لا شك أن أهوال الحرب السورية قضت على أحلام آلاف الأطفال، كما قضت على آلاف آخرين، لقوا حتفهم في المعارك وأثناء هروبهم من سوريا. مصور إيطالي ينقل بعض صور المعاناة، التي أثرت في سامانثا دايفيد كاميرون وفي الأمير تشارلز، اللذين هالهما ما يتعرض له الشعب السوري.
لندن: وضع أحمد يده اليمنى بلا تكلف على أخمص بندقيته الكلاشنكوف، وكانت سيكارة تشتعل بين أصابع يده اليسرى وهو يقف أمام حاجز من الأنقاض، أقامه مقاتلو المعارضة السورية في أكبر المدن السورية. ولا شك في أن أحمد، ابن السبعة أعوام، هو من أصغر الذين حملوا السلاح ضد نظام الرئيس بشار الأسد في حرب أهلية ضارية تهدد نيرانها باجتياح سوريا بأكملها.
وقف أحمد امام عدسة المصور الصحافي الايطالي سبستيانو تومادا بيكولومينو، الذي كان يزور سوريا للمرة الثانية منذ اندلاع الانتفاضة السورية قبل عامين ورد الأسد عليها بالبطش والتنكيل. وكان المصور التقى أحمد، ابن احد المقاتلين في الجيش السوري الحر، وهو يرابط وراء متراس أُقيم لحماية المقاتلين من قناصة النظام على الخطوط الأمامية لجبهة حي صلاح الدين في حلب.
وقال في حديثه عن مقاتلي المعارضة: quot;عندما يكون المرء على الجبهة يسهل عليه اقامة اواصر حميمة مع المحيطين به، لذا اعتبروني واحدًا منهم، وكنتُ أزحف واقفز واصرخ وأتنفس كل ما يفعلونه، وكدت أموت كما رأيتهم يموتونquot;.
وكان بيكولومينو عمل مصورًا صحافيًا في افغانستان حين كان في الثانية والعشرين، لكنه لاحظ أن الحرب المستعرة في سوريا حرب بشعة وشاقة وصعبة على الصحافيين ايضًا. واشار لصحيفة تايمز إلى انه فقد أحد اصدقائه.
طفولة مسحوقة
كانت سامانثا كاميرون، زوجة رئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون، زارت لاجئين سوريين في سهل البقاع شرقي لبنان. وتقول الأمم المتحدة إن اكثر من 1.1 مليون سوري نزحوا لاجئين في دول الجوار، وإن نسبة كبيرة منهم عبروا الحدود إلى لبنان حيث يعيش 360 ألف لاجئ في مخيمات نصبت على عجل.
وقالت كاميرون إنها كأم ارتاعت لسماعها قصصًا رهيبة من الأطفال السوريين الذين التقتهم، وأكدت أن ما يعانيه الطفل السوري يجب ألا يحدث لأي طفل في هذا العالم، quot;فمزيدٌ من الأطفال والآباء يُقتلون ومزيدٌ من الطفولة تُسحق اشلاء مع كل يوم يمرquot;.
وزارت كاميرون اللاجئين السوريين مع منظمة انقاذ الأطفال، والتقت خلال الزيارة أمًا سورية قتل قناص ولدها ابن الثلاث سنوات اثناء هروبها من قوات النظام.
وكان ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز زار أيضًا مخيمًا للاجئين السوريين في الاردن، أثناء جولته على عدد من دول المنطقة. وقالت منظمة الصليب الأحمر البريطانية إنها تلقت تبرعًا كبيرًا منه لمساعدة اللاجئين السوريين. ونقلت صحيفة تايمز عن متحدثة باسم الأمير تشارلز تأثره بصفة خاصة حين سمع بالأهوال التي عاشها الكثير من الأطفال قبل هروبهم من سوريا، واثناء الهروب مع عائلاتهم.
التعليقات