دفعت فضيحة التجسس بنفسها إلى أروقة الأمم المتحدة حيث تعد ألمانيا والبرازيل لمشروع قرارها بموضع نهاية لها، بينما رد الرئيس الأميركي باراك أوباما على الانتقادات التي تواجهها بلاده.
ولم ينف أوباما أو يؤكد تقارير أفادت باحتمال قيام الولايات المتحدة بالتجسس على حلفائها في أوروبا وأمريكا اللاتينية.
ففي أحدث تعليق له على مزاعم بقيام وكالة الاستخبارات الأميركية بالتنصت على اتصالات هاتفية لعدد من رؤساء الدول الأوروبية واللاتينية، قال أوباما، في وقت متأخر من مساء الجمعة: quot;أنتم أيضاً تتجسسونquot;، قبل أن يتابع بقوله: quot;دعونا نتحاور.. وسوف نقوم ببعض التغييرات.quot;
وكشفت آلاف الوثائق السرية، التي قام الموظف السابق بوكالة الاستخبارات الأميركية NSA، إدوارد سنودن، بتسريبها، عن عمليات تجسس قامت بها الوكالة على العديد من دول العالم، بما فيها دول حليفة للولايات المتحدة، في مقدمتها فرنسا وألمانيا، إضافة إلى المكسيك.

تمدد الفضيحة
ولم تقتصر عمليات التنصت الأميركية على الاتصالات الهاتفية، بحسب ما كشفت الوثائق السرية، التي نُشرت مؤخراً في صحيفتي quot;الغارديانquot; البريطانية وquot;دير شبيغلquot; الألمانية، إضافة إلى صحف أخرى، بل امتدت أيضاُ لتشمل مواقع الإنترنت والبريد الإلكتروني.
وذكرت مستشارة الرئيس الأميركي للأمن القومي ومكافحة الإرهاب، ليزا موناكو، في تصريحات للصحافيين الجمعة، أن الرئيس أوباما أمر بمراجعة برامج التجسس.
وتابعت المسؤولة الأميركية بقولها: quot;مع الاحترام لشركائنا في الخارج، فإننا نريد أن نؤكد أننا نقوم بجمع المعلومات، لأننا في حاجة إليها، وليس بسبب أننا نستطيع ذلك.quot;
ولم تتضح أي تفاصيل حول التغييرات المحتملة التي قد تسفر عنها مراجعة برامج التجسس الأميركية، أو ما إذا كان سيتم الإعلان عنها، خاصةً أن هذه البرامج تخضع لسرية شديدة.
مشروع قرار
في نيويورك، صرح دبلوماسيون بالامم المتحدة بان المانيا والبرازيل تعدان مشروع قرار بالجمعية العامة للامم المتحدة سيطالب بوضع نهاية لعمليات التجسس المكثفة وانتهاك الحياة الشخصية بعد ان كشف متعاقد سابق مع المخابرات الاميركية عن برامج تجسس دولية ضخمة .
وادانت كل من رئيسة البرازيل ديلما روسيف والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل عملية التجسس الواسعة النطاق التي قامت بها وكالة الامن القومي الاميركية.
واثارت اتهامات بان وكالة الامن القوم الاميركي اطلعت على عشرات الالاف من تسجيلات التليفونات الفرنسية بالاضافة الى مراقبة هاتف ميركل غضبا في اوروبا. وقالت المانيا يوم الجمعة انها سترسل كبار قادة المخابرات الى واشنطن هذا الاسبوع سعيا للحصول على اجابات من البيت الابيض.
وقال عدة دبلوماسيون لرويترز انه في رد على ما تم الكشف عنه من عمليات التجسس الاميركي بدأ وفدا المانيا والبرازيل في الامم المتحدة اعداد مشروع قرار لعرضه على الجمعية العامة للامم المتحدة.