تمخضت الانتخابات الإسرائيلية العامة عن صعود 15 وجهاً نسائياً جديداً على الساحة البرلمانية، بينهن نائبة جديدة من أصول أثيوبية، ما أثار علامات استفهام حول قدراتهن.


تألفت ملامح البرلمانيات الجدد الى ام لأحد عشر طفلاً، وكان صعود تلك الوجوه سبباً مباشراً في سرد سيرتهن الذاتية النسائية، كان سبباً في سرد السيرة الذاتية للبرلمانيات الجدد تحت قبة الكنيست.

ابرز تلك النساء بحسب صحيفة هاآرتس العبرية، هي الرئيسة السابقة لبلدية هرتسليا الإسرائيلية quot;ياعيل غرمانquot;، فالمرأة التي تبلغ من العمر 66 عاماً، وتولت رئاسة المدينة التي يدور الحديث عنها، باتت احدى اهم الاعضاء في حزب quot;هناك مستقبلquot;، ودخلت الحزب من اوسع ابوابه، حينما انشقت عن حزبها الاساسي quot;ميرتسquot;، الذي يمثل اقصى اليسار الإسرائيلي.

وتشير اوراق غرمان الخاصة الى أنها تحمل الاجازة العليا في التاريخ من جامعة تل ابيب، فضلاً عن درجة الماجستير في ادارة الاعمال من مركز هرتسليا، كما أنها شقّت الطريق امام النساء الإسرائيليات، عندما اصبحت اول امرأة تتولى رئاسة مدينة هرتسليا لمدة 15 عاماً. غرمان متزوجة وام لثلاثة اطفال، يُدعى احدهم quot;ايلquot;، الذي قُتل في حادث تدريب عام 1987، خلال ادائه الخدمة العسكرية بالجيش الإسرائيلي.

الاصغر سناً من غرمان هي البروفيسورة quot;عاليزا لافي ndash; مشيحquot;، إذ تبلغ من العمر 49 عاماً، وهي مستشارة امين حزب المفدال، ومحاضرة وناشطة في الاعلام، كما أنها متخصصة في علم الاجناس واليهودية، اما اكثر ما تنشغل به عاليزا، فهو العلاقة بين النساء والديانة اليهودية، وحال زواجها في الثالثة والعشرين من عمرها، توجهت الى جنوب أفريقيا، حيث عملت ممثلة لحركة quot;بني عكيفاquot;، وهي حركة الشباب المركزية للجماهير الدينية الوطنية في إسرائيل.

مع عودتها الى الدولة العبرية، انشغلت عاليزا كثيراً بالعمل الاعلامي، فقدمت العديد من البرامج التلفزيونية المتنوعة، الا أن جميعها كان متعلقاً الى درجة كبيرة باليهودية، وفي ثمانينيات القرن الماضي، شغلت منصب المستشار السياسي لحزب المفدال، ثم اصبحت عضواً في حركة النساء اليهوديات quot;كوليخquot;، ولم يُنسِها نشاطها أنها ام لاربعة ابناء وجدة لحفيدة.

اما الثالثة فهي البروفيسورة quot;عيدي كولquot; البالغة من العمر 37 عاماً، وهي ناشطة اجتماعية من الطراز الاول، فخلال دراستها للقانون في الجامعة العبرية بالقدس، دشنت عام 1977 مركز بريرا (الخيار) المعني بالمشاركة الاجتماعية،اضافة الى برنامج ديني رحوف (قانون الشارع)، ويهدف المركزان الى تقديم المساعدات الاستشارية القانونية للإسرائيليين، الذين ينحدرون من طبقات اجتماعية بسيطة، وفي عام 1999 عملت مساعدة لعضو الكنيست quot;تمر جوزنيسكيquot; من قبل حزب quot;حداشquot;. حصلت كول على درجة الدكتوراه من جامعة كولومبيا، كما أنها بادرت الى تدشين منظمة اطلقت عليها (جامعة الشعب)، وتعني تلك المنظمة بتعليم وتثقيف الطبقات الاجتماعية المتواضعة.

تشريعات البرلمان

عضو الكنيست الجديد على الحياة البرلمانية في إسرائيل هي المحامية quot;كارين الهيررquot; من حزب quot;هناك مستقبلquot;، البالغة من العمر 36 عاماً، بعد اجازتها العليا في كلية الادارة، حصلت على درجة الماجستير في القانون في واشنطن، وهناك تخصصت في دمج المعاقين بالمجتمع، وعندما عادت الى إسرائيل عام 2006، اقامت في جامعة quot;بيت ايلانquot; مركزاً قانونياً، معنياً بحقوق المعاقين، بعد هذا التاريخ بعامين، اضحت مسؤولة عن المركز القانوني بالكلية، ورغم أنها غير سابقة عهد بالكنيست، الا أنها كانت ضالعة في تشريعات البرلمان الإسرائيلي، خاصة في ما يتعلق بدعم المعاقين.

الخامسة في جوقة النساء، التي دخلت الكنيست في دورته التاسعة عشرة، هي البروفيسورة quot;روت كالدرونquot; البالغة من العمر 51 عاماً، وهي باحثة متخصصة في علوم (التلمود)، ووفقاً لسيرتها الذاتية، ولدت كالدرون في مدينة تل ابيب، واقامت عام 1995 في المدينة عينها مركز (عالما)، وهي مؤسسة تعليمية معنية بربط اليهودية التراثية بالثقافة والفنون، ودشنت كالدرون مؤخراً فرعين لمؤسستها في مدينتي حيفا ونيويورك. وشغلت كالدرون منصب رئيس شعبة ثقافة التعليم بالمكتبة الوطنية الإسرائيلية، كما قدمت برنامجاً تلفزيونياً على شاشة القناة الثانية الإسرائيلية، شارك فيه ضيوف لتفسير نصوص في المصادر التلمودية.

المحامية quot;بنينا تمنو ndash; شيتاquot; البالغة من العمر 32 عاماً، صنعت التاريخ بحسب صحيفة هاآرتس العبرية، إذ اصبحت اول سيدة من اصول اثيوبية داخل الكنيست الإسرائيلي، وكانت مراسلة قضائية للقناة الاولى في التلفزيون الإسرائيلي.

هاجرت تمنو ndash; شيتا الى إسرائيل وهي في الثالثة من عمرها، وهي حفيدة احد الزعماء الروحانيين، الاكثر شهرة في الطائفة اليهودية بأثيوبيا، وتقيم شيتا في منطقة (بتح تكفا)، كما أنها متزوجة وتعول طفلين، واقامت منذ فترة ليست بالطويلة هيئة خاصة، للدفاع عن اليهود ذوي الاصول الاثيوبية، كما كانت احدى الممثلات التي قادت مشروع quot;حوميشquot;، المعني بتهجير اليهود الى إسرائيل، بما في ذلك يهود اثيوبيا، وعملت شيتا على دعم المشروع حكومياً بمليار شيكل إسرائيلي.

ارملة ولها ابن وحيد

اما quot;رينا فرانكلquot; البالغة من العمر 57 عاماً، فتعمل في دائرة التشغيل، منذ هجرتها من الاتحاد السوفييتي السابق عام 1990، وتدرجت في تلك الدائرة في مناصب مختلفة، حتى شغلت منصب نائب مدير ادارة الدائرة في الشمال الإسرائيلي،ثم اضحتمسؤولةعنادارة مكتب دائرة التشغيل بمنطقة quot;معالوتquot;، وهو المنصب الذي وصلت اليه عام 2003، تم ترشيحها مرتين للفرع المتميز بالمدينة، بعد ان طرأ انخفاض ملحوظ في نسب البطالة بالمدينة عينها، وهبطت البطالة حينئذ بنسبة 50% عن النسب السابقة. اما عن حالتها الاجتماعية، فهى ارملة ولها ابن وحيد.

الناشطة الاجتماعية quot;يفعات كريفquot; (40 عاماً)، وهي ام لاربعة ابناء، اضحت ضمن طابور السيدات، اللاتي دخلن الكنيست للمرة الاولى، وبدأت طريقها العام، عندما انضمت الى منظمة quot;عموتت عالمquot;، وهي منظمة لا تهدف للربح، وتعني بالشباب العُرضة للخطر، كما شغلت منصب مدير في هيئة مستشاري وزير التعليم quot;جدعون ساعرquot;، وقادت صياغة قانون التعليم غير الرسمي، وعملت على دفع العمل بقوانين أخرى، معظمها في مجالات التعليم والشباب، كما أنها ناشطة في حقوق المرأة، اما عن ثقافتها، فحصلت يفعات على الاجازة العليا والماجستير في العمل الاجتماعي.

ولم تبعد الصحافيات عن طابور نساء الكنيست الجدد، وانضمت الى هذا الطابور quot;ميراف ميخاليquot; (46 عاماً)، ويبدو أن عملها يغني عن التعريف بها، فهي الاشهر بين العضوات الجدد، ورغم ذلك فهي من مواليد (بتح تكفا)، ودشنت عام 1997 منظمة عزرت ناشيم (مساعدة النساء)، وهي منظمة معنية بتقديم المساعدة، للسيدات اللاتي تعرضن للاعتداء الجنسي في إسرائيل، كما أنها ناشطة في العمل النسائي منذ سنوات طوال، وحظى تعبيرها عن المرأة باعجاب العديد من النساء، غير أن ذلك لم يمنع أنها سيدة مثيرة للجدل وتباين وجهات النظر، وتنتمي ميخالي الى حزب العمل.

الاصغر سناً

من الحزب عينه دخلت الكنيست العضو الأصغر سناً quot;ستاف شافيرquot;، البالغة من العمر 27 عاماً، وهي احدى قيادات quot;احتجاجات الخيامquot;، التي شهدتها إسرائيل مؤخراً، اعتراضاً على الاوضاع الاجتماعية. شافير من مواليد مدينة نتانيا الساحلية، الا أنها تقيم في تل ابيب، وتم عزلها من دورة تدريبية في سلاح الجو بعد اربعة اشهر، وبعد نهاية خدمتها العسكرية، سافرت الى العاصمة البريطانية لندن لدراسة الصحافة وعلم الاجتماع، وحينما عادت الى إسرائيل، كتبت عدة مقالات في عدد ليس بالقليل من مواقع الانترنت، وبعد احتجاجات الخيام، التي بادرت اليها مع صديقتها quot;ديفني ليفquot;، بدأت العمل كناشطة اجتماعية.

وسريعاً الى عضو آخر من حزب العمل في الكنيست وهي quot;ميخال بيرنquot; البالغة من العمر 35 عاماً، كما أنها رئيسة لجوقة الشباب في الحزب عينه، وعملت 17 عاماً في حركة الشباب العامل والمتعلم، فضلاً عن تدريسها للعلوم، إذ حصلت على درجة الماجستير بامتياز في العلوم السياسية، اما الدكتوراه فكانت في السياسات التقاعدية من جامعة تل ابيب، وفي الفترة ما بين 2007 الى 2010، شغلت منصب المساعد البرلماني لرئيسة حزب العمل الحالية شيلي يحموفيتش، كما ترأست هيئة متطوعي يحموفيتش، وتعتبر اقرب الشخصيات اليها.

من حزب العمل الى حركة quot;إسرائيل ليquot;، وعضو جديد في الكنيست على الحياة البرلمانية، quot;اييلت شاكيدquot;، البالغة من العمر 37 عاماً، وتعد شاكيد من الوجوه النسائية في حزب quot;البيت اليهوديquot;. ولدت شاكيد في مدينة تل ابيب، وحاصلة على الاجازة العليا في هندسة الكهرباء، كما أنها متزوجة وام لابنين، وفي الفترة ما بين 2006 وحتى 2008، كانت شاكيد مديراً لمكتب بنيامين نتانياهو، حينما كان زعيماً للمعارضة، وفي 2010، دشنت مع نفتالي بينت حركة quot;إسرائيل ليquot;، وحصلت العام الماضي على جائزة الرقابة الاعلامية، بعد اعتراضها على الصحف غير المتزنة في سياستها.

تعذيب فتى فلسطيني

اما quot;اوريت ستروكquot;، البالغة من العمر 53 عاماً، فهي رئيسة حقوق الانسان في مجلس المستوطنات الإسرائيلي، وبعد اخلاء مستوطنة ياميت في سيناء، انتقلت مع زوجها للاقامة في مستوطنة يهودية بالخليل ، وفي اطار عملها في مجلس المستوطنات، قدمت العديد من الشكاوى ضد الاعتداء على اليهود، خاصة إبان اخلاء مستوطنات خلال تطبيق خطة فك الارتباط عن قطاع غزة، اما احد ابنائها البالغ عددهم 11 ابناً، فأدين بتعذيب فتى فلسطيني.

وتمثل حزب ميرتس للمرة الاولى في الكنيست quot;ميخال روزينquot; البالغة من العمر 43 عاماً، وهي مديرة عامة لمراكز مساعدة النساءضحايا الاعتداء الجنسي، كما قادت ائتلافاً يضم تسع منظمات، معنية بدحر الاعتداءات الجنسية، فضلاً عن جهودها في الصراع ضد الرئيس الإسرائيلي السابق موشي كاتساف، على خلفية ادانته في جريمة التحرش الجنسي.

وبدأت روزين عملها السياسي، حينما كانت مساعدة برلمانية لعضوي الكنيست quot;ياعيل ديّانquot;، و quot;نعمي حزانquot;، كما كانت من المشاركين في منظمة مهاجري اثيوبيا، وفي حملة التشجيع على التبرع بالاعضاء، ودعم دور المرأة في السياسة. روزين تقيم في (بتح تكفا) مع زوجها وابنائها الثلاثة.

اما آخر عضوات الكنيست الجدد فهي quot;تمر زندبرغquot;، البالغة من العمر 37 عاماً، عضو مجلس بلدية تل ابيب ndash; يافا. زندبرغ التي تقيم مع ابنتها في مدينة تل ابيب، بدأت طريقها السياسي عام 2003، كمساعدة برلمانية لعضو الكنيست quot;ران كوهينquot;، وفي عام 2008، دخلت مجلس تل ابيب يافا من قبل حزب ميرتس، وترأست لجنة دعم مكانة المرأة، وكان لمشاركتها بالاحتجاجات الاجتماعية بالغ الاثر في انسحاب كتلة ميرتس من ائتلاف تل ابيب. حصلت زندبرغ على الاجازة العليا في القانون، فضلاً عن اجازة أخرى في علم النفس والاقتصاد، كما حصلت على درجة الماجستير في علم النفس الاجتماعي، وتعمل اليوم استاذة في السياسة والحكم في جامعة بئر السبع.