يواصل النظام السوري شن غاراته على حي بابا عمرو في حمص، فيما تدور معارك في إحدى بلدات المحافظة على الحدود اللبنانية. ودعت الأمم المتحدة إلى زيادة المساعدات للاجئين بعد أنّ تخطى عددهم عتبة المليون مع مرور عامين على الأزمة.


بيروت: شنّ الطيران الحربي السوري اليوم الاربعاء سلسلة غارات جوية على حي بابا عمرو في مدينة حمص، الذي يشهد اشتباكات بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية، بينما تدور معارك في احدى بلدات المحافظة على الحدود اللبنانية، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد ظهر اليوم quot;نفذت طائرة حربية غارة جوية جديدة استهدفت منطقة في حي بابا عمروquot;، الذي عاد مقاتلو المعارضة اليه بعد عام من سيطرة القوات النظامية عليه. وكان المرصد افاد صباحًا عن تعرض الحي لغارة جوية، تزامنًا مع استمرار الاشتباكات بين المقاتلين والقوات النظامية على اطراف الحي الواقع في جنوب غرب مدينة حمص وسط البلاد.

وفي محافظة حمص، افاد المرصد عن quot;استشهاد اربعة مقاتلين من الكتائب المقاتلة خلال اشتباكات مع القوات النظامية في قرية جوسية على الحدود السورية اللبنانيةquot;، متحدثًا عن quot;معلومات عن مقتل وجرح وأسر جنود القوات النظامية على الحاجزquot;.

في محافظة ادلب (شمال غرب)، تدور اشتباكات عنيفة في محيط بلدة حيش تزامنًا مع قصف من القوات النظامية التي تحاول quot;فك الحصار على معسكري وادي الضيف والحامدية وايصال الامدادات العسكرية لهماquot;، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرًا ويعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في مختلف المناطق السورية.

ونقل المرصد عن ناشط التقى عشرة جنود فروا ليل امس من معسكر الحامدية، قولهم إن الوضع في المعسكر المحاصر منذ اشهر quot;سيىء جدًا ولا يوجد طعامquot;، وأنهم كانوا في انتظار quot;قافلة الامدادات التي كان من المتوقع أن تصل منذ ايام، الا أن الاشتباكات العنيفة في محيط بلدة حيش أعاقت تقدمهاquot;.

ويفرض المقاتلون حصارًا على المعسكرين منذ سيطرتهم على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية في محافظة ادلب، ما اتاح لهم إعاقة الامدادات المتجهة إلى حلب (شمال). في حلب، نفذ الطيران الحربي غارات جوية عدة على محيط مطار منغ العسكري حيث تدور اشتباكات منذ بدء مقاتلي المعارضة quot;معركة المطاراتquot; في 12 شباط (فبراير) الماضي، للسيطرة على المطارات العسكرية في المحافظة.

وأدت أعمال العنف الثلاثاء إلى مقتل 110 اشخاص، بحسب المرصد. وسقط في النزاع المستمر منذ عامين نحو 70 الف شخص، بحسب ارقام الامم المتحدة.

مقتل مستشار يعمل للإتحاد الأوروبي

هذا وأعلن الاتحاد الاوروبي اليوم أن مستشارًا سوريا لبعثة الإتحاد في دمشق قتل الثلاثاء في هجوم صاروخي في الضاحية التي كان يقيم فيها. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون في بيان انها quot;علمت بحزن شديد بموت أحمد شحادة المستشار في ممثلية الاتحاد الاوروبي في سورياquot;.

وشحادة سوري في الثانية والثلاثين من العمر كان احد الذين ما زالوا يعملون في مكتب الاتحاد بعد رحيل آخر الاجانب في كانون الاول/ديسمبر بسبب تصاعد المعارك في العاصمة السورية. واوضحت اشتون ان شحادة الذي كان يهتم خصوصا بمسائل تجارية quot;قتل بصاروخ اطلق في ضاحية داريا حيث كان يقيمquot;، بينما كان يقدم مساعدة انسانية لسكان.

أزمة اللاجئين السوريين

إلى ذلك، دعت الامم المتحدة الاربعاء المجتمع الدولي الى زيادة المساعدات للاجئين السوريين الذين فروا من صراع quot;لا نهاية لهquot; في بلدهم، محذرة من أن امتداد الصراع يشكل quot;تهديدًا هائلاًquot; للمنطقة. ودعا انطونيو غوتيريس المفوض الاعلى لشؤون اللاجئين، خلال مؤتمر صحافي في عمان، quot;البرلمانات والحكومات في العالم إلى اقرار مساعدات استثنائية لدعم الضحايا السوريين والدول التي استقبلتهمquot;.

وحذر من أنه quot;إن لم يحصل ذلك، فإن ميزانية الامم المتحدة للمساعدات لن تمكننا من اداء واجبناquot;، مشيرًا إلى أنّ quot;الازمة ولسوء الحظ تستمر وتستمر بلا نهايةquot;.

وأعلنت المفوضية الاحد أن عدد اللاجئين السوريين تخطى عتبة المليون مع مرور عامين على الازمة في سوريا محذرة من أن هذا العدد مرشح للارتفاع مرتين أو ثلاث مرات مع نهاية السنة عمّا هو عليه الآن إن لم يتم وضع حد للازمة.

وأوضح غوتيريس أن quot;هذا امر لن تستطيع الدول المضيفة ولا المنظمات الاغاثية أن تتعامل معه، الا إن حصلت على دعم اقوى بكثير من المجتمع الدوليquot;. وأشار إلى أنّ الاردن يستضيف الآن نحو 450 الف لاجىء سوري، داعيًا إلى تقديم المزيد من الدعم للمملكة.

ودعا غوتيريس إلى حل سياسي للصراع في سوريا والذي أدى حتى الآن إلى مقتل اكثر من 70 الفًا، وفقاً للامم المتحدة. وقال quot;إن نظرنا إلى المستقبل علينا أن نعرف أن هذا الصراع يشكل تهديدًا هائلاً للمنطقة، للسلام والأمن في المنطقة وأبعد من ذلكquot;.

وحضّ quot;اولئك الذين تقع على عاتقهم المسؤولية السياسية في العالم لبذل كل ما يمكن لايجاد الحل السياسي عاجلاً وليس آجلا، وان لم يحدث ذلك سنواجه سيناريو كارثيًا وقد يمتد هذا الصراع بسهولةquot;.

ووصل نحو ثمانية آلاف لاجىء سوري كل يوم في شباط (فبراير) الماضي إلى الدول المجاورة لسوريا مقابل ثلاثة آلاف في كانون الاول (ديسمبر)، بحسب غوتيريس. ويلجأ السوريون إلى لبنان والاردن وتركيا والعراق ومصر كما يفرّ عدد متزايد من السوريين إلى شمال أفريقيا وأوروبا.