يواصل وفد مجلس الشورى السعودي اليوم زيارته الرسمية إلى بريطانيا حيث من المتوقع أن يجتمع اليوم مع وزير الخارجية البريطاني ورئيس المحكمة العليا. وخلال اجتماع مع الشيخ عبدالله آل الشيخ نوّهت رئيسة مجلس اللوردات البريطاني أمس بالعلاقات بين الرياض ولندن.


لندن: يجتمع وفد مجلس الشورى السعودي برئاسة رئيس المجلس الشيخ عبدالله آل الشيخ اليوم مع وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ ورئيس المحكمة البريطانيا العليا. وتتركز المحادثات على سبل تعزيز العلاقات البرلمانية بين مجلس الشورى والبرلمان البريطاني في غرفتيه العموم واللوردات وفتح قنوات للحوار الثنائي بين الجانبين وتفعيل دور لجنتي الصداقة في البلدين لتطوير التعاون بين الجانبين.

وتستمر زيارة الوفد الرسمية إلى بريطانيا التي بدأت أمس ثلاثة أيام. ويضم الوفد المرافقلآل الشيخ أعضاء مجلس الشورى الدكتور حمزة بن حسين الشريف، والدكتور زهير بن فهد الحارثي، والأستاذ سعود بن عبد الرحمن الشمري، والدكتور سعيد بن عبد الله الشيخ، والدكتور عمرو بن إبراهيم رجب، والدكتورة ثريا بنت أحمد عبيد، والدكتورة نهاد بنت محمد الجشي.

ونوّهت رئيسة مجلس اللوردات البريطاني البارونة دي سوزا بالعلاقات التاريخية بين السعودية وبريطانيا، وأكدت خلال اجتماعها مع رئيس مجلس الشورى في مقر البرلمان البريطاني في لندن أمس حرص القيادتين في البلدين على تعزيز العلاقات وتطويرها بما يخدم مصالح الشعبين، وعدت الزيارة فرصة للتعرف على مجلس الشورى ودوره في المجالين الرقابي والتشريعي بالمملكة. وحضر الاجتماع السفير السعودي لدى بريطانيا الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز.

وتم خلال الاجتماع الذي حضره أيضًا رئيس لجنة الصداقة البريطانية - السعودية في البرلمان البريطاني دانيال كاوزنسكي وعدد من أعضاء مجلسي العموم واللوردات، استعراض العلاقات الثنائية بين المملكتين في مختلف المجالات، وسبل تطوير العلاقات البرلمانية.

وكان رئيس مجلس الشورى استمع إلى إيجاز عن البرلمان البريطاني خلال اللقاء التعريفي الذي عقده البرلمان البريطاني له وأعضاء الوفد المرافق بحضور الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز.

وقدم كل من عضو مجلس العموم اندرو لا نسانس وعضو مجلس اللوردات اللورد جونثان هبكن هيل نبذة تاريخية عن البرلمان البريطاني، حيث يعد أول برلمان في العالم، وأشارا إلى آلية العمل في المجلسين ودورهما في مناقشة الموضوعات والقضايا والعلاقة بين مجلس العموم والحكومة البريطانية، ودور المجلس في سن الأنظمة والقوانين وخدمة قضايا الشعب البريطاني.

الشورى يعبر عن الشعب

وتحدث آل الشيخ بدوره، عن هيكلة مجلس الشورى وطريقة عمله وعدد أعضائه، متحدثًا عن انضمام 30 سيدة للمجلس، وأن مجلس الشورى السعودي يعبر عن الشعب وينطلق من مفهوم الشورى في الإسلام، ومنهج الشورى الذي التزمت به المملكة العربية السعودية منذ توحيدها على يد المؤسس الملك عبد العزيز.

وأكد أن العمل في مجلس الشورى لا يختلف في منهجه عن العمل البرلماني، فهو يمارس الدور الرقابي والتشريعي، حيث إن جميع الأنظمة تدرس وتناقش في مجلس الشورى وتتم الموافقة عليها من قبل المجلس، لافتًا النظر إلى أن النقاش في المجلس يتجه صوب المصلحة العامة للوطن والمواطن.

تعيين السيدات خطوة كبيرة

بدوره، قال رئيس مجلس العموم البريطاني أندرو لنزلي: quot;وجدت أن هناك نقاط توازٍ بين مؤسستنا البرلمانية ومجلس الشورى السعودي، وإذا نظرنا إلى برلماننا الذي تأسس منذ مئات السنين، ونرى أننا ما زلنا نتعلم ونطور عملنا، نرى أن مجلس الشورى الذي تأسس فعليًا منذ 20 سنة يتطور ويعمل بقانون تشريعات واضح ويعكس كيفية عمل الحكومةquot;.

وفي تقييمه لعمل مجلس الشورى السعودي قال لنزلي لـ quot;الشرق الأوسطquot; quot;أرى أن تعيين سيدات في مجلس الشورى السعودي خطوة كبيرة ومهمة، وكما أوضح معالي رئيس مجلس الشورى فإن دور المجلس هو التعبير عن الشعب السعودي، نساءً ورجالاً، والمرأة الآن في موقع أقوى لتحقيق هذا، فالمسألة ليست تخص الخبراء الذين يوجدون داخل المجلس فحسب بل أيضا بمستوى التمثيل للناسquot;.

وحول إمكانية تبادل الخبرات أكد لنزلي أن quot;زيارة هذه البعثة من مجلس الشورى السعودي تعتبر مهمة جدًا، لأن لكل بلد سياسته في العمل البرلماني وهو يعكس في حد ذاته النظام السياسي للبلد، وبالتأكيد التعرف على تجارب الآخرين عن قرب مفيد، فهم تجارب الآخرين وكيفية أخذ نظريات الناس أو الشعوب وتقديمها وتدارسها داخل البرلمان هي أهم العناصر، وكان لنا المزيد لنتعلمه ونحاول هنا أيضًا تطوير كيفية سير عملنا، ومن الواضح جدًا أن مجلس الشورى السعودي يتطور أيضًاquot;.

هذا واجتمعت مساء أمس الدكتورة ثريا بنت أحمد عبيد، والدكتورة نهاد بنت محمد الجشي من مجلس الشوري السعودي، ببرلمانيات بريطانيات حيث تمت مناقشة مواضيع في عدة مجالات منها الصحة والتعليم.

نمو مضطرد

إلى ذلك، أكّد السفير السعودي لدى المملكة المتحدة الأمير محمد بن نواف، أن العلاقات بين مجلس الشورى ومجلسي العموم واللوردات البريطاني في المملكة المتحدة تشهد نمواً مطرداً. وأوضح بمناسبة الزيارة الرسمية التي يقوم بها رئيس مجلس الشورى quot;أن هذا الجانب من العلاقات بين البلدين شهد في الفترة الأخيرة تميزاً نوعياً في تكثيف التعاون المشترك بينهماquot;.

وأشار إلى أن زيارة رئيس المجلس ولقاءاته برئيسي مجلسي العموم واللوردات ستعطي دفعة لهذا الجانب من علاقات التعاون الثنائي، بما يخدم مصلحة البلدين ويعزّز من التفاهم المشترك.

وأضاف أن جانباً من محادثات رئيس مجلس الشورى مع نظرائه البريطانيين سيبحث في سبل تعزيز مجالات التعاون الموجودة بين الجانبين مثل لجنتي الصداقة في البلدين، وفتح آفاق جديدة للتعاون في عدد من الجوانب، كاشفاً أن زيارة الدكتور آل الشيخ والوفد المرافق له لبريطانيا تتضمن لقاءات مهمة مع الوزراء وكبار المسؤولين، سواء على صعيد البرلمان البريطاني أم الخارجية أم قطاعات برلمانية بريطانية أخرى، مؤكداً أن هذه الزيارة ستسفر عن نتائج ستنعكس بالإيجاب على علاقة مجلس الشورى بمجلس العموم البريطاني بشكل خاص وعلى العلاقات الثنائية بين البلدين بشكل عام.