يرى المراقبون أن ما يحدث في نيجيريا لا يمكن إدراجه تحت مسمى (صراع طائفي) بأي حال من الأحوال، وفي هذا الاطار يبدأ غدا مؤتمر رابطة العالم الاسلامي للتعايش السلمي.


الرياض: تبدأ رابطة العالم الإسلامي، غدا الجمعة، في تنظيم مؤتمر عن الإسلام وأسس التعايش السلمي في نيجيريا، وذلك ضمن عدة مؤتمرات ستقوم بعقدها في عدد من الدول الأفريقية، للتشاور حول البرامج الثقافية والإغاثية. فما تلبث الأوضاع في نيجيريا أن تهدأ حتى تطفو الصراعات المسلحة على السطح مرة أخرى، مخلفةً المئات من القتلى والجرحى، في ظل مذابح جماعية يصورها البعض على أنها نزاعات طائفية بين المسلمين والنصارى في هذا البلد الأفريقي المسلم المتعدد الطوائف العرقية والإثنية.

وأوضح الدكتور التركي أن الرابطة حريصة على التواصل مع الشعوب الافريقية وعقد الندوات والمؤتمرات التي توجه فئة الشباب للتمسك بوسطية الاسلام وتحصينهم من الجنوح نحو الافراط او التفريط في امور الدين، مشيرا إلى أن الرابطة ستنظم اضافة إلى هذا المؤتمر عددا من المؤتمرات والملتقيات الثقافية في كل من الغابون والكونغو في رازفيل.

وأكد أهمية التنسيق والتعاون بين الرابطة والمنظمات الاسلامية في افريقيا في مجالات الدعوة ونشر الثقافة الاسلامية الصحيحة التي تجمع صف المسلمين وتوحد مقاصدهم وتعاونهم في تحقيق التنمية في بلدانهم.

وتعتبر نيجيريا أكبر بلد مسلم في قارة أفريقيا إذ يبلغ عدد سكانها أكثر من 160 مليون نسمة منهم أكثر من 75% من المسلمين .

وأسباب الأزمة الطائفية والتقاتل بين المسلمين والمسيحيين قد تكون كثيرة، ولكن أبرزها اختلاف الدين، فالشماليون لا ينتخبون مسيحيا لرئاسة الدولة، ومن المعروف أن جميع القبائل الجنوبية مسيحية، باستثناء عدد قليل من القبائل الوثنية، وما عدا قبيلة ''يوروبا'' ثاني أكبر القبائل في نيجيريا، بعد قبيلة ''هوسا''، فأغلبية القبائل من المسلمين. وكلما يأتي مرشح لرئاسة الدولة من القبائل المسيحية ترفض قبيلة ''هوسا''أن تؤيده، خوفا على دينها، والعكس هو الحاصل عند هذه القبائل.

وفي جنوب نيجيريا غالبا ما تقف عصابات خلف عمليات اختطاف الاجانب وهؤلاء يتم الافراج عنهم في اكثر الاحيان مقابل فدية مالية، وذلك خلافا لما يحصل في الشمال حيث تقف جماعات اسلامية متشددة ابرزها بوكو حرام وراء عمليات خطف الاجانب الذين ينتهي بهم الامر في غالب الاحيان قتلى.

وقد لا يقدم لك أحد دليلا مباشرا أو واضحا، ولكن يؤمن ويعتقد المراقبون والمتابعون لأحداث نيجيريا أن التدخل الخارجي لعب دورا كبيرا في تأجيج الأزمات الطائفية في نيجيريا. ويوجد في نيجيريا وحدها 250 عرقية وهناك ثلاث قبائل هي من تسيطر على الساحة السياسية ففي الشمال توجد قبيلة الهوسا وفي الجنوب الغربي قبيلة اليوروبا وفي الجنوب الشرقي قبيلة الإيبو.

ووصل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي إلى مدينة سوكوتو في جمهورية نيجيريا على رأس وفد الرابطة لحضور مؤتمر (الاسلام وأسس التعايش السلمي) الذي ستعقده الرابطة بالتعاون مع المجلس الأعلى للشؤون الاسلامية وحكومة سوكوتو النيجيرية يومي الجمعة والسبت المقبلين.