قالت إحدى جماعات حقوق الإنسان الدولية في تقرير لها اليوم السبت إن النظام السوري بدأ يوسع بالفعل من نطاق استخدامه للقنابل العنقودية المحظورة بشكل كبير، بالتزامن مع بدء دخول الصراع السوري عامه الثالث واستمرار سقوط الضحايا.


مع تواصل أعمال القتال بين القوات الموالية لنظام الرئيس الأسد وبين الثوار في مناطق متفرقة من البلاد، قال تقرير إن تلك القنابل العنقودية تُفتَح في الهواء، وتتناثر منها قنابل صغيرة، وهي تشكل تهديداً للمدنيين، لاسيما وأن عدداً كبيراً منها لا ينفجر على الفور، وذلك في الوقت الذي تحظر استخدامها كثير من دول العالم.

جاء هذا التقرير بعد يوم واحد فقط من حلول الذكرى السنوية الثانية لتلك الانتفاضة السورية، التي راح ضحيتها حتى الآن ما يقرب من 70 ألف، ونزوح ما يربو على 4 ملايين من أصل 22 مليون سوري، بحسب تقديرات خاصة بالأمم المتحدة.

مكاسب نسبية
ومازالت حالة من الجمود تهيمن على الصراع، رغم بعض المكاسب التي حققها الثوار أخيرًًا، ما أتاح لهم إمكانية فرض السيطرة على مساحات كبيرة من شمال البلاد وشرقها.

وفي ظل حالة الكرّ والفرّ الحاصلة بين الطرفين المتناحرين، مع تواصل العمليات من هنا وهناك، استمعت قمة للاتحاد الأوروبي يوم أمس إلى نداء من جانب بريطانيا وفرنسا من أجل رفع الحظر الأوروبي على آليات تزويد الثوار السوريين بالسلاح.

دعوة إلى فضّ الحظر
وقال من جانبه سمير نشار، عضو الائتلاف الوطني السوري، أبرز جماعات المعارضة في المنفى، إنه يأمل أن تتحدى فرنسا وبريطانيا الاتحاد الأوروبي إن ظل الحظر قائماً.

تابع نشار حديثه بالقول: quot;أفُضِّل أن يحدث توافق، وأن يكون هناك قرار مشترك. لكن إن لم يحدث توافق، فإنني مازالت أتصور أن تتصرف فرنسا وبريطانيا بشكل مستقلquot;.

كما سبق لوزير الخارجية الفرنسي أن أشار في وقت سابق من الأسبوع الماضي إلى أن بلاده قد تقوم بتسليح الثوار، حتى إن لم يوافق الاتحاد الأوروبي على ذلك الأمر.

إلى ذلك، هددت الحكومة السورية بشنّ هجمات على الثوار الموجودين في لبنان، إذا استمروا في تهريب الأسلحة وقصف الجيش النظامي من داخل الأراضي اللبنانية.

تحييد لبنان
وذكرت صحيفة آيريش تايمز الأيرلندية بهذا الخصوص أن وزارة الخارجية السورية راسلت نظيرتها اللبنانية بهذا الشأن، وقالت لها إن quot;الجماعات الإرهابية المسلحة تسللت بأعداد كبيرة خلال الـ 36 ساعة الماضيةquot;. وهو ما جعل الرئيس اللبناني، ميشال سليمان، يؤكد أن بلاده يجب ألا تكون مساراً للأسلحة أو مركزاً لتدريب الثوار المقاتلين، بغضّ النظر عن الجهة التي تقف إلى جوارها أو تناصرها.

وأكد الجنرال سالم إدريس قائد المجلس العسكري الأعلى أن قواته ستواصل القتال إلى أن تتم الإطاحة بالرئيس بشار الأسد، كما طالب القوات الحكومية بالانضمام إلى الثورة. وأضاف quot;علينا أن نتصدى للطائرات والدبابات والصواريخ، لكن عزيمتنا قوية للغايةquot;.