تستقبل الاعلام الاميركية التي رفعت في القدس الرئيس باراك اوباما الذي يصل الاربعاء في زيارة لاسرائيل والاراضي الفلسطينية وسط ترحيب رسمي، لكن بحماس اقل بين الاسرائيليين والفلسطينيين العاديين.



القدس: قبيل وصول اوباما ظهر الاربعاء، قامت بلدية القدس الاسرائيلية بتعليق نحو ألف علم اسرائيلي واميركي في المدينة.
وقالت البلدية إن هناك خططا لعرض quot;اضواء على جدران البلدة القديمة خلال الزيارة ليتمكن الرئيس من رؤيتها من غرفتهquot; في فندق الملك داود الفخم.
واصيبت اسرائيل منذ اسابيع quot;بحمى اوباماquot; المدعومة رسميا والتي بدأت عندما اقام مكتب رئيس الوزراء نتنياهو تصويتا على موقع فايسبوك لاختيار الشعار الرسمي للزيارة.
واختير شعار دمج فيه العلمان الاسرائيلي والاميركي مع كلمات quot;تحالف لن يكسرquot; تحتها ليكون الفائز.
وقامت السفارة الاميركية ايضا باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي للترويج للزيارة اذ قامت صفحتها الرسمية على فيسبوك بنشر صورة لاوباما وهو يأكل وفيها تعليق quot;ماذا سآكل في اسرائيل؟quot;.
وسخرت صحيفة القدس الفلسطينية من ذلك الثلاثاء في رسم كاريكتوري يظهر فيه اوباما وهو ينظر الى طاولة اكل يقول له شيف بلكنة عبرية ثقيلة quot;فلافل خمص بطخينة مصنوع في اسرائيلquot;، في اشارة الى مأكولات تدعي اسرائيل انها من quot;مطبخهاquot;.
وقامت القنصلية الاميركية ايضا بنشر شريط فيديو على موقع يوتيوب يظهر فيه شبان فلسطينيون من مدينة الخليل يغنون الراب ويرحبون باوباما وهم يحملون quot;غصن زيتونquot;.
لكن على الرغم من الترحيب الرسمي، هناك حملات على الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني ضد الزيارة.
ونشر فيديو فلسطيني على موقع يوتيوب ينتقد اوباما حول تصويت الولايات المتحدة ضد مسعى الفلسطينيين لرفع تمثيلهم في الامم المتحدة، القرار الذي حصل على دعم دولي ساحق في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
كما نظمت حملة ضد زيارة اوباما على موقع فيسبوك كتب فيها quot;لا تدخل، شعب فلسطين لا يرحب بك هناquot;.
وقام فلسطينيون في مدينة بيت لحم التي سيزورها اوباما الثلاثاء بإلقاء أحذيتهم على ملصق عملاق لاوباما، بحسب مراسل لوكالة فرانس برس. كما قاموا باحراق صوره وطالبوا باطلاق سراح السجناء المحتجزين لدى إسرائيل ووقف البناء في المستوطنات.
وينظم ناشطون فلسطينيون بعد ظهر الثلاثاء تظاهرة معارضة لزيارة اوباما وضد العودة الى quot;المفاوضات العبثيةquot; مع اسرائيل في مدينة رام الله التي سيزورها اوباما الخميس للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وقام عشرات من طلاب جامعة اريئيل التي اعترف بها في وقت سابق هذا العام كأول جامعة في مستوطنة، الثلاثاء بالتظاهر امام القنصلية الاميركية غاضبين من عدم دعوتهم لخطاب اوباما مثل غيرهم من طلاب الجامعات الاسرائيلية الاخرى.
وقال الطلاب في حملتهم التي اطلقوها على فيسبوك quot;نعم نستطيع! لا لا نستطيع! لن نسمح لأوباما بالتمييز ضدناquot;.
واعلنت الشرطة الاسرائيلية تكثيفها للاجراءات الامنية في مدينة القدس بشكل كبير استعدادا للزيارة.
وقال المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفيلد لوكالة فرانس برس quot;هذه اكبر عملية شرطية منذ زيارة الرئيس جورج بوش عام 2008quot;.
واشار الى انه quot;سيتم نشر 15 الف شرطي اسرائيليquot; في المدينة خلال الزيارة -- حيث سيعمل خمسة الاف منهم يوميا.
وستقوم الشرطة ايضا بالتنسيق مع وكالات الامن الاميركي اذ ستكون هنالك طائرات مروحية ووحدات رد سريعة بالاضافة الى قوافل.
وسيتم اغلاق كافة المناطق المحيطة بفندق الملك داود الذي سيقيم فيه اوباما خلال زيارته.
وسيتم اغلاق شوارع اخرى في المدينة واعادة توجيه وسائل النقل العام بحسب تفاصيل وزعتها بلدية القدس في مناشير.

عشرات الفلسطينيين لأوباما: إرحل

في السياق، تظاهر الثلاثاء عشرات الفلسطينيين وسط مدينة رام الله في الضفة الغربية، ضد زيارة الرئيس الاميركي باراك اوباما المرتقبة الى الاراضي الفلسطينية الخميس المقبل. وحمل المشاركون في التظاهرة، وغالبيتهم من الشبان، احذية ولافتات تعبّر عن رفضهم لزيارة اوباما الى مدينتي رام الله وبيت لحم.
ووزّعت على المشاركين صورة مركبة للرئيس الاميركي، وهو يحمل سلاحا من نوع ام 16، وهو السلاح الذي يستخدمه الجيش الاسرائيلي، ورسمت نجمة داوود على صدره، وهو يقف امام دبابة اسرائيلية، وكتب على رأس الصورة بالانكليزية quot;لا أملquot;. وكتب على احدى اللافتات quot; لن ننسى ما فعلتم في العراقquot;، كما رفعت لافتات بالانكليزية كتب عليها quot;اي قيم تأتي بها يا اوباما؟، مشاركة اسرائيل في العنصرية ؟quot;. وهتف المشاركون في التظاهرة ضد اوباما وضد السلطة الفلسطينية لكونها ستستقبل الرئيس الاميركي.
ورغم ان الدعوة الى هذه التظاهرة جاءت من مجموعات شبابية ناشطة، الا ان رجالا كبارًا في السن شاركوا فيها. وعلق عبد الكريم اسعد ( 66 عاما) على صدره لافتة كتب عليها بالعربية quot;اوباما عدو لأمتنا، وهو غير مرغوب به، لا اهلا ولا سهلاquot;. وقال عبد الكريم لوكالة فرانس برس quot;الاميركيون يتعاملون معنا كايتام، ويضحكون علينا بالمساعدات الانسانية، مثل الطحين وغيره، لكنهم في الوقت نفسه يدعمون اسرائيل بالاسلحة الفتاكة كي تبقى تحتل ارضناquot;.
من جهته، قال اشرف النجار (30 عاما) quot;لا يوجد اي امل من زيارة اوباما، لان السياسة الاميركية ليست بيد اي رئيس اميركي، واوباما فقط قادم في رحلة للاستجمام، وليأكل الحمص والفلافل في اسرائيل، وهو الاكل الشعبي الفلسطيني، الذي سرقته اسرائيل منا ايضاquot;. وحمل الشاب محاريق ايمن (20 عاما) حذاءين الى جانب صورة اوباما، وقال لوكالة فرانس برس quot;نحن اليوم مجموعة من الشبان دعونا الى هذه التظاهرة لنقول للرئيس الاميركي النازي بانه غير مرغوب بك في ارضنا، ونقول له بالعامية والفحصى اخرج من عناquot;. وحاول المشاركون في التظاهرة الوصول الى مقر المقاطعة، حيث سيجري استقبال الرئيس الاميركي اوباما الخميس المقبل، الا ان الشرطة الفلسطينية منعت المشاركين من الوصول الى هناك.
كيري في اسرائيل عشية زيارة اوباما

في وقت لاحق الثلاثاء، وصل وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى اسرائيل عشية اول زيارة للرئيس باراك اوباما الى الدولة العبرية والاراضي الفلسطينية، كما اعلنت الشرطة الاسرائيلية. وليس لكيري اي لقاء رسمي قبل وصول اوباما ظهر الاربعاء الى اسرائيل بحسب الصحف الاسرائيلية. وسيرافق كيري عندها الرئيس الاميركي.
وبحسب وسائل اعلام اسرائيلية، سيغادر جون كيري اسرائيل مع اوباما الجمعة للتوجه الى الاردن، كما هو مقرر، ثم يعود مساء السبت الى القدس لعشاء عمل مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يخصص لاحتمال تحريك مفاوضات السلام الاسرائيلية الفلسطينية المجمدة منذ ايلول/سبتمبر 2010.
وكتبت صحيفة هآرتس على موقعها الالكتروني quot;ان كيري يريد الاستماع الى نتنياهو و(...) الرئيس محمود عباس ليعبّرا عن رغبتهما في المشاركة وتوضيح اي تدابير يعتزمان اتخاذها للتقدمquot;. واضافت الصحيفة اليسارية quot;ان كيري مهتم خصوصًا بما يستطيع نتنياهو فعله، خصوصًا وان غالبية ائتلافه الجديد تعارض اي تسوية سياسية (مع الفلسطينيين) واقامة دولة فلسطينيةquot;. وذكرت هآرتس ان كيري سيعود الى المنطقة مجددا في مطلع نيسان/ابريل. وقد ادت حكومة بنيامين نتانياهو الجديدة التي يهيمن عليها اليمين القومي وتبدو متشددة بشأن سياسة الاستيطان، اليمين الدستورية مساء الاثنين امام البرلمان.
واستبعدت اوساط وزير الدفاع الجديد موشي يعالون الذي يعتبر من صقور الليكود، اي بادرة تجاه الفلسطينيين قبل وصول اوباما، رافضة الافراج عن اسرى وتجميد الاستيطان كما يطالب محمود عباس لاستئناف المفاوضات.