لاهور: قاد رجل دين باكستاني نافذ الافا من انصاره الاحد في مسيرة احتجاجية من مدينة لاهور الى العاصمة الباكستانية للمطالبة بتطبيق اصلاحات مهمة قبل الانتخابات المقبلة. واتهم رجل الدين طاهر القادري الحكومة بالفساد والعجز، وقال ان على باكستان تطبيق اصلاحات quot;مفيدةquot; قبل الانتخابات العامة المقرر ان تجري بعد ثمانية اسابيع من حل البرلمان في منتصف اذار/مارس.

الا ان الحكومة تقول ان القادري، عالم الدين والداعية الاسلامي الذي عاد الى باكستان الشهر الماضي بعد ان قضى سنوات في كندا، هو جزء من مؤامرة خطيرة تهدف الى تاجيل الانتخابات والاستيلاء على السلطة.

ويقول وزير الداخلية رحمن مالك ان طالبان تخطط لمهاجمة المسيرة وانه سيتم منع المحتجين من الوصول الى وسط اسلام اباد حيث من المتوقع ان يصلوا الاثنين. ولكن ذلك لم يمنع المحتجين من التجمع في سيارات وحافلات وشاحنات تحمل نحو سبعة الاف منهم والبدء بمغادرة مدينة لاهور الواقعة على الطرف الشرقي من باكستان، بمواكبة انتشار امني كثيف.

ويرى انصار قادري انه يعبر عن اصوات الحشود الفقيرة والمضطهدة التي يحكمها اقطاعيون فاسدون بالغو الثراء وعائلات تملك الاراضي وتهيمن على الصناعة في البلاد. وصرح القادري للصحافيين قبل بدء الاحتجاج quot;انني اعلن هذه مسيرة من اجل الديموقراطية .. دعونا نرفع ايدينا بعلامة النصر ونبدأ مسيرتنا من اجل الديموقراطية الحقيقيةquot;.

واضاف quot;هذه مسيرة لحماية حقوق الانسان والقضاء على الفقر، ولسيادة الدستور وحكم القانون وانهاء الفسادquot;، متهما حكومة ولاية البنجاب بوقف الحافلات واحتجاز سائقيها. وقالت الشرطة انها قامت بنشر عشرة الاف جندي على طول الطريق التي ستمر بها المسيرة وذلك لضمان امن المحتجين، مضيفة ان فريق كوماندوس خاصا سيقوم بحماية القادري.

وصرح ضابط الشرطة سهيل احمد سوخيرا لوكالة فرانس برس quot;لم يتم فرض قيود على الاحتجاج، ولكننا طلبنا من منظميه تفقد جميع الحافلات والمشاركين قبل مغادرتهمquot;. وحمل الناشطون اعلام باكستان باللونين الاخضر والابيض، وكفنا رمزيا يمثل نظام البلاد.

وقال محمد فاروق (50 عاما) الذي تمكن من احضار حافلتين للمشاركة في المسيرة رغم القيود التي فرضتها السلطات المحلية، انه جاء من مدينة فيصل اباد الصناعية شرق البلاد للمشاركة معربا عن استعداده للموت من اجل هذه القضية.

وصرح فاروق لوكالة فرانس برس quot;نحن متوجهون الى اسلام اباد لتغيير النظام الاستغلالي، ولن نتراجع حتى لو ضحينا بارواحناquot;. اما محمد احمد (24 عاما) العاطل عن العمل من بلدة باكباتان فقال ان انصار القادري سيتغلبون على العوائق التي وضعتها السلطات للوصول الى اسلام اباد.

وقال احمد quot;انني اشارك في المسيرة لانني ضد النظام الفاسد الذي يريد الناس تغييرهquot;. وحمل احمد لافتة كتب عليها quot;خمسة بالمئة من الشعب يسيطرون على 95 بالمئة من المواردquot;. وذكر مراسل فرانس برس ان الحشود بدأت تتجمع في قافلة واحدة من مختلف النقاط في لاهور. ويقول المنظمون انهم سيحملون معهم خزانات وقود كما سترافقهم شاحنات مليئة بالمواد الغذائية.

والقى القادري خطابا امام اكثر من 100 الف من اتباعه في لاهور في 23 كانون الاول/ديسمبر بعد ثلاثة ايام من عودته من كندا، وامهل الحكومة حتى 10 كانون الثاني/يناير لتطبيق الاصلاحات تحت طائلة التوجه في مسيرة الى اسلام اباد.