توّج رئيس الإئتلاف السوري المعارض أحمد الجربا زيارته إلى إقليم كردستان العراق، بفتح مكتب لوحدة الدعم والتنسيق تابعة للائتلاف لتقوم بأعمال الإغاثة الإنسانية للاجئين في مخيمات الإقليم. وقال في خطاب صريح للأكراد، إنّ الادارة الذاتية الحالية غير مقبولة، لأن الأكراد جزء من النسيج المجتمعي السوري.


بهية مارديني: اختتم أحمد الجربا رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، زيارته الى اقليم كردستان العراق بعد لقاء ناجح مع الرئيس مسعود البارزاني توّج باعلان افتتاح مكتب اغاثة للائتلاف في أربيل قريبا.

وأكد الجربا للجالية السورية الكردية بأن quot;الأكراد جزء أساسي من المعادلة الوطنيةquot;، اضافة الى زيارة لمخيمات اللاجئين وتشكيل لجنة لتوزيع 200 ألف دولار و5 آلاف سلة غذائية quot;كمعونة بسيطة من رئيس الائتلاف للسوريين في محنتهمquot;.

التصريحات اللافتة التي أطلقها الجربا في هولير تلخصت حول عدة ملفات أولها مشروع الإدارة الذاتية التي يطرحها حزب الإتحاد الديمقراطي pyd حالياً حيث وصف الادارة الذاتية الحالية بأنها quot;غير مقبولةquot;.

وأضاف الجربا أن quot;الإدارة ليست خطأ بحد ذاته في ظل حالة الفوضى، لكن النموذج المطروح في محافظة الحسكة غير مقبول، لأن هناك تنوعا قوميا ومذهبيا تشهده المحافظة، والإدارة تحتاج إلى توافق مختلف المكونات، عدا أن الإدارة الذاتية التي يجري التحضير لها كمن يختبئ وراء أصبعه، فهي لا تتوافق مع وجود النظام في أكبر مدينتين في المحافظة هما القامشلي والحسكةquot;.

وثيقة الائتلاف والمجلس الكردي

أشار الجربا الى أن الائتلاف الوطني أقر بموجب الوثيقة الموقعة مع المجلس الوطني الكردي أن الأكراد قومية ثانية في البلاد، quot;لكن هذه الوثيقة، ومجمل المطالب الكردية ليست ملزمة وليست مضمونة في الدستور السوري القادم، وبناء عليه سيحاول الائتلاف مع الشخصيات الوطنية وضع الوثيقة على طاولة أول اجماع وطني سوري عام أو أول برلمان منتخب بعد سقوط بشار الأسد خلال مدة شهر واحدquot;، مؤكداً quot;أن أغلب السوريين ليسوا ضد مطالب الأكرادquot;.

وأما عن ماهية مصطلح تعويض المتضررين نتيجة المشاريع العنصرية المذكورة في الوثائق الموقعة بين الائتلاف والمجلس الوطني الكردي ومن المقصود بهم، أوضح الجربا أنه quot;سيتم تعويض صاحب الأرض الأساسي الذي سلبت منه أملاكه نتيجة السياسات السابقة، سواء كانوا عرباً أو أكراداًquot;.

وفد واحد في جنيف 2

عن التحضيرات لمؤتمر جنيف 2، قال الجربا إن الأكراد سوف يكونون ممثلين ضمن وفد المعارضة، مشددا على أنه لا مكان للأسد في المرحلة الانتقالية، مبديا حرصه على إنجاح مؤتمر جنيف 2 في حال انعقاده، ولفت الى عدم توافر الظروف الملائمة لذلك حتى الآن.

وحول علاقة الائتلاف بتنظيم دولة العراق والشام (داعش)، شدد الجربا على ضرورة توجيه البندقية لاسقاط النظام، ولكنه أكد في ذات الوقت أكد أن (داعش) تستهدف قادة الجيش الحر، وهناك بعض الكتائب في الجيش الحر بايعت داعش في بعض المناطق الرقة وتل أبيض إلى جانب بعض القبائل العربية بسبب الخوف من إرهاب داعش وبطشها.

وحول حصار بعض الكتائب المتطرفة لمناطق عفرين وعين العرب (كوباني) وتل أبيض اعتبر الجربا quot;أننا في حالة حرب و فوضى، وأن الائتلاف الوطني تدخل مراراً لفك الحصار عن المدن الكرديةquot;.

وأضاف: quot;صحيح أنه في يوم من الأيام بعض القوى كانت تابعة للائتلاف، ونجحنا في اقناعها بفك الحصار، لكن بكل تأكيد موقف الائتلاف من جميع القوى المتطرفة واضح و صريح ولايحتمل التأويلquot;.

وشدد على أن quot;هذه القوى المتطرفة لا تمثلنا، و لا نمثلها، فهي ترفضنا، ونحن نرفضها بشدة، فهي قوى دخيلة على الثورة وليس لها أية حاضنة شعبية في سوريا، وهي تمارس الإرهاب على مختلف مكونات الشعب السوري دون استثناءquot;.

وحول غياب مادة اللغة الكردية أو كلمة أكراد أو كرد أو انتفاضة القامشلي في المناهج المدرسية التي أرسلها الائتلاف السوري إلى مخيمات إقليم كردستان العراق, أوضح الجربا قائلا: quot;لقد قمنا بإرسال الكتب المدرسية على عجالة لوزارة التربية بهدف انقاذ العام الدراسي وحتى لا نتأخر على التلاميذ، وذلك بعد حذف منجزات ومبادئ حزب البعث وغيرهاquot;.

وقال إنه سيتم دراسة موضوع تدريس اللغة الكردية في المنهاج المدرسي لاحقاً بعد استقرار الوضع في سوريا.

و تطرق الجربا في حديثه الصريح والمفتوح الى الحكومة الانتقالية المؤقتة التابعة للائتلاف والمكلفة بإدارة المناطق المحررة.

وأكد أنه لا يريد إقصاء أو تهميشا لأي مكون، لافتا الى سعي المعارضة إلى تأمين دعم لهذه الحكومة المصغرة.

ولم ينف الجربا تقصير حكومة الائتلاف في مسألة إغاثة اللاجئين و خاصة في إقليم كردستان العراق، مبررا ذلك بمدى فداحة وحجم المأساة.

انجازات الزيارة

وأكد الجربا أنه سيتم فتح مكتب لوحدة الدعم والتنسيق التابعة للائتلاف في أربيل للبدء بأعمال الإغاثة الإنسانية للاجئين في مخيمات محافظات الإقليم.

وشكر حكومة إقليم كردستان العراق لوقوفها إلى جانب الثورة السورية ممثلاً بشخص الرئيس مسعود البارزاني، مؤكدا أن الأكراد جزء أساسي من المعادلة الوطنية.