يبدأ النائب تمام سلام اليوم تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة بعد حصوله على شبه اجماع وطني شاركت المملكة العربية السعودية في التوصل إليه.

بيروت: يفترض ان يكلف النائب اللبناني تمام سلام في ختام المشاورات مع النواب التي يقوم بها رئيس الجمهورية ميشال سليمان بعد ظهر اليوم السبت تشكيل حكومة جديدة بعد ان حصل على شبه اجماع من القوى السياسية الاساسية.

وكانت المشاورات بدأت امس وشملت عددا من الكتل النيابية الاساسية. ورغم انتماء سلام الى تحالف قوى 14 آذار (المعارضة)، الا انه حظي بدعم حزب الله وحلفائه، بعد ان بات واضحا ان اختياره جاء نتيجة توافق سياسي شاركت المملكة العربية السعودية في التوصل اليه.
وسيخلف سلام نجيب ميقاتي الذي استقال قبل اسبوعين نتيجة خلاف مع الاكثرية الحكومية حول تعيينات امنية واستحقاق الانتخابات النيابية المقرر في حزيران/يونيو.
وكانت حكومة ميقاتي مؤلفة من اكثرية تضم حزب الله وحلفاءه وقريبة من النظام السوري واقلية وسطية ابرز اركانها ميقاتي وسليمان تمكنت من فرض quot;سياسة الناي بالنفسquot; على لبنان في الملف السوري خشية تداعيات امنية وتوترات على البلد الصغير ذي التركيبة السياسية الهشة.
وينظر الى التوافق على اختيار سلام المعروف باعتداله الى حد بعيد على انه يندرج في اطار الحفاظ على الاستقرار الامني في لبنان.
وبلغ عدد اصوات النواب التي نالها في اليوم الاول من المشاورات امس 86، ويتوقع ان يرتفع هذا العدد اليوم ليصل الى حدود 120 من 128 نائبا.
واعلن حزب الله وحلفاؤه انهم مع تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم جميع الاطراف، بينما لا تزال قوى 14 آذار متريثة في ابداء موقف من التشكيلة الحكومية، مشددة على وجوب ان تتولى الحكومة العتيدة خصوصا الاشراف على الانتخابات النيابية.
ومنذ 2005، تاريخ انسحاب الجيش السوري من لبنان بعد حوالى ثلاثين سنة من التواجد، لم يحصل اي رئيس حكومة على مثل هذا الاجماع بين القوى السياسية المختلفة. فقد انقسم لبنان منذ ذلك الحين بين اكثرية مناهضة للنظام السوري ومدعومة من الغرب والسعودية، ومعارضة موالية لدمشق ومدعومة من ايران.
وانقلبت الاكثرية في مجلس النواب في كانون الثاني/يناير 2011 بعد سقوط حكومة وحدة وطنية برئاسة سعد الحريري، ابرز اركان قوى 14 آذار، نتيجة تغير التحالفات.
وتعزو قوى 14 آذار هذا التغيير الى quot;استقواء حزب الله بسلاحه وبالدعم السوريquot; لفرض ارادته على الحياة السياسية اللبنانية.
واكدت قيادات سياسية ان الرياض لعبت دورا كبيرا في اقناع القوى السياسية القريبة منها بتسمية سلام، في محاولة لعدم تعميق الانقسامات.