حذر نائب الرئيس العراقي السابق طارق الهاشمي العرب من خطورة تنازلات إيران للغرب. وقال إن مصالح الغرب قد تحققت بمرونة إيرانية غير مسبوقة في الملفين النووي الإيراني والكيميائي السوري... وأشار إلى أن إيران لن تسمح بعد الان للغرب بالحديث عن العراق وما يجري بعدما أسقطته في براثن ولاية الفقيه.


لندن: قال نائب الرئيس العراقي السابق طارق الهاشمي معلقًا على التقارب الإيراني الاميركي الاخير على هامش زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى نيويورك حيث شارك في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة والقى كلمة فيها ثم تلقى مكالمة هاتفية من الرئيس الاميركي باراك اوباما.. قال إن روحاني وفي معرض تقييمه لحضوره إلى نيويورك فقد أكد ان نتائجه quot;فاقت التوقعاتquot;، ومن جانبه قال اوباما تعليقا على قرار مجلس الامن بصدد الملف الكيميائي في سوريا بانه quot;انتصار هائلquot; ثم تحدث الرئيسان بالهاتف ليشكلا بذلك اختراقا متميزا في العلاقات الثنائية التي بقيت متوترة منذ حادثة احتجاز موظفي السفارة الاميركية في طهران كرهائن عام 1979 وتفاقمت لاحقا في الخلاف حول الملف النووي.

وأضاف الهاشمي معلقا على هذه التطورات على صفحته الالكترونية اليوم إن روسيا وإيران والولايات المتحدة توصلت كما يبدو إلى اتفاقات هامة على الخطوة القادمة في ما يتعلق بتحريك الملف النووي الإيراني وكذا الملف السوري.. وهو الانجاز الابرز في هذه الدورة.

وقال إن quot;العرب كانوا كالمعتاد على الهامش، خطبهم مجرد احلام ليلة صيف كما وصفها شكسبير في روايته، مطالب، الكثير منها على الرغم من أهميته وارتباطه بمصير الامة ضاع وكأنه زبد في بحر يزخر في تنازلات متقابلة ومصالح مشتركة لدول فاعلة وبالتالي لم يعد للظاهرة الصوتية من أثر، وهكذا تحققت مصالح الغرب، مرونة غير مسبوقة من جانب إيران في الملف النووي والملف الكيميائي وهذا ما كان يتطلع اليه الغرب، يقابله تشدد في الحفاظ على نظام فاشي في سوريا، افلات من عقوبة دولية وتجاهل لجريمة الغوطة الشرقية وترخيص للمزيد من قتل الاطفال والنساء والتخريب والتدميرquot;.

ورأى الهاشمي المحكوم بالاعدام في بلده بأتهامات ارهابية ويقيم بين انقرة والدوحة حاليا quot;ان الذهاب لمؤتمر جنيف 2 هو فقط لمنح الشرعية لكل جرائم النظام السوري، واجبار الضحية على الجلوس مع الجزار ليتحدثا بهدوء عن سوريا ديمقراطية ؟ ولا أدري كيف ينسجم ذلك مع مصالح العربquot;.

وتوقع الهاشمي مزيدا من اختراق المصالح العربية لصالح إيران.. وقال quot;ان إيران بعد ان هيمنت باتت تعبث بأمن ومصالح العراق ولم تعد تتحدث كما كانت في السابق عن دورها في العراق، كانت في ما مضى تخاطب الولايات المتحدة (نحن على استعداد للجلوس مع الولايات المتحدة حول العراق) وعلى اعتبار انتهى الامر وسقط العراق في براثن دولة ولاية الفقيه وتكرس امنيا وعسكريا في الاتفاقية الدفاعية الموقعة بين العراق وإيران في طهران (مطلع الاسبوع الحالي) فلم يعد من الضروري اشراك احد بملف العراق بل ان إيران لن تسمح بالحديث عنه.. شانه شأن الجزر العربية الاماراتية المغتصبة الثلاث وكذا الاحواز العربية المغتصبة او كردستان المضطهدة او ملف الظلم الواقع على المخالفين والمعارضين لنهج دولة ولاية الفقيه مذهبيا او عرقيا او سياسياquot;.

وأكد أن الحديث في هذه الملفات خط أحمر غير مسموح به، لكن إيران وهي تواجه الحرج في مناطق نفوذ لم تستمكن فيها بعد، أوضاعها قلقة وتواجه تحديا حقيقيا، فإن إيران هنا على استعداد للجلوس مع اصحاب الشأن وهنا يذكر حسن روحاني (المعتدل جدا) يذكر البحرين وسوريا... ولم يرد عليه مسؤول عماهي علاقة إيران بمصير دول عربية ؟.. لا احد.

وحذر الهاشمي في الختام من أن تنازلات إيران للغرب محسوبة لكنها مدفوعة الثمن من مصالح العرب.. وقال لذا فان الامر quot;يستدعي الحذر والبحث عن مقاربة عربية جديدة للتعامل مع هذه التطورات بموقف موحد.. فهل نحن فاعلون؟quot;.

وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قد رحب الاحد الماضي بما اسماها التطورات الإيجابية في العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وإيران وقال في تصريح صحافي quot;أثمن التوجهات التي عليها اليوم الجمهورية الإسلامية الإيرانية والتي مثلها الدكتور حسن روحاني رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والتوجهات التي عليها الولايات المتحدة الأميركية والتي عبر عنها الرئيس أوباما رئيس الولايات المتحدة الأميركية، هذه التوجهات تتجه لإيجاد حلول سلمية على أساس المصالح المشتركة بين البلدين وإنهاء حالات التوتر التي تدفع ثمنها المنطقة والعالمquot;.

وقال quot;لقد كانت لنا محاولات في هذا الشأن إنطلاقاً من إيماننا أن إيجاد حل للمشاكل العالقة بين الدولتين هو لصالح الدولتين ولصالح المنطقة والعالم.. وما حصل أخيراً في الأمم المتحدة وفي أجواء إنعقاد الجمعية العمومية ومن إتصال هاتفي، ولقاء بين وزيري خارجية البلدين وما صدر من تصريحات نتفاءل بها كثيراً، ونعلن إستعدادنا للعب الدور المطلوب لإنجاح هذا التوجه المعتدل هذا التوجه الذي نتمنى أن يسود كل علاقات دول المنطقة والعالم، وأتصور بأن هذا الذي حدث هو إختراق كبير لحالة من الجمود وهو يعد إنتصارًا لإرادة الأمم في إيجاد علاقات تعاون وتكامل وحلول للمشاكل العالقة سنجني ثمارها في كل المنطقة والعالمquot;.

وأضاف quot;نبارك للطرفين، متمنين التشديد على ضرورة الوصول إلى النتيجة المطلوبة بأسرع وقت ممكن، لأن العالم يحتاج إلى مثل هذه الإختراقات لتحريك الجمود وإلى دفع الأجواء التي تخيم على المنطقة والعالم من حالات توترنحو الأفضل، كما نعتقد بأن هذا التوجه للحوار المرن بين البلدين سينعكس إيجاباً على أزمات مستفحلة في المنطقة، وستكون أساساً لإيجاد حلول لها أيضاquot;. وشدد بالقول quot;أنا متفائل وأشدد ومستعد كما قلت أن يتعاون العراق في إنجاح هذا التوجه بين البلدين وأعتقد أن الضرورة والحكمة تقتضيان إيجاد مخرج يحفظ مصالح الطرفين ومصالح المنطقة والعالمquot;.

وقد اختتم روحاني الاحد زيارة إلى نيويورك استغرقت خمسة ايام حيث اعلن مسؤول اميركي ان الرئيسين روحاني واوباما تباحثا عبر مترجمين واوضح ان إيران اتصلت بواشنطن صباح السبت لترتيب هذه المكالمة الهاتفية التي حصلت حوالي الساعة الخامسة مساء واستمرت نحو 15 دقيقة.

وقال أوباما بعد ثلاثة ايام من إلقاء خطابه في الامم المتحدة والذي قال فيه انه على استعداد لمنح الدبلوماسية فرصة في محاولة لحل الملف النووي الذي يمثل الخلاف الرئيس بين طهران وواشنطن quot;نحن ندرك كل الصعوبات التي تنتظرناquot;. ولاحظ أوباما أن quot;مجرد ان تكون هذه المكالمة اول اتصال بين الرئيسين الاميركي والإيراني منذ عام 1979 يدل على الريبة العميقة القائمة بين بلديناquot;.وأضاف quot;اعتقد ان هناك قاعدة لحلquot; مع طهران.

وتشتبه الولايات المتحدة وحلفاؤها في ان إيران تسعى إلى امتلاك السلاح الذري تحت غطاء برنامج نووي مدني وهو ما تنفيه طهران باستمرار. واثناء زيارته إلى نيويورك كثف روحاني من مبادرات حسن النية معلنا رغبته في الحوار مع واشنطن.. وأدان ايضا quot;مجزرة اليهود بيد النازيينquot; خلافا لسلفه محمود احمدي نجاد الذي انكر حصول المحرقة من على منبر الامم المتحدة.