شنّ مقاتلون سوريون فجر الأحد هجومًا مفاجئًا على بابا عمرو في مدينة حمص، وذلك بعد نحو عام من سيطرة القوات النظامية عليه. وتعرض الحي في وسط المدينة التي يعدها الناشطون quot;عاصمة الثورةquot; لقصف عنيف طوال أكثر من شهر مطلع العام 2012.


بيروت: تدور اشتباكات عنيفة الاحد في حي بابا عمرو في وسط مدينة حمص، بعد نحو عام من سيطرة القوات النظامية عليه وقيام الرئيس السوري بشار الاسد بزيارته، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن quot;مقاتلين من الكتائب المقاتلة شنوا فجر اليوم هجومًا مفاجئًا على بابا عمرو، ودخلوا اليه وباتوا موجودين في كل ارجاء الحيquot; الذي سيطرت عليه القوات النظامية في الاول من آذار (مارس) 2012.

من جهته، قال ناشط قدم نفسه باسم عمر، وهو على تواصل مع المقاتلين على الارض، إن quot;الثوار تسللوا خلال الليل إلى بابا عمرو، ولم تدرك الحواجز العسكرية التابعة للقوات النظامية ذلك الا بعدما اصبح المقاتلون في داخل الحيquot;.

وتعرض الحي ذو الرمزية العالية في وسط المدينة التي يعدها الناشطون المعارضون quot;عاصمة الثورةquot; ضد النظام السوري، لقصف عنيف طوال اكثر من شهر مطلع العام 2012، قبل أن تفرض القوات النظامية سيطرتها عليه.

وفي اشارة إلى اهمية الحي، قام الرئيس بشار الاسد في 27 آذار (مارس) 2012 بجولة في الحي لتأكيد أن الحياة عادت إلى طبيعتها فيه. وادت المعارك واعمال القصف في الحي إلى مقتل المئات بحسب المرصد السوري، بينما تم العثور في مراحل لاحقة على العديد من الجثث في احياء مختلفة، بينهم نازحون من بابا عمرو.

كما لقي صحافيان اجنبيان هما الاميركية ماري كولفين (quot;صنداي تايمزquot; البريطانية) والمصور الفرنسي ريمي اوشليك، مصرعهما في 22 شباط/فبراير من العام نفسه جراء قصف تعرض له مركز اعلامي اقامه الناشطون في الحي.

وتشنّ القوات النظامية منذ الرابع من آذار (مارس) الجاري حملة على احياء محاصرة في وسط المدينة تعد معاقل للمعارضين، منها الخالدية واحياء حمص القديمة، علمًا أن النظام يسيطر على نحو 80 في المئة من احياء حمص.

وأوضح عبد الرحمن أن النظام quot;بسيطرته على الاحياء الاخرى، خفف من وجوده فيها وركز على الخالدية (...) استغل المقاتلون هذا الامر لشن هجوم مباغت على بابا عمروquot; الواقع في جنوب غرب حمص.

إلى ذلك، أكد معارضون سوريون ارتفاع حصيلة قتلى السبت إلى 111، سقط معظمهم في دمشق وريفها، وسط الإعلان عن تقدم عسكري للجيش الحر في المناطق الشرقية، كما قال ناشطون إن القوات الموالية للأسد أطلقت صباح الأحد صاروخ سكود باتجاه مناطق الشمال.

وقالت لجان التنسيق المحلية في سوريا، وهي هيئة معارضة، إنها استطاعت توثيق مقتل 111 شخصًا، بينهم ستة أطفال وثلاث سيدات، وتوزع القتلى بواقع 44 في دمشق وريفها و18 في حلب و17 في الرقة و13 في إدلب وستة في حمص وخمسة في درعا وأربعة في دير الزور وثلاثة في حماه، وقتيل في كل من اللاذقية والحسكة.

هذا وقد وثقت اللجان 378 نقطة للقصف في مختلف المدن والبلدات السورية: واستهدفت أعنف الغارات الجوية أحياء حمص وبلداتها، كما ذكرت أن صاروخاً من طراز quot;سكودquot; انطلق من القطيفة بريف العاصمة حيث مقر اللواء 155 باتجاه الشمال السوري.