بعد أيام قليلة من اتصال باراك أوباما به، طلب حسن روحاني دراسة إطلاق مسار رحلات طيران مباشر بين إيران والولايات المتحدة، ما قد يستدعي معارضة شرسة من الحرس الثوري، الذي قال قائده إن روحاني أخطأ بتلقي الاتصال.


بيروت: في أول نتائج الانفراج السياسي بين الولايات المتحدة وإيران، قالت التقارير الصحفية إن الرئيس الإيراني حسن روحاني طلب من سلطات الطيران في إيران دراسة إمكانية عودة الرحلات الجوية المباشرة بين طهران ومدن أميركية، للمرة الأولى منذ 35 عامًا.

ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية عن أكبر توركان، أحد مستشاري الرئيس، قوله إن روحاني يرغب في دراسة إمكانية عودة رحلات الطيران المباشر بين البلدين.

وأضاف توركان: quot;أمر الرئيس روحاني بدراسة إطلاق مسار رحلات طيران مباشر بين إيران والولايات المتحدة، بهدف تسهيل سفر المغتربين الإيرانيين في الولايات المتحدة إلى إيرانquot;. ووفقًا لمصادر مختلفة، يعيش أكثر من مليون أميركي من أصل إيراني في الولايات المتحدة، وهذا الخط المباشر متى أنشئ سيسهل عليهم زيارة وطنهم الأم.

أخطأ روحاني!

إلا أن هذه السرعة في انقلاب الوضع بين عدوين لدودين لأكثر من ثلاثة عقود لم ترق لكثيرين من صقور القيادة الإيرانية، خصوصًا محمد علي جعفري، قائد الحرس الثوري الإيراني، الذي أكد أمس يوم الاثنين معارضته للاتصال الهاتفي الذي جرى بين روحاني وباراك أوباما، خلال الزيارة الأخيرة للرئيس الإيراني إلى نيويورك.

ونقلت وكالة أنباء تسنيم الإيرانية عن جعفري قوله: quot;ارتكب حسن روحاني خطأ تكتيكيًا بقبوله الاتصال من أوباما، لأن إيران اليوم في موقف القوة، وكان من المفترض أن تجري المكالمة الهاتفية بين روحاني وأوباما بعد خطوات عملية من قبل أميركا.

أضاف: quot;كان الأميركيون بحاجة إلى خطوات مثل اللقاء أو الاتصال الهاتفي مع رئيس الجمهورية الإيرانية لأنهم يقفون في موقع الضعف حاليًا، لذا كان على الرئيس الإيراني أن يرفض الحديث الهاتفي مع أوباما مثلما رفض اللقاء معه، حتى ننتهي من مرحلة اختبار سلوك الولايات المتحدة الأميركيةquot;.

وكان مجلس الشورى الاسلامي قال إن لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية استدعت وزير الخارجية محمد جواد ظريف لتوضيح أسباب الاتصال الهاتفي والموقف الإيراني الجديد من واشنطن.

تصدع إيراني

وبعد هذه التصريحات من قبل قائد الحرس الثوري، وقيام روحاني بالمقابل بطلب دراسة فتح خط طيران مباشر مع أميركا، يبدو أن الوضع السياسي في إيران يتجه نحو الاحتدام، علمًا أن المراقبين يجمعون على أن صمت المرشد على اتصال أوباما-روحاني علامة رضى، وأن روحاني لم يكن ليخطو هذه الخطوة من دون مباركة مسبقة من المرشد الأعلى. فهل يمكن أن يلجم الحرس الثوري اندفاعة روحاني هذه؟

الجواب عن السؤال ليس سهلًا، خصوصًا أن المتشددين الإيرانيين تلقوا الصفعة الأولى بقبول خامنئي بانتخاب روحاني رئيسًا، ثم صفعة المكالمة الهاتفية هي الثانية، ويتوقع المراقبون صفعات أخرى قادمة، قد لا تتيح للحرس الثوري الإيغال في معارضته التروي الإيراني، الذي يبدو أن روحاني يحسن تدبيره والاستفادة منه على طريقة القضم، أي تحقيق الانجاز بعد الآخر بكتمان، مستعينًا برضى المرشد أولًا، وبرضى القسم الأكبر من الشعب الإيراني، الذي أرهقته العقوبات الاقتصادية الأميركية.