مرّ أحد المقربين من حزب الله قرب مسجد بلال بن رباح، فاستنفر الشيخ أحمد الأسير مناصريه، وحمل معهم السلاح، مؤكدًا أن سيارات تابعة لحزب الله كانت تستعد لمهاجمة المسجد، ودعا مناصريه للتحضر للاستشهاد.

بيروت: خيمت أجواء من التوتر على مدينة صيدا اليوم الجمعة، بعدما شهد محيط مسجد بلال بن رباح استنفارًا مسلحًا لأنصار الشيخ أحمد الأسير، شارك فيه الأسير بنفسه، على ما ذكرته مصادر إعلامية نقلت عنه قوله لأنصاره: quot;تحضروا للاستشهاد ولو وصل الدم إلى الرؤوسquot;. كما شوهدت في المحيط عناصر مسلحة ومقنعة.
وقد رد أنصار الأسير استنفارهم العالي إلى تعرضهم لاستفزازات متعددة من قاطني شقق في المنطقة، كان الأسير اتهمهم بمراقبته بشكل لصيق. ونقلت جريدة النهار اللبنانية عنهم تأكيدهم أن رجالًا مسلحين خرجوا من هذه الشقق وأطلقوا التهديدات، ما دفعهم إلى التجمع بسرعة والاستعداد عسكريًا لمواجهتهم.
تعبئة وحشد
على الصفحة الرسمية لمحبي الاسير على موقع فايسبوك، تواترت الأخبار عن التوتر الأمني الكبير في محيط المسجد، كما أوردتها صحف لبنانية، ومنها تواجد سيارات رباعية الدفع بزجاج أسود داكن تجوب الشوارع المحيطة بالمسجد مستفزة الأهالي والمصلّين، متحدثة عن قلق يسود المنطقة.
وأحد هذه الأخبار حمل عنوان quot;خطير جداquot;، وفيه أن الأسير يطلب من جميع مناصريه quot;التوجه فورًا إلى المسجد بسبب اعتداء منظّم على المسجد، كما يرجو من جميع المناصرين أن لا يحتكوا بالقوى الأمنية وألا يتعاطوا مع أحد والدخول فورًا إلى خيمة المسجد الخارجيةquot;.
ثم ورد خبر عن انسحاب الجيش اللبناني من المنطقة، quot;وتعتيم اعلامي رهيب تمهيدًا للعمل العسكري المشبوه الذي ينوي عناصر حزب الله القيام به ضد مسجد بلال بن رباح والشيخ احمد الاسيرquot;.
رواية الأسير الرسمية
ثم نشر أنصار الأسير روايتهم لما حصل على الصفحة نفسها. وهي الآتية: quot;عاجل: الرواية الرسمية من قبلنا وبعجالة: بعد خطبة الجمعة اليوم للشيخ أحمد الأسير في مسجد بلال بن رباح والتي دعا فيها الجميع (أهالي، أمنيين، سياسيين، وعسكريين) للقيام بواجبهم لحماية المسجد من المراكز العسكرية المشبوهة التي زرعها حزب إيران في محيطه، إنسحبت على إثرها القوى الأمنية والجيش لتأتي سيارات رباعيّة الدفع، مظللة الزجاج، مدججة بالسلاح، تابعة لشبّيحة معروفين ومرتهنين لحزب إيران ومناصريه في صيدا، حيث أخذت تجوب في محيط المسجد وتستفز المصلين والجيران ما اعتبره أنصار الشيخ الأسير محاولة لاقتحام المسجد وتصفية الشيخ المتواجد في داخله لأداء صلاة العصر على غرار ما فعلوا في 7 أيار 2008 في مراكز معارضيهم، الأمر الذي أدّى إلى استنفار الحرس الخاص بالمسجد لحمايته. وتسود الآن حالة من الترقب الشديد في ظل إنتشار كثيف للجيش والقوى الأمنية في محيط المسجد !! كما دعا الشيخ أحمد الأسير جميع مناصريه إلى عدم إتخاذ أي قرار فردي وعدم التعاطي مع القوى الأمنية والجيش والبقاء على حالة التأهّب للدفاع عن النفس فقط وعدم الإنجرار لأي إستفزاز، وبخصوص المناصرين من خارج صيدا، طلب الشيخ منهم عدم القدوم إلى المسجد والبقاء في حالة إستعداد لأي طارئquot;.
دوريات أمنية
كشفت مصادر إعلامية أنّ الأسير استنفر مناصريه إثر وجود الشيخ صهيب حبلي، المقرب من quot;حزب اللهquot;، قريبًا من مسجد بلال بن رباح، وهو ما عدّه الأسير استفزازًا له. وأكدت هذه المصادر أن حبلي كان متوجهًا إلى أحد المحلات التجارية القريبة من المسجد، ثم غادره من دون أن يأتي بأي فعل استفزازي.
وعلى أثر هذا الاستفزاز، استقدم الجيش اللبناني تعزيزات كبيرة إلى منطقة التوتر، وأكدت المراجع الأمنية أن الوضع الأمني في صيدا تحت السيطرة تمامًا، وأن الجيش اللبناني يسيّر الدوريات في كل أنحاء المدينة، وليس هناك ما يدعو إلى القلق. كما قال وزير الداخلية مروان شربل إن الجيش سيطلق النار على كل من يحمل سلاحًا، وممنوع أن يظهر السلاح في صيداquot;.
وأوضح شربل في حديث صحافي أن هناك شقتين كان يأتي اليها طلاب من الجنوب للدراسة في الجامعات، اعتبرها الأسير وانصاره مراكز مراقبة تعمل لصالح حزب الله.
الإضرار بصيدا
من جانبه، استنكر أسامة سعد، أمين عام التنظيم الشعبي الناصري، الانتشار المسلح في عبرا لأنصار الأسير، قائلًا إنه أدى إلى ترويع الناس، ودفع بعض سكان عبرا إلى مغادرة منازلهم.
ورأى سعد أن الانتشار المسلح اليوم، مضافةً إليه سلسلة الإنذارات والتهديدات خلال الأيام الأخيرة، قد ألحق أفدح الأضرار بالأمن والاستقرار في صيدا، وبالحركة التجارية والاقتصادية فيها.
كما استنكر سعد هذه الممارسات التي لا تنتج إلا الخسائر الصافية لصيدا وأبنائها في حياتهم اليومية ومصالحهم وأرزاقهم، فضلًا عن القلق وعدم الاستقرار، محملًا الحكومة مسؤولية الانفلات الأمني الذي لم يكن ليحصل لولا تهاونها بأمن الناس، ولولا سياسة التجاهل التي تعتمدها بعض المرجعيات الحكومية، quot;فوزير الداخلية الذي يفترض به أن يكون المسؤول الأول عن الأمن يتجاهل انتشار المسلحين والمقنعين في عبرا، ويعتبر أن كل شيء على ما يرام.