أكد رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني تمسكه بخيار حق تقرير المصير للأكراد ملوحًا بالإنفصال عن العراق وأشار إلى أنّ الأزمة الحالية ليست بين بغداد وأربيل فحسب وانما العراق كله يعيش أزمة حقيقية كبيرة واعتبر ان سببها عدم الالتزام بالدستور وتنفيذ اتفاقات أربيل التي انبثقت منها الحكومة الحالية.


لندن: قال رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني إن العراق يعيش حاليًا في أزمة حقيقية كبيرة على جميع الاصعدة وهي ليست بين بغداد وأربيل وحدهما وانما في العراق كله بسبب عدم الالتزام بالدستور وتنفيذ اتفاقية أربيل بين القوى السياسية والتي انبثقت منها حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي الحالية اواخر عام 2010.

وجاء كلام بارزاني لدى افتتاح أعمال المؤتمر الدولي للتعريف بجرائم الإبادة الجماعية ضد الأكراد في مدينة أربيل الشمالية عاصمة الاقليم اليوم الخميس تحت شعار quot;من الدموع إلى الأملquot; بمشاركة مسؤولين حكوميين وحزبيين في الإقليم والحكومة الإتحادية حيث تصادف اليوم الذكرى 25 لقصف النظام السابق لمدينة حلبجة الكردية بالأسلحة الكيمياوية.

واعتبر أنّ اتفاقية أربيل تلك تمثل خارطة طريق للخروج من الأزمة التي سيسلك الاقليم الطريق الذي يراه مناسبًا في حال عدم تطبيق مبدأ الشراكة. ودعا إلى التمسك بالدستور والاحتكام إلى مواده من اجل إنقاذ الشعب العراقي من هذه الأزمات.

يذكر أن اتفاق أربيل الذي تم التوصل اليه في تشرين الاول (نوفمبر) عام 2010 برعاية مسعود بارزاني والذي ادى إلى تشكيل الحكومة الحالية قد نص على تشكيل مجلس السياسات الاستراتيجية العليا على أن يرأسه زعيم القائمة العراقية اياد علاوي وأن تقوم القائمة العراقية بترشيح شخصية لشغل منصب وزارة الدفاع واجراء مراجعة حول العديد من المناصب وخاصة الامنية منها وترشيح هيئة جديدة للمساءلة والعدالة لكن القوى السياسية تتهم رئيس الحكومة نوري المالكي بالتنصل من الاتفاق.

وتطرق بارزاني إلى دور الأكراد في بناء العراق قائلا quot;لقد نزفنا من اجل بناء عراق على اساس شراكة جميع الطوائف والقوميات وقمنا باعداد دستور صوت عليه اغلب العراقيين.. وتساءل قائلا quot;هل نحن شركاء وحلفاء ؟ اذا كان الجواب نعم فنحن نريد عملاً وفعلاً لاننا تعبنا من الاقاويل واذا كان الجواب كلا فكل طرف يتصرف بما يراه مناسباquot; في إشارة إلى أنّ خيار الانفصال هو أحد السبيل لتحقيق آمال وتطلعات الأكراد مشددًا على أنه لا أحد يستطيع استهداف الأكراد بعد اليوم.

وأكد أنّ الأكراد لايقبلون ان يكونوا تابعين لاحد حيث كان لهم دور رئيس واساسي في بناء العراق الحديث والمعاصر. وأضاف أنّ زمن الانفال (ضرب قوات النظام السابق للمناطق الكردية) وقصف المدن قد انتهى ولا يجرؤ شخص ان يستهدف الشعب الكردي بعد الان ولانتوقع بان شخصاً لايقبل بان نقرر مصيرنا بأنفسنا وان نعيش احراراً في ارضنا وهناك مستقبل مشرق أمامنا ولن نتراجع بخطواتناquot;.

وخاطب بارزاني الأكراد قائلا quot;يجب أن لا ننسى الماضي ولكن لانجعله ذريعة للانتقام ويجب أن نستمر في التسامح والتعايش وان كانت ضحايانا في سبيل الشعب وليس لمصالح شخصيةquot;.

وقال إن الحكومة الحالية ليست مسؤولة عن جرائم النظام السابق لكن البرلمان والحكومة الحاليين تقع عليهما مسؤولية قانونية في مسح آثار كارثة تلك الجرائم التي ستبقى في ذاكرة الاجيال المقبلة وما لها من آثار نفسية عميقة.

وكان وزير الخارجية هوشيار زيباري القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة بارزاني قال الاثنين الماضي إن الوزراء الأكراد مستعدون للانسحاب من الحكومة إذا امر رئيس إقليم كردستان بذلك. وأضاف زيباري أن quot;الوزراء الكرد مستعدون للانسحاب من الحكومة العراقية، إذا أمر بارزاني والقيادة الكردية بذلكquot;.

يذكر أنّ العراق يعيش منذ اكثر من ثلاثة اشهر أزمة سياسية على ضوء بدء احتجاجات واعتصامات وتظاهرات في محافظات عراقية شمالية وغربية تدعو إلى إطلاق المعتقلين والمعتقلات وإلغاء الاقصاء والتهميش للمكون السني وتعديل الدستور وقانوني الارهاب والمساءلة والعدالة لاجتثاث البعث حيث تعمقت الاسبوع الماضي بتصديق مجلس النواب العراقي على موازنة البلاد العامة للعام الحالي 2013 بغياب النواب الأكراد وعدم تضمينها مطالبهم بتسديد الحكومة المركزية لمستحقات الشركات النفطية العاملة في الاقليم والبالغة اربعة مليارات دولار.

وقد أدت هذه التطورات إلى مقاطعة وزراء القائمة العراقية والتحالف الكردستاني لاجتماع الحكومة الاسبوعي الثلاثاء الماضي. ويقاطع وزراء العراقية اجتماعات الحكومة منذ اكثر من شهرين دعمًا للاحتجاجات الشعبية في محافظات عدة بينما جاء غياب الوزراء الأكراد بعد سحبهم إلى أربيل احتجاجًا على المصادقة على الموازنة العامة لعدم تضمينها مطالبهم حيث تهدد القائمة والتحالف حاليا بسحب وزرائهما من الحكومة.