أثر التباطؤ في تسليم الشحنات العسكرية الأميركية إلى مصر أخيرًا على جهود الدولة العربية في مكافحة الإرهاب المتفشي على أراضيها، ما قد يدفعها مضطرة إلى التحوّل نحو روسيا لتزويدها بكل ما تحتاجه من أسلحة لردع أنصار الإخوان الجهاديين.


كشف قادة عسكريون أميركيون سابقون عادوا أخيرًا من زيارة إلى مصر، أجروا خلالها مجموعة اجتماعات مع مسؤولين مصريين كبار، أن التباطؤ الذي حصل خلال الآونة الأخيرة في الشحنات العسكرية الأميركية الكبرى التي كانت تُمنح إلى مصر قد أثر بشكل كبير على قدرة البلاد الخاصة بمحاربة الإرهاب في سيناء ومناطق أخرى.

ونقلت صحيفة واشنطن فري بيكون الأميركية عن الكولونيل المتقاعد كين ألارد، الذي اجتمع أخيرًا في القاهرة مع مسؤولين عسكريين مصريين كبار، قوله: quot;عبّر القادة العسكريون المصريون عن قلقهم بشأن التباطؤ الواضح في الشحنات الأميركية من المروحيات المتطورة وباقي الأجزاء اللازمة للإبقاء على طائراتهم في الخدمةquot;.

إعاقة تطهير
أضاف ألارد ومسؤولون آخرون أن هذا التباطؤ تسبب في إعاقة الجهود العسكرية اللازمة لمواجهة القوى الإرهابية في سيناء ووقف تدفق الأسلحة عبر الحدود الليبية المفتوحة. وأشار إلى أن مسؤولين عسكريين مصريين كبارًا أخبروهم بأن هناك مشكلة في الحصول على مروحية الأباتشي طراز AH-64 وقطع الغيار الأخرى لمقاتلات إف- 16.

ونوهت الصحيفة من جانبها إلى أن هاتين الطائرتين يقومان بدور مهم في المعركة التي تخوضها مصر لردع الإرهابيين المتعاطفين مع جماعة الإخوان المسلمين، والذين تجمعوا في منطقة سيناء، وربما يحاولون كذلك تهريب الأسلحة عبر الحدود الليبية.

أضاف ألارد أن تلك المشكلات تمثل جزءًا من التباطؤ الحاصل في شحنات الأسلحة الأميركية منذ إطاحة الجيش بالرئيس السابق محمد مرسي، فيما يعتبره الأميركيون quot;انقلابًاquot;.

كما لفت ريك فرانكونا، مقدم سلاح الجو الأميركي المتقاعد، الذي شارك أيضًا في الزيارة الأخيرة إلى مصر، إلى أن المسؤولين المصريين تحدثوا كذلك عن توقف تسليم الأجزاء الإضافية الخاصة بطائرات إف-16. وهي القطع المهمة التي يتم استخدامها في تحديث طائرات إف-16 أميركية الصنع، ويجعلها أكثر قوة وفعالية بصورة ملحوظة.

وأشار فرانكونا كذلك إلى أن الجيش المصري اضطر نتيجة لذلك إلى تقليص العمليات في سيناء، والتي تسعى من ورائها السلطات إلى منع حدوث هجمات إرهابية.

ليبيا ممرًا
ونوه في سياق حديثه إلى أن جماعة الإخوان تتحصل على كل هذه الأسلحة من ليبيا. فيما أشارت الصحيفة من جانبها إلى أن هذا التباطؤ من الجانب الأميركي قد يجبر مصر على التحوّل صوب روسيا من أجل تلبية كل متطلباتها العسكرية.

هذا ولا تزال وزارة الخارجية الأميركية تلتزم الصمت حيال مستقبل التحالف العسكري الأميركي مع مصر، الذي تقدر قيمته بـ 1.3 مليار دولار. وبسؤالها عمّا إن كانت شحنات الأسلحة إلى مصر قد تباطأت خلال الأسابيع القليلة الماضية، قالت ناطقة باسم الوزارة إنهم لا يمتلكون معلومات بهذا الخصوص أكثر مما قالته الإدارة.