ظهرت بوادر خلاف بين كبار قادة ومسؤولي إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بخصوص الثوار السوريين، وهو ما برز يوم أمس في الشهادة التي أدلى بها وزيرا الخارجية والدفاع أمام الكونغرس حول جدوى الانغماس في الصراع المشتعل هناك.


على مدار يوم طويل من الشهادات، أبرز وزير الخارجية جون كيري الفرص من وراء العمل مع قوى المعارضة، وشدد على الحاجة إلى تكثيف الضغط على الرئيس بشار الأسد.

دواء وغذاء
فيما أشار وزير الدفاع، تشاك هاغل، إلى أن البنتاغون يتحرّك صوب منح الإمدادات الدوائية والغذائية للمعارضة. وأكد الجنرال مارتن ديمبسي أن الانخراط بشكل أكبر في سوريا سينطوي على العديد من المخاطر، وأن الموقف هناك بات أكثر إرباكًا.

جاءت تلك التقديرات المختلفة في الوقت الذي ينظر فيه البيت الأبيض بشأن الخطوات التي قد يتم اتخاذها مستقبلًا في صراع تسبب حتى الآن في مقتل أكثر من 70 ألف شخص، وتشريد الملايين خارج ديارهم، ليرحلوا إلى مخيمات للاجئين في دول الجوار.

وهو ما دفع بكارل ليفين، النائب الديمقراطي عن ميتشيغن، والذي يترأس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، ليتساءل بصوت مرتفع عمّا إن كانت إدارة أوباما تبعث بذلك رسالة مشوّشة إلى العالم حول طبيعة موقفها بخصوص الوضع المتفجر في سوريا.

وبعد اجتماعه لفترة قصيرة مع هاغل والجنرال ديمبسي، قال ليفن للصحافيين والمراسلين إنه سألهما عمّا إن كانت تريد الولايات المتحدة أن تبعث برسالة قوية إلى الأسد، وأن إجابتهما له كانت quot;نعمquot;، لكن أشار إلى أن شهادتهما يوم أمس لم تبيّن ذلك الأمر.

تسليح مبارك
وأوضح كيري في شهادته أن الولايات المتحدة تعمل بشكل وطيد مع ائتلاف المعارضة السوري، واصفاً الدور الإيجابي الذي لعبته عمليات تسليم الأسلحة في تعزيز المقاومة السورية، وهي العمليات التي أوضح أنها تتم بمباركة الولايات المتحدة.

وهي التصريحات نفسها التي تتسق مع تصريحات مماثلة، سبق أن أدلى بها خلال الزيارة التي قام بها في الشهر الماضي إلى المملكة العربية السعودية، حين قال إن هناك عناصر معتدلة في صفوف المعارضة السورية، يمكن أن تؤتمن على الأسلحة التي تصلها من الخارج.

كما نوّه كيري خلال جلسة استماع الأمس بأنه سيغادر إلى إسطنبول يوم السبت المقبل، لكي يلتقي بمسؤولي المعارضة السورية ومسؤولين من دول أخرى تدعمهم.

في مقابل ذلك، قدّم هاغل والجنرال ديمبسي تقويمًا أقل تشجيعًا للمعارضة السورية وللموقف العسكري داخل سوريا خلال جلسة استماع أقيمت بعد ظهر يوم أمس للجنة ليفن. واعترف ديمبسي بأنه وافق في العام الماضي على مقترح من جانب دافيد بيتريوس، مدير السي آي إيه وقتها، لتسليح الأعضاء المخضرمين في المعارضة السورية.

طريق مسدود
وفي الوقت الذي أكد فيه كيري أن الثوار ماضون في طريقهم، قال الجنرال ديمبسي: quot;لا يمكن إغفال حقيقة أن هذا الصراع معرّض لخطر أن يصل إلى طريق مسدود في الأخيرquot;.

وبعث ليفن بخطاب، أعدّه معه جون ماكين، العضو في لجنة القوات المسلحة، إلى الرئيس أوباما لمطالبته بفرض منطقة آمنة داخل سوريا للاجئين وأعضاء المعارضة، سيتم توفير الحماية لها، جزئياً، عن طريق بطاريات باتريوت المضادة للصواريخ في تركيا.