يلقي المشهد السوري بتداعياته الثقيلة على الوضع الداخلي اللبناني، حيث اندلعت اشتباكات جديدة بين مناصرين لاحمد الأسير وآخرين مؤيدين لحزب الله الشيعي في مدينة صيدا، مما أدى إلى وقوع ثلاثة قتلى.


صيدا: قتل ثلاثة اشخاص وجرح سبعة آخرون الاحد في اطلاق نار بين مناصرين لاحمد الأسير وآخرين مؤيدين لحزب الله في مدينة صيدا في جنوب لبنان، بحسب ما افاد مصدر امني وكالة فرانس برس.

وقال المصدر ان quot;ثلاثة اشخاص قتلوا وجرح سبعة آخرون جراء اشكال واطلاق نار بين مناصرين لاحمد الاسير وآخرين مؤيدين لحزب اللهquot; وقع في منطقة تعمير عين الحلوة في مدينة صيدا، مشيرا الى ان احد الجرحى هو quot;مسؤول حزب الله في المنطقةquot;.

وافاد مراسل فرانس برس في المدينة الى ان اثنين من القتلى هما لبنانيان مرافقان لاحمد الأسير، في حين ان الثالث هو مراهق مصري يبلغ من العمر 16 عاما.

واشار المراسل الى ان الاسير، هو شيخ مناهض لحزب الله ومؤيد للاحتجاجات المطالبة باسقاط الرئيس السوري بشار الاسد، كان قد وضع الجمعة مهلة زمنية مدتها 48 ساعة لإزالة كل الصور واللافتات في صيدا quot;التي ترفع شعارات مؤيدة لحزب الله وحلفائه الداعمين للمشروع السوري الايرانيquot;، بحسب تعبيره.

واوضح ان الحزب قام الاحد برفع هذه الصور والشعارات من داخل المدينة بمواكبة من الجيش اللبناني، الا ان مناصري الاسير دخلوا الى منطقة تعمير عين الحلوة التابعة لصيدا والمجاورة لمخيم عين الحلوة، وهو الاكبر للاجئين الفلسطينيين في لبنان.

واوضح ان مناصري الاسير قاموا بتمزيق صورة للامين العام لحزب الله حسن نصر الله، ما ادى الى تضارب بالعصي مع انصار الاخير تطور الى اطلاق نار.

وقال المراسل ان الجيش اللبناني عزز اجراءاته في المنطقة التي تشهد توترا على خلفية الحادث. كما قام مناصرو الاسير بقطع الطريق الرئيسية بين الجنوب وبيروت لبعض الوقت، واعتدوا على بعض السيارات ومنها سيارة اسعاف تابعة للتنظيم الشعبي الناصري، وهو حزب سني في صيدا حليف لحزب الله.

ودعا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي كل الاطراف الى quot;ضبط النفسquot;، طالبا من وزير الداخلية والبلديات مروان شربل دعوة مجلس الأمن الفرعي في الجنوب الى اجتماع طارئ لمعالجة الحادث واتخاذ الاجراءات الكفيلة بضبط الوضع، بحسب ما جاء في بيان لرئاسة الحكومة.

وقال ميقاتي quot;ندعو الجميع الى الهدوء والتروي وضبط النفس وعدم السماح لأي كان بافتعال أحداث امنية في هذا الظرف الدقيق والحساسquot;، مؤكدا ان quot;السلطات المختصة لن تتهاون في ضبط الوضع الأمني ومنع العبث بأمن المواطنينquot;، بحسب البيان.

ويأتي هذا الحادث وسط انقسام الاطراف اللبنانيين بين مؤيدين ومعارضين لنظام الرئيس بشار الاسد في سوريا التي تشهد نزاعا منذ نحو 20 شهرا، ما انعكس اشتباكات بين الطرفين ادت الى سقوط قتلى، لا سيما في مدينة طرابلس (شمال) ذات الغالبية السنية.

كما تسبب اغتيال مسؤول امني بارز بتفجير سيارة مفخخة في شرق بيروت في 19 تشرين الاول/اكتوبر الماضي، في رفع منسوب التوتر السياسي، مع اتهام المعارضة المناهضة لسوريا دمشق بتنفيذ العملية، ومطالبتها الحكومة بالاستقالة بسبب quot;تغطيةquot; المرتكبين.

وبرز الاسير على الساحة اللبنانية بسبب مواقفه المؤيدة لاسقاط النظام في سوريا، وهو يتهم حزب الله بتلقي الدعم من quot;المحور السوري الايرانيquot; واستخدام ترسانته العسكرية للتأثير في الشؤون السياسية الداخلية.

ويؤكد الحزب ان هذه الترسانة مخصصة لمقاومة اسرائيل، من دون ان يخفي تأييده لنظام الرئيس الاسد في سوريا. وسبق للامين العام للحزب حسن نصر الله ان اعلن في تشرين الاول/اكتوبر الماضي ان مؤيدين له مقيمين في اراض سورية على الحدود مع لبنان، يقاتلون في سوريا بمبادرة شخصية منهم quot;بغرض الدفاع عن النفسquot;.

كما يأتي الحادث قبل ايام من احياء الشيعة في لبنان والعالم الاسلامي ذكرى عاشوراء ومقتل الامام الحسين، والتي تعد ذات رمزية عالية. ويقوم حزب الله عادة في هذه المناسبة برفع العديد من اللافتات والشعارات في المناطق التي لديه حضور فيها.