;.

وكانت ستيفاني كاتر المتحدثة المساعدة باسم فريق حملة اوباما اتهمت الخميس رومني بارتكاب quot;جريمةquot; بالكذب على السلطات الاميركية بشأن وضعه في باين كابيتال بين 1999 و2002.

من جهته، طالب رومني الجمعة الرئيس اوباما بالاعتذار عن هذه الاقوال الا أنه لم يلقَ اي استجابة. والاحد كررت ستيفاني كاتر أن رومني quot;لن يحصل على اعتذارquot; من فريق اوباما ونصحت المرشح الجمهوي بـquot;الكف عن الشكوىquot;.

واذا ما نجح الديموقراطيون في توريط رومني في عمليات الصرف من الوظائف التي قررتها باين كابيتال بين 1999 و2002 فإنهم سيفقدون بذلك المرشح الجمهوري واحدًا من شعاراته الرئيسية وهي أن نجاحه في عالم الاعمال يؤهله ليكون رئيسًا جيدًا بالنسبة لمجال توفير الوظائف.

وفي هجوم مضاد كثف رومني هذا الاسبوع المقابلات مع شبكات التلفزيون الاميركية. واضافة الى جيليسبي ارسل رومني الاحد عددًا من انصاره للدفاع عنه في هذه القنوات ومن بينهم حاكم فيرجينيا بوب ماكدونيل وسناتورة نيو هامشير كيلي ايوت.