يؤكد مسؤولون أمنيون لبنانيون وجود علاقات وطيدة بين سنة طرابلس اللبنانية ومقاتلي جبهة النصرة في سوريا، هي الطرف الآخر في معادلة دعم حزب الله للنظام السوري.


بيروت:شهدت الأشهر الأخيرة تدفقًا لمقاتلين من الطائفة السنية في لبنان إلى سوريا، للانضمام للجماعات الاسلامية المعارضة لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، وفقًا لمسؤولين لبنانيين يشعرون بالقلق من الدور الذي يلعبه المقاتلون اللبنانيون في الصراع السوري.
وبحسب صحيفة واشنطن بوست الأميركية، يتحدث المسؤولون اللبنانيون عن تحالف يجمع مقاتلي جبهة النصرة، التي تعدّ في مقدمة الجماعات التي تقود الحرب على النظام السوري في شمال البلاد، وجماعات اسلامية متشددة تستقر في شمال لبنان، أنشأت خلايا لها في أنحاء مختلفة من البلاد. وأشار مسؤول لبناني، طلب عدم ذكر إسمه، إلى وجود علاقة قوية بين قيادة الجبهة في سوريا والمتشددين الاسلاميين في طرابلس.

انقسام لبناني

يعيش لبنان انقسامًا عميقًا حول الازمة السورية، إذ يدعم حزب الله النظام السوري، مرسلًا مقاتليه للقتال إلى جانب قوات الاسد، على الرغم من نفيه اكثر من مرة تقديم المساعدة القتالية للجيش السوري، قاصرًا مساعدته على الجانب الاستشاري، فيما كشف تقرير بريطاني عن وجود مقاتلين من لبنان والعراق مهمتهم حماية مقام السيدة زينب.
بدورهم، يدعم اللبنانيون السنة بكل قطاعاتهم وألوانهم الايديولوجية، من إسلامية وعلمانية، الانتفاضة في سوريا. وقد أثر الانقسام حول هذه الأزمة على وضع اللاجئين السوريين في لبنان، إذ رفض لبنان حتى الآن فتح مخيمات رسمية لهم، لأن حزب الله المؤثر في الحكومة اللبنانية يخشى من استخدامها مركزاً لمقاتلي الجيش السوري الحر.

مواجهات عنيفة

شهدت مدينة طرابلس مواجهات مسلحة عنيفة بين أحياء سنية وأخرى علوية تؤيد النظام السوري خلال العام الماضي. ويقول مسؤول أمني لبناني إن أوضح مثال على العلاقات القوية بين الجماعات المتشددة في البلدين هو الحادث الذي وقع في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي قرب بلدة كلخ السورية، عندما اجتاز 22 مقاتلًا سنيًا الحدود اللبنانية مع سوريا، فقُتل 19 منهم برصاص القوات السورية.
وظهر شريط على الانترنت في ما بعد يصوّر أفرادًا من القوات السورية يركلون جثث القتلى، ما سبب مواجهات عنيفة اندلعت بين سنة باب التبانة وعلويي جبل محسن في طرابلس نهاية العام الماضي، خلّفت 12 قتيلًا.
وتقول الصحيفة إن قادة الجماعات الاسلامية في المدينة دعوا أتباعهم لزيادة الدعم للثورة السورية، حيث تم إنشاء جماعات للاشراف على نقل وتهريب الاسلحة عبر الحدود وبمساعدة المهربين، معتمدين على هواتفهم النقالة، ثم استخدموا أجهزة اتصالات أكثر أمنًا مثل هواتف الثريا.

مبالغة وعبء

يشير تقرير الصحيفة إلى أن الشخصيتين الرئيسيتين في جهود دعم الثورة السورية هما مقاتل سابق في افغانستان، لعب دورًا في عملية تل كلخ، وآخر اسمه أبو سليمان المهاجر، ظهر في شريط فيديو دعا فيه إلى الجهاد ضد النظام السوري.
ويقول المسؤولون الأمنيون إن الرجلين على علاقة بتنظيم فتح الاسلام، الذي واجه الجيش اللبناني في العام 2007 في مخيم نهر البارد الفلسطيني.
وعلى الرغم من أحاديث المسؤولين الأمنيين عن الصلات بين المتشددين اللبنانيين والسوريين، إلا أن بعض القادة السنة في طرابلس يرون مبالغة في ذلك. فقد نقلت واشنطن بوست عن الشيخ سليم الرفاعي قوله إن المقاتلين السوريين ليسوا بحاجة للبنانيين، quot;ولو طلبوا منهم السفر إلى سوريا لأصبحوا عبئًا عليهم من ناحية الحاجة للطعام والمسكن والسلاح، إضافة إلى عدم معرفتهم بالتضاريس الجغرافية السوريةquot;.