لاحظ مراقبون أن الرئيس الأميركي باراك أوباما خفف بدرجة كبيرة لهجته الخطابية بشأن الأزمة السورية في خطابه حول حالة الاتحاد مخفّضًا إلى حد كبير سقف التوقعات العالي، الذي وضعه هو نفسه قبل عام لا أكثر.


أعلن أوباما في الخطاب الذي ألقاه مساء الثلاثاء مواصلة quot;الضغط على النظام السوري، الذي قتل شعبه، وندعم قادة المعارضة الذين يحترمون حقوق كل السوريينquot;.

وكان أوباما توقع بجرأة في خطاب حالة الاتحاد عام 2012 أن يدرك الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه بأن التغيير في سوريا آتٍ لا محالة.

وقال أوباما في خطابه ذاك quot;مع انحسار مدّ الحرب اجتاحت الشرق الأوسط وشمال أفريقيا موجة تغيير امتدت من تونس إلى القاهرة، ومن صنعاء إلى طرابلس... وفي سوريا لا يساورني شك بأن نظام الأسد سيكتشف عمّا قريب بأن قوى التغيير لا مرد لها والكرامة الإنسانية لا تُنكرquot;.

يبدو أن بعض الشك يساوره الآن، على حد تعبير مجلة فورين بولسي، مشيرة إلى أن أوباما ألقى خطاب حالة الاتحاد عام 2012 بعد خمسة أشهر على دعوته الأولى إلى رحيل الأسد.

وفي صيف 2011، قال أوباما في بيان مكتوب quot;إن مستقبل سوريا يجب أن يقرره شعبها، ولكن الرئيس بشار الأسد يقف عقبة في الطريق. ومن أجل الشعب السوري حان الوقت لتنحّي الرئيس الأسدquot;.

اليوم ، بعد 18 شهرًا على تلك الدعوة، ما زال الأسد في السلطة، وما زالت الحرب الأهلية مستعرة، ليرتفع عدد ضحاياها إلى 70 ألف قتيل، بحسب مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان. ورفضت إدارة أوباما التدخل أبعد من تقديم قدر محدود من المساعدات الإنسانية.

وكما كشفت صحيفة نيويورك تايمز أخيرًا فإن البيت الأبيض قرر الامتناع عن تسليح المعارضة السورية وتدريب مقاتليها، رغم اعتراضات وزارة الخارجية ووزارة الدفاع ووكالة المخابرات المركزية.

وأعلن أوباما مساء الثلاثاء أن الولايات المتحدة ستقف في الشرق الأوسط مع المواطنين في مطالبتهم بحقوقهم العامة، وتدعم الانتقال الديمقراطي في ظل الاستقرار.

وقال أوباما إن العملية ستكون شائكة، ولا يمكن أن نفترض أن الولايات المتحدة quot;ستكون قادرة على تحديد مسار التغيير في بلدان مثل مصر، ولكنها ستصرّ على احترام حقوق الجميع الأساسيةquot;. ولم ينس أوباما أن يعلن وقوف الولايات المتحدة quot;بثبات مع إسرائيل في السعي إلى تحقيق الأمن والسلام الدائمquot;. وأوضح أوباما quot;هذه هي الرسائل التي سأنقلها عندما أزور الشرق الأوسط خلال الشهر المقبلquot;.