أفرج مساء الاثنين في لبنان عن المختطف الكويتي عصام الحوطي الذي أكد تعرضه للضرب المبرح بعد اتهامه بتمويل الثورة السورية. وخصّ بالشكر بعد تحريره رئيس مجلس النواب نبيه بري.


عصام الحوطي

بيروت: أعلنت السلطات اللبنانية اليوم الاثنين، أنه تم الإفراج عن الكويتي عصام الحوطي، الذي كان قد اختطف يوم السبت الماضي على يد مسلحين في وادي البقاع شرق لبنان.

وقال بيان رسمي إن رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي تبلغ مساءً من وزير الداخلية مروان شربل خبر إطلاق الحوطي. واشار البيان الى أن ميقاتي اتصل بالحوطي مهنئاً بسلامته.

وكشف المحرر الكويتي عصام الحوطي خلال مؤتمر صحافي عقده في منزل مسؤول البلديات في quot;حركة املquot; بسام طليس في بحزين-البقاع، أنه تعرض للضرب المبرح من قبل خاطفيه، وأنهم اتهموه بتمويل الثورة السورية.

وشكر الحوطي الرؤساء الثلاثة، وخصّ بالشكر رئيس مجلس النواب نبيه بري والجيش اللبناني ودولة الكويت على مساعيهم الى اطلاقه، مؤكداً أنه لم يتم دفع فدية لاطلاقه.

بدوره اكد مسؤول مكتب البلديات في quot;حركة املquot; بسام طليس في حديث تلفزيوني أن ما حصل من تحرير الكويتي عصام الحوطي هو تأكيد لوحدة الشعبين اللبناني والكويتي.

واضاف :quot;بغضّ النظر عن ظروف عملية الخطف، فإنه نتيجة الضغط الذي حصل والاتصالات المكثفة،تمّ الافراج عنهquot;، وقال: quot;انا عملت في هذا الموضوع بتكليف من قبل رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي تابع الامور ساعة بساعةquot;، مؤكدًا عدم دفع أي فدية.

وقالت وكالة الانباء اللبنانية الرسمية ان quot;رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي تبلغ مساء اليوم (الاثنين) من وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل خبر إطلاق المخطوف الكويتي عصام ناصر الحوطيquot;. واضافت ان quot;ميقاتي شكر الاجهزة الامنية وكل من ساهم في الافراج عن الكويتي المخطوف، ولا سيما ابناء المنطقةquot;.

وحصلت في الاونة الاخيرة عدة عمليات خطف في لبنان. وفي 15 اب/اغسطس تبنت عشيرة شيعية نافذة خطف حوالى عشرين سوريا وتركي واحد ردا على خطف احد افرادها من قبل مجموعة مسلحة سورية. وفي اليوم نفسه، دعت الدول الخليجية رعاياها الى مغادرة لبنان بسبب وجود تهديدات محتملة مرتبطة بعواقب النزاع السوري.

تفاصيل العملية

عقب اطلاق سراحه عقد المواطن الكويتي المفرج عنه عصام الحوطي مؤتمراً صحافياً، مساء الاثنين، في منزل عضو الهيئة التنفيذية في حركة quot;املquot; بسام طليس في بريتال، شرح فيه ملابسات عملية اختطافه والافراج عنه وقال: quot;سألت ربي أن يجعلني انام بين عائلتي هذه الليلة، وقد استجاب طلبي، لأكون بين أهلي. نحن في اتحاد كويتي - لبناني، وهذا أعتز بهquot;.

واضاف quot;لقد أطلقوا النار على الارض، وضربوني بأعقاب المسدسات على رأسي لحظة الاختطاف، وعند الافراج عني تحدثت مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، وما يؤسف أنهم وضعوني في مكان مظلم وكبلوني بالسلاسل، ولحظة الاختطاف حصلت مشاجرة بيني وبينهم، حيث مزقوا قميصي، وبدلوه بـ quot;تي شيرتquot; اسودquot;، مشيرًا الى رجله التي سالت منها الدماء، والى رأسه الذي نزف قليلاً نتيجة عراك ما قبل الاختطاف.

وتابع quot;نشكر الشعب الكويتي والرئيس ميشال سليمان والرئيسين بري وميقاتي وأمير دولة الكويت صباح احمد الصباح على تعاونهم واهتمامهم، وأشكر الحاج بسام طليس الذي عجل بخروجي بمبادرة من الرئيس بري، اطمئنوا الحمد لله انا مع زوجتي وعائلتي وابنتي حنان ابنة السنتين ونصف سنة.

وردًا على اسئلة الصحافيين قال:quot;لم يعاملوني بالاساءة، فالاساءة كانت في البداية تشاجرنا بالأيدي، وانا لا اعرف الخاطفين. القصة انني جئت صباحاً لآكل quot;الفتةquot; عند اولاد عمي، وأوصلتهم الى المنزل وشربت القهوة، وعندما هممت بالصعود الى السيارة من اجل الذهاب الى البيت اعترضتني سيارة فنزل احدهم، واعترض سيارتي، وسحبني منها، وبدأوا بدفعي، عندها ايقنت أنهم سيخطفونني فبدأت بالمقاومة، عندها ضربوني بأعقاب المسدسات، وبعد مقاومة وصراخ رأني شيخ، وهذا ما أراح بالي، وغلبت الكثرة الشجاعة ليصبحوا سبعة، فدفعوني الى السيارة، وغطوا عيني وصرخوا بي وبدأوا يقولون لي اشتم هذه الدولة وتلك الدولة.

وتابع: quot;فقلت انا كويتي وصديق للدولة وللجميع، انا لا اشتم احدًا انا كويتي، واتهموني بالارهاب، وبأنني قائد لمنظمة ارهابية تابعة للجيش الحر، فأجبت ان لا دخل لي بالسياسة. شتموني وسألوني عن التمويل ومن أموّل، قلت أنا كويتي جئت لأزور زوجتي يوم العيد، فسألوني عن اموال، وعرفوا انني أبني منزلاً في بلدة طاريا، وسألوني كم معك من اموال، ورموني في مكان مظلم وتركوني وحدي مكبل اليدين، وعندما سألت ربي اليوم ان يفرج عني فكان أن استجاب فجاء أحدهم ورماني بالصندوق وأوصلني الى قرب كنيسة على طريق ترابيةquot;.

وكان المخطوف الكويتي عصام الحوطي، اجرى فور إطلاق سراحه اتصالاً برئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري، شاكرًا quot;الجهود المكثفة التي بذلها للافراج عنهquot;.

وأجرى الرئيس بري اتصالاً بالسفير الكويتي عبد العال القناعي أبلغه فيه اطلاق سراح الحوطي وأنه بخير. وعقد هذا المساء مؤتمر صحافي في منزل عضو الهيئة التنفيذية لحركة quot;أملquot; بسام طليس في بريتال لشرح تفاصيل عملية الافراج عنه.

طليس
من جهته، نفى طليس الذي كان يتابع القضية بتكليف من الرئيس بري أن يكون تم دفع فدية للافراج عن الحوطي، وقال: quot;الضغط الأمني وضغط الناس جعل الخاطفين لا يستطيعون حماية أنفسهم وحمايته، وهذه الضغوط أدت الى الافراج عنه من دون فدية مالية بعدما اصبح عبئًا عليهمquot;.

وتحدث عن اهتمام الرئيس بري بالمهندس الحوطي، وشكر دولة الكويت للمشاريع التي تقوم بها، وأشاد بانجاز الافراج. وقال: quot;ما حصل مع الحوطي سبق وحصل مع لبنانيين، والمسألة ليست مسألة جنسية. تم خطف لبنانيين بغرض المال، وهذا ليس من شيم اللبنانيين، وموضوع الحوطي كان موضع اهتمام اللبنانيين جميعًا، وقائد الجيش والاجهزة الامنية التي أوصلتنا الى هذه النهاية السعيدة التي اسعدت الشعبين الكويتي واللبناني، ونتمنى أن تكون هذه العملية آخر عملية خطفquot;.

وكانت نقابة المهندسين في بيروت اكدت في وقت سابق في بيان حول خطف المهندس الكويتي عصام الحوطي، أن quot;النقابة وانطلاقًا من دورها المهني، النقابي والوطني، وبعد التواصل مع جمعية المهندسين الكويتية التي ينتمي اليها الحوطي، ترفض رفضاً مطلقاً عمليات الخطف بكل أشكالهاquot;.

واعلنت quot;تضامنها مع الحوطي وأهله وعائلته وأصدقائه ومع جمعية المهندسين الكويتيةquot;. واستنكرت النقابة هذا العمل quot;اللاإنسانيquot;، داعيةً الحكومة اللبنانية وقواها الأمنية وعلى رأسهم وزير الداخلية والبلديات مروان شربل quot;للاسراع في إنهاء معاناة المهندس عصام الحوطي وعائلته، كما وتثمن دور كل من يساهم في العمل على الإفراج عن الزميل الحوطي وعلى رأسهم الرؤساء الثلاثة، كما دعت الخاطفين الى التبصر بعواقب عملهم هذا وأثاره السلبية على لبنان شعبًا وحكومة، وتؤكد أن أواصر العلاقة الأخوية بين لبنان والكويت ستبقى قوية ومتينة رغم هذا الحدث المؤسفquot;.