تبين نتائج استطلاع رأي جديد أن الأميركيين يملكون نظرة سلبية عن التطورات السياسية التي شهدتها القاهرة في السنة الأخيرة، بل يرى نحو 50% منهم أنه لا يتوجب تقديم مساعدات لمصر التي يحكمها الإخوان المسلمون.


القاهرة: تساءل بعض المنتقدين لإدارة باراك أوباما بشأن ما إن كانت الولايات المتحدة الأميركية قد quot;خسرتquot; مصر منذ اندلاع الثورة التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك مطلع عام 2011. وجاء استطلاع جديد للرأي العام الأميركي، أجرته شركة quot;زغبيquot; لخدمات البحوث، ليثير تساؤلاً جديداً هو: هل فقدت مصر الولايات المتحدة؟
حيث وجد هذا الاستطلاع انخفاضاً بمقدار 22 نقطة في الرأي الإيجابي لمصر بين الأميركيين، حيث وصل إلى 36% العام الجاري بعد أن كان 58% عام 2011. ومن بين الأمور الأخرى التي كشف عنها الاستطلاع في هذا السياق تلك النقاط التالية:
- التشاؤم والغموض هما الموقفان المهيمنان بشأن آلية حدوث quot;الربيع العربيquot; في مصر.
- تأكيد حوالي 40% أنهم متخوفون من أن يكون انتخاب الإخوان عقبة أمام مصر، في الوقت الذي عبرت فيه نسبة أخرى قدرها 29% عن التباس الرؤية لديها بهذا الشأن. وتبين أن 53% من الأميركيين لا يعتقدون أن الإخوان المسلمين ملتزمون بالديمقراطية، فيما قالت مجموعة أخرى نسبتها 33% إنها غير متأكدة.
- وجهات النظر السلبية هذه يبدو أنها نابعة من حملات الخوف من الإسلام التي يتم شنها في أميركا.
- تعامل 14% فقط من الأميركيين بوجهة نظر ايجابية مع الرئيس المصري محمد مرسي.
ولفت في هذا السياق مركز ثينك بروغريس، عبر موقعه على شبكة الإنترنت، إلى أن تلك الرؤى السلبية تُتَرجم إلى دعم ضعيف لما تقوم به الحكومة الأميركية من جهود لمساندة مصر خلال تلك المرحلة الانتقالية التي تمر بها البلاد في الوقت الراهن.
وتبين أن نصف الأميركيين تقريباً (47%) غير موافقين على تقديم مساعدات عسكرية ومدنية لمصر في ظل تولي حكومة إخوانية لمقاليد الأمور في البلاد، بينما عبرت نسبة قدرها 30% عن عدم تيقنها من ذلك، في ظل ضبابية الأوضاع هناك حالياً.
وفي وقت تسعى فيه إدارة أوباما للحصول على دعم من قبل الكونغرس لمصر وباقي الدول الكبرى التي تمر بمرحلة انتقالية في منطقة الشرق الأوسط، بدا من الواضح أن تلك الآراء العامة تبين تحدياً حقيقياً في سبيل منح الموضوع مزيداً من الدعم.
وعلى الرغم من تلك الرؤى السلبية إلى حد بعيد، فمازال يشعر بعض الأميركيين بانفتاح على فكرة الاستمرار في التواصل والعمل مع مصر، حتى إن كانت تحت قيادة الإخوان.
هذا ولا تزال مصر في المراحل الأولى لانتقال سياسي واقتصادي وأمني، وستكون بحاجة إلى دعم خارجي هام للتعامل مع تلك المشكلات. كما يتعين على الولايات المتحدة الاستمرار في استكشاف الطرق التي تدعم الانتقال بصورة سلسة في مصر.
وختم المركز بتنبيهه إلى أن استطلاع الرأي هذا الذي حاول استبيان موقف المواطن الأميركي تجاه مصر يجب أن يكون بمثابة الدعوة للقادة في مصر والولايات المتحدة كي ينتبهوا إلى حقيقة أن الدعم الذي تقدمه أميركا لمصر يتراجع.