تواجه عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين مخاطر الفشل، حيث بات الصراخ سيد الموقف خلال الجلسات التفاوضية في ظل مواصلة الاستيطان والتسريبات التي تصل الى وسائل الإعلام عن مجرى المحادثات بين الطرفين.

رام الله: اتهم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو صباح الاربعاء الفلسطينيين بإفتعال quot;ازمات مصطنعةquot; حول محادثات السلام خلال لقائه مع وزير الخارجية الاميركي جون كيري في القدس. (التفاصيل)
وقالت مصادر فلسطينية إن جوًا من التوتر الشديد ساد جلسة المحادثات التي عقدت مساء امس مع الجانب الاسرائيلي، مما جعل مفاوضات السلام تواجه أزمة حقيقية بسبب الخلاف بين الطرفين حول ملف الاستيطان.
وذكرت المصادر أن الاجتماع ساده صراخ خاصة من قبل الجانب الفلسطيني الذي احتج على تسريب الفريق الاسرائيلي لما وُصف بمعلومات غير صحيحة.
وذكرت صحيفة (يديعوت أحرونوت) امس أن قضية القدس طُرحت أيضاً على طاولة المفاوضات بالإضافة إلى قضيتي الحدود والترتيبات الأمنية الجارية منافشتهما بكثافة.
وكشفت مصادر فلسطينية لصحيفة الحياة اللندنية عن احتمال اتخاذ محمود عباس خطوات عملية في مواجهة استمرار الاستيطان سيقف لها quot;شعر رأس الوزير كيريquot;، على حد تعبير هذه المصادر.
وكانت السلطة الفلسطينية هددت مراراً باللجوء الى القضاء الدولي ردًا على تواصل الاستيطان الاسرائيلي الذي تعتبر أنه quot;يدمر عملية السلامquot;.
الشيطان في التفاصيل
وقال مسؤول فلسطيني طالبًا عدم ذكر اسمه لوكالة فرانس برس: quot;عقدت الليلة جلسة مفاوضات فلسطينية-اسرائيلية بوجود الطرف الاميركي لكن الجلسة كانت متوترة جدًا وانفجرت الجلسة بسبب التعنت الاسرائيليquot;.
وأضاف أن quot;المفاوضات تمر منذ فترة بأزمة عميقة لكن التوتر في جلسة الليلة اشتد بشكل كبير ادى الى انفجارها لأن الوفد الاسرائيلي مصرّ على استمرار الاستيطانquot;.
واوضح أن quot;اسرائيل تدعي أنه توجد صفقة لاستمرار الاستيطان مقابل اطلاق سراح الدفعة الاخيرة من الاسرى، وهذا غير صحيح على الاطلاق، والوفد الفلسطيني اوضح امام الطرف الاميركي رفضه لهذه الادعاءات بشكل مطلق. لكن الجانب الاسرائيلي مصرّ على استمرار الاستيطان، ونحن لا نستطيع الاستمرار في المفاوضات في ظل هذه الهجمة الاستيطانية غير المسبوقةquot;.
وكان عباس قال ليل الاثنين خلال لقاء عقده مع مسؤولين فتحاويين إن المفاوضات مع إسرائيل لم تثمر بعد عن أي نتيجة.
وحذر من أن المعادلة الإسرائيلية التي تربط بين الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين وتكثيف البناء في المستوطنات من شأنها أن تنسف المفاوضات. وكرر عباس رفضه الاعتراف بإسرائيل بصفة دولة يهودية.
جولة كيري
ويجتمع كيري في القدس اليوم مع كل من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الاسرائيلي شمعون بيرس، كما يلتقي في بيت لحم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
وكان الوزير كيري قد صرح الليلة الماضية بأن الولايات المتحدة ستواصل العمل من اجل تحقيق السلام في المنطقة وستقف الى جانب اسرائيل خلال هذه المسيرة.
واضاف أنه من الاهمية بمكان التوصل الى اتفاقية سلام ستضمن امن دولة اسرائيل ووجود دولتين تعيشان جنباً الى جنب.
وعقدت حتى الان حوالي 20 جلسة تفاوضية في غضون الاشهر الثلاثة هذه، وفي حال لم يتدخل الوسيط الاميركي بثقله فإن المفاوضات آيلة الى الفشل، كما حذر مسؤولون فلسطينيون ووسائل اعلام اسرائيلية.
وحرص كيري على نفي وجود quot;أي خطة أخرىquot; غير المباحثات الجارية التي بدأت في تموز/يوليو بهدف التوصل الى اتفاق نهائي في ختام فترة تفاوض من تسعة اشهر.
غير أن مواقف الطرفين متباعدة جدًا.
ماذا يريدون؟
ويطالب المفاوضون الفلسطينيون بأن تعقد المفاوضات على اساس حدود ما قبل الاحتلال الاسرائيلي للقدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة في حزيران/يونيو 1967 مع تبادل أراضٍ متماثلة.
اما الاسرائيليون فاقترحوا كقاعدة للمفاوضات خط الجدار الذي بنته اسرائيل في الضفة الغربية وليس حدود 1967 كما يطالب الفلسطينيون، بحسب وسائل اعلام اسرائيلية.
ولم يؤكد المتحدث باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو هذه المعلومات، مشيرًا الى أنه لا يعلق على مفاوضات جارية. وكان كيري فرض على طرفي التفاوض تكتماً اعلامياً على سير المفاوضات.
وعلاوة على ذلك تطالب اسرائيل بالابقاء على وجود عسكري طويل الامد في غور الاردن، وأن يكون تبادل الاراضي على اساس حاجاتها الامنية، بحسب ما قال مصدر فلسطيني قريب من الملف لوكالة فرانس برس.
وعشية زيارة كيري اطلقت اسرائيل الاحد طلبات عروض لبناء نحو الفي وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية والقدس الشرقية.
وردًا على ذلك، هدد الفلسطينيون برفع الامر الى مجلس الامن الدولي.
تفاؤل حذر
وأقرّ كيري الذي كان وراء استئناف الحوار المباشر بين الطرفين نهاية تموز/يوليو، بالتوترات الاخيرة خصوصًا بعد قرار اسرائيل الاسبوع الماضي تسريع الاستيطان مقابل الافراج عن 26 أسيرًا فلسطينيًا.
غير أن كيري ابدى quot;تفاؤلهquot; الاحد بشأن سير المفاوضات، مؤكدًا أنه يأمل في حصول quot;تقدم في الاشهر القادمةquot; بالرغم من التشاؤم المعلن في الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي.
واقر الوزير الاميركي أن المستوطنات الاسرائيلية quot;شوشت اذهان البعض بشأن جدية البعض الآخر ومدى تقدمه في الاتجاه الصحيحquot;.
غير أنه اضاف: quot;اعتقد أنه من الممكن المضي قدمًا لكن علينا أن نبقى هادئين ومصممين وملتزمين بعملية يمكن خلالها التفاوض على القرارات الصعبةquot;.
وفي الجانب الاسرائيلي قال نتانياهو إن quot;اسرائيل التزمت بكافة الاتفاقات المبرمة مع الفلسطينيين في بداية المفاوضاتquot;.
وقال مسؤول حكومي الاحد لوكالة فرانس برس quot;إن الفلسطينيين يعرفون جيدًا أن اسرائيل ستبني (مستوطنات) اثناء المفاوضاتquot;. كما اكد العديد من المسؤولين الاسرائيليين أن quot;الاميركيين ايضًا على علم بذلكquot;.
وتنفي السلطة الفلسطينية بشدة أن تكون قبلت ببناء وحدات استيطانية جديدة في المستوطنات اليهودية في مقابل الافراج عن الاسرى.