تتقن سوزان أحمد الانكليزية، فكلفتها الثورة السورية النطق باسمها أمام وسائل الإعلام الغربية، ما وضع على كاهلها مسؤولية كبيرة. وهي تقول إن ما يحصل في دمشق هو حرب إبادة حقيقية.


ملهم الحمصي: لم يخطر ببال سوزان أحمد يومًا أن إتقانها اللغة الانكليزية سيضعها في الصفوف الأمامية في الثورة. فقد تحوّلت من مجرد مراقب أو متابع للحراك الثوري للشعب السوري إلى ناطق باسمه لدى وسائل الإعلام الغربية، ومحطاتها الرئيسة، كأقنية سي أن أن، وبي بي سي، والجزيرة الانكليزية وغيرها، لإيصال صوت شعبها إلى أنحاء العالم، في ظل التعتيم والتضليل الإعلاميين اللذين يقوم بهما النظام السوري.

quot;إيلافquot; التقت أحمد، الناطقة باسم مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق، التي أكدت أنها طارئة على الإعلام، وما فرض عليها إتقانها الانكليزية، هو وضعها في خدمة إعلام الثورة. وتصف ما يحصل في ريف دمشق بحرب الإبادة الحقيقية، كما تؤكد إيمانها باستمرار الثورة السورية في حراكها السلمي وكفاحها المسلح حتى النصر.

في ما يأتي نص الحوار:

كناطقة إعلامية باسم مجلس الثورة في ريف دمشق، كيف تصفين لنا هذه التجربة؟
لست إعلامية، لكن الثورة والحاجة إلى نقل أخبار الداخل إلى الخارج فرضتا عليّ العمل كناطقة إعلامية، وأسعفني بهذا إتقاني اللغة الانكليزية، ما سهّل عليّ التواصل مع وسائل الإعلام الأجنبية، إضافة إلى اتباع بعض الدورات التدريبية على أيدي إعلاميين احترافيين، ما مكنني من إتقان مبادئ العمل الإعلامي.

ماذا أضافت الثورة السورية إلى الشباب السوري، وماذا غيّرت فيهم؟
أستطيع القول إن الثورة أضافت الكثير، إذ حررت العقول والنفوس، وأعطت لشبابنا الفرصة للتعبير عن أفكارهم وأنفسهم، من دون الشعور بالخوف، ما يسمح لهم بالتطور، وما سينعكس على بلدنا إيجابًا في المستقبل، بعد أن تعود سوريا إلى استقرارها.

تحدٍّ للإنسانية

كيف تصفين طبيعة المعارك الدائرة حاليًا في ريف دمشق للقارئ؟
ما يحدث في الحقيقة على أرض الواقع هو حرب إبادة، وكأن بشار الأسد أقسم أن يفني البلد قبل أن يخسر سلطته. لكن لن أتكلم عسكريًا، بل سأتكلم إنسانيًا، فما يحدث الآن على أرض الواقع هو تحدٍ بكل ما تحمله الكلمة من معنى، هو تحدٍ للإنسانية وتحدٍ للأخلاق. فعندما ترى أوضاع اللاجئين والمناطق المنكوبة، وترى تنافس الناس في مساعدة بعضهم بعضًا وتأمين مستلزماتهم، تدرك أننا شعب كريم عظيم، نغيث الملهوف، ونطعم الجائع. في المقابل، هناك بعض الممارسات السلبية من استغلال واحتكار يقوم بها أصحاب النفوس الضعيفة. ما يحدث هو اختبار يكشف معادن الأشخاص.

ما هي الصعوبات التي تواجهينها في إيصال صوت المعارضة السورية والشعب السوري إلى العالم الغربي؟
كثيرة.. أولها انقطاع الكهرباء ساعات طويلة، وانقطاع وسائل الاتصال والانترنت، التي هي سبيلي الوحيد للتواصل مع العالم الغربي. أما في الشق الذي يتعلق بمشاكل الإعلام الغربي حصرًا، فكما هو معروف، لهذا الإعلام توجهه السياسي الخاص، واهتماماته الخاصة، التي تخدم أجندات دوله، ما يزيد الأعباء عليّ لإيصال الخبر بالطريقة التي تحفزهم لنشره، بالطريقة التي تخدم قضيتنا لا أجنداتهم.

تحفيز العالم

كيف تنظرين إلى حجم التجاوب الغربي مع القضية السورية؟ وما ملاحظاتك عليه؟
للأسف، ما يحدث لنا هو بالنسبة إلى الإعلام الغربي مجرد مادة إعلامية، ويتم التعامل مع قضية بحجم قضيتنا كمجرد خبر أو برنامج إخباري حتى!. نسعى إلى إيصال ما يحدث هنا إلى وسائل الإعلام الغربية المؤثرة، لأنها تصل إلى الرأي العام العالمي، والذي بدوره يمكن أن تكون له القدرة على الضغط على حكوماته.

ما هي رؤيتك لمسار الثورة والحراك الشعبي في سوريا مستقبلًا؟
الثورة مستمرة على الرغم من وسائل القمع والقتل، التي يستعملها النظام لإخمادها. لقد تحملنا الكثير، وقدمنا الكثير، لكننا مؤمنون بما خرجنا من أجله، وأثق تمامًا بأن الثورة ستكمل طريقها بجناحيها السلمي والعسكري حتى النصر.