أثار طلب عدنان منصور إعادة سوريا إلى الجامعة العربية استهجانًا لبنانيًا، إذ وصف سعد الحريري الطلب بأنه الخلاصة الحقيقية للدور القبيح الذي تقارب من خلاله الحكومة اللبنانية الاحداث الدموية في سوريا، بينما وصفه سمير جعجع بأنه وصمة عار على جبين كل لبناني حرّ.



لقيت مطالبة عدنان منصور، وزير الخارجية اللبناني، برفع تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية اليوم أصداء كبيرة في البيت اللبناني، غلب عليها الاستنكار، خصوصًا أن منصور أكد في خطابه أمام اجتماعات الدورة الـ139 لوزراء الخارجية العرب أن الجامعة فشلت في مساعيها لحل الأزمة السورية، ولم تنجز سوى تعليق عضوية سوريا.
وكان منصور قال إن الجميع يقف عاجزًا عن تحقيق الحل السياسي في سوريا عبر الحوار الوطني بين الأفرقاء، quot;ونثبت للعالم أننا فشلنا في ذلك، وكل ما نجحنا فيه هو تعليق مشاركة سوريا في إجتماعات الجامعة العربيةquot;.
أضاف: quot;لنعد سوريا إلى حضن جامعتها العربية، ولنرفع تعليق مشاركتها في إجتماعاتنا، فالتواصل مع سوريا لإنقاذها واحتضانها من جديد ضرورة من أجل الحل السياسيquot;.
وقد أتى هذا الطلب اللبناني بينما كانت المعارضة السورية متفائلة بتسليم مقعد سوريا الخاوي للائتلاف السوري المعارض، على سبيل الاعتراف به ممثلًا شرعيًا ووحيدًا للشعب السوري، ليكون ذلك منطلقه نحو اعتراف دولي بمكانته السورية.

دور قبيح
في تعليق سريع على خطاب منصور في اجتماع وزراء الخارجية العرب، أصدر رئيس الحكومة السابق سعد الحريري بيانًا قال فيه إن دعوة منصور إلى فك تجميد عضوية النظام السوري في الجامعة العربية هي الخلاصة الحقيقية للدور القبيح الذي تقارب من خلاله الحكومة اللبنانية الاحداث الدموية في سوريا.
وتساءل بيان الحريري: quot;أين هي حكومة لبنان من الخطاب الذي ألقاه باسمها وزير الخارجية في اجتماع الجامعة العربية؟ هل نحن أمام وزير يتحدث فعلًا باسم الجمهورية اللبنانية ورئيسها؟ وباسم الحكومة ورئيسها؟ أم نحن أمام وزير خارجية ايران، أو في احسن تقدير أمام وزير ينفذ أوامر جهة سياسية تمسك بزمام الأمر الحكومي، وتفرض على لبنان، الدولة والمؤسسات والشعب، مواقف لا وظيفة لها سوى الإساءة إلى علاقات لبنان وتعريض المصلحة الوطنية لمخاطر جسيمة؟quot;

أطاح بالنأي بالنفس
أضاف الحريري في بيانه: quot;وجد النظام السوري من ينطق باسمه على منبر الجامعة العربية، ووزير خارجية لبنان تولى تنفيذ هذا التكليف الاسود، الذي يتنافى مع أبسط قواعد التضامن العربي، ويطيح بكل الادعاءات المتعلقة بسياسة النأي بالنفسquot;.
وتابع قائلًا: quot;إننا لا نعبر عن رفضنا لهذا الموقف ونضعه في خانة الخضوع لأوامر خارجية فحسب، لكننا ندعو القوى السياسية المؤتمنة على سلامة لبنان وعلاقاته العربية إلى إشهار الرفض الكامل لسياسات الحكومة العشوائية. هذه الحكومة تطلب من كل اللبنانيين المشاركة في تغطية جرائم بشار الاسد، واللبنانيون ليسوا أجراء عند بشار الاسد أو عند إيران ووكيله السياسي والعسكري في لبنان. اللبنانيون يطلبون من هذه الحكومة أن تكشف عن وجهها الحقيقي لتقول للعرب ولكل العالم إنها حكومة نظام بشار الاسد وحزب الله في لبنانquot;.

قائم بأعمال الأسد
أطلقت الأمانة العامة لقوى 14 آذار لقب القائم بأعمال النظام السوري في لبنان على منصور، ورفضت في بيان أصدرته اليوم دعوة هذا القائم بالأعمال جامعة الدول العربية إلى التراجع عن قرار تعليق عضوية النظام السوري في الجامعة العربية.
وأكدت الأمانة العامة في بيانها أن صفة وزير الخارجية اللبنانية، التي لم تكن يومًا الصفة الواقعية لطبيعة عمل منصور، quot;بدأت تشكل خطرًا فعليًا على الدولة اللبنانية وعلى اللبنانيين ومصالحهم، خصوصًا في ضوء مواقف دول مجلس التعاون الخليجي المستنكرة لدعوات منصورquot;، داعيةً إلى وضع حد لتصرفات منصور، واتخاذ التدابير الدستورية الكفيلة برفع الغطاء الرسمي الذي يوظفه في خدمة نظام الأسد وسياساته العدوانية تجاه شعبه والكيان اللبناني والشرعيتين العربية والدولية.

إلى متى السكوت؟
كذلك، ردّ سمير جعجع، رئيس حزب القوات اللبنانية، على منصور، قائلًا: quot;لا يشرّفنا أبدًا كلام الوزير عدنان منصور في لقاء وزراء الخارجية العرب، وكان الاجدر به أن يأخذ في الاعتبار مشاعر الأكثرية الكبرى من اللبنانيين قبل أن يتخذ موقفًا من الثورة السورية، أو أقلّه أن يحصل على موافقة حكومته قبل أن يطرح إعادة العمل بعضوية النظام السوري في الجامعة العربية، في محاولة لإعادة تعويمه وتقديمه على الساحة العربية بعد كل ما حدث في سورياquot;.
وكما الحريري، تساءل جعجع عن حقيقة الالتزام بسياسة النأي بالنفس، quot;التي أقرّتها وكرّرتها هذه الحكومة الفاشلة والفاسدة، والتي يشارك فريق منها عبر مجموعاته المسلّحة في الحرب إلى جانب النظام السوري، ويسمح وزير خارجيتها لنفسه أن يهين لبنان ويستهين بشعبه، ويتحوّل ناطقًا رسميًا لبشّار الاسد في المحافل العربية والدوليةquot;.
وسأل جعجع الرئيسين ميشال سليمان ونجيب ميقاتي عن الذي جرى، quot;وعن وصمة العار التي وصمها هذا الوزير على جبين كل لبناني حر، ونكرر دعوتنا الى استقالة هذه الحكومة، ونسأل من تبقى فيها من أحرار، الى متى هذا السكوت؟ ألم يحن وقت الاستقالة بعد من هذه الحكومة التي فشلت وفسدت إلى حدود التهديد بإفساد سمعة لبنان في العالم، عبر نأيها الكامل بنفسها عن كل واجباتها وحقوق اللبنانيين، باستثناء تغطية إرهاب النظام السوري المتمادي؟quot;.